الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

يد للخير وقلب للعطاء

يد للخير وقلب للعطاء
5 مايو 2019 00:19

«التسامح واجب وإذا كان أعظم العظماء الخالق عز وجل يسامح، ونحن بشر خلقنا ما نسامح، نحن بشر لكننا أخوان واللي بيسير على هذا الطريق واللي بيسير على هذاك واللي بيسير على هذا.. المصيب هو أخو والغلطان هو أخو، ليش ما نساعد الغلطان نجيبه إلى الصواب، ونسامح الغلطان إذا غلط حتى يفهم إن نحن ننجده وما نتركه، ولا ننبذه بل ننجده ونساعده حتى يجي على الطريق الصحيح».
هذا ما قاله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن التسامح، حيث كانت نظرته بعيدة عندما جسد الإطار الحقيقي لمعنى التسامح.. رحل زايد وبقيت كلماته نبراساً يضيء الطريق للأجيال القادمة، وسار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على نهجه عندما أعلن أن 2019 «عام التسامح» ترسخ الدولة من خلاله نفسها عاصمة عالمية للتسامح، واعتبر صاحب السمو رئيس الدولة أن «عام التسامح» هو امتداد لـ«عام زايد» كونه يحمل أسمى القيم التي عمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على ترسيخها لدى أبناء الإمارات، وقال سموه إن «ترسيخ التسامح هو امتداد لنهج زايد.. وهو قيمة أساسية في بناء المجتمعات واستقرار الدول وسعادة الشعوب»، مضيفاً سموه «أن أهم ما يمكن أن نغرسه في شعبنا هو قيم وإرث زايد الإنساني.. وتعميق مبدأ التسامح لدى أبنائنا».
وبين التسامح - وعام زايد تستظل الإمارات بـ«شجرة الغاف» التي جمعت تحت ظلالها الآباء والأجداد، لترسيخ قيم التعايش والتسامح كثقافة مجتمعية وعادة يومية ستتواصل في نفوس أبناء المستقبل.
التسامح ليس شعاراً أو لافتة حبيسة المكاتب والمؤسسات الحكومية.. التسامح أصل وفرع وشجرة وقصة تعيشها الإمارات كل يوم.. كل ساعة.. كل دقيقة وكل ثانية.. حكاية وطن يحتضن الجميع ويحتفي بهم.. يتساوى فيه الجميع لا فرق.. لا لون.. لا عرق.. لا تميز.. هكذا وضعت الإمارات منهجاً أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي قال: «التسامح واجب».
رحم الله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. فعلى يديه كان يجري نهر الخير ليروي العالم بنبل الإمارات وخيرها الدافق.. رحم الله زايد، فقد كان رفيقاً بالإنسانية جمعاء.. كان يحب الخير ويغيث المحتاج، ويدعم الفقراء، ويزرع الابتسامة في شفاه العالم.. رحم الله زايد، فقد ساهم بكل قوة في تأسيس عالم الدعم والمساعدة والمساندة.. رحم الله زايد، فقد كان رحيماً بالمرضى يقدم كل التسهيلات والدعم لعلاجهم.. رحم الله تلك الأيادي البيضاء التي امتدت لتشمل كل العالم بالإنسانية والمعروف والإحسان.. رحم الله زايد، فقد كان لا يفرق بين جنس أو دين أو عرق في دعم ومساعدة المحتاجين.
رحم الله زايد، ورحم الله أقواله التي خلدها التاريخ فيكفي أنه قال: «لا جدوى من نعمة لا يسعد بها الناس، ولا فائدة من التمتع برفاهية العيش، بينما بعض البشر يعانون الفقر والحاجة، وليس إنساناً من لا يشعر بالآخرين ويتعاطف مع مآسيهم بغض النظر عن دينهم وجنسهم وعرقهم».
رحم الله زايد، فقد قال: «إذا كان الله تعالى قد وهبنا الثروة فإن واجبنا الأول في الإقرار بنعمته هو توجيه الثروة لبناء الوطن وتحقيق الرفاهية للمواطن».
الخير في قاموس المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسلوب حياة، وقلب ينبض بالحب والإنسانية والرحمة، حيث أمر ذات مرة بتوفير الحبوب لمدة عام لطيور وسناجب كانت تأكل من بقايا الطعام في مدينة جنيف السويسرية.
رحل المؤسس.. وما زالت أنهار العطاء تتدفق من الوطن إلى العالم.
غرس الفكرة في شرايين الوطن وقلوب الأجيال.
ماراثون زايد الخيري الذي انطلق قبل 15 عاماً، ويخصص ريعه إلى مؤسسة «هيلثي كيديني فاونديشن» لعلاج أمراض الكلى، تحول إلى أهم المواعيد فوق أجندة الرياضة والإنسانية في نيويورك، تلك المدينة التي احبها زايد ولها مكانة في قلبه، وزارها عدة مرات منذ عام 1957.
فالرياضة كانت تحتل مساحة كبيرة في رؤية الأب المؤسس، وهو يضع اللبنات الأولى لبناء الوطن من أجل أجيال قوية بدنياً تواصل المسيرة بنجاح، ولأنه كان يمارس رياضة الفروسية والصيد بالصقور، حرص على تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة لقناعته بدورها المؤثر في الأسرة والمجتمع والوطن.
أيادي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خارج الوطن امتدت بالخير لتغطي كل بقاع الدنيا، ولا يوجد مكان إلا وكانت له بصمة ومبادرة وموقف وقرار لتلبية نداء محتاج، ورسم ابتسامة فوق وجه طفل، وإطعام جائع وإغاثة مريض.
وانتشرت المستشفيات والمدارس والمساكن والمشروعات الخيرية في مناطق نائية لم يصل إليها أحد من قبل في عشرات الدول لتوزع الأمل، وترسم السعادة وتدخل البهجة إلى قلوب أطفال وكبار وصغار عاشت لسنوات طويلة في دائرة التجاهل، وعانت الفقر والحرمان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©