عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
فقط في هولندا من دون غيرها تتميز الأسوار والحوائط البشرية بالقوة والجاذبية، فقد كانت البداية مع الأسطورة رونالدو كومان، مروراً بالنجم ياب ستام، وصولاً إلى المدافع المبدع فان دايك، والآن يظهر أصغر هذه الأسوار الدفاعية ليهز عرش القارة العجوز، إنه ماتيس دي ليخت نجم أياكس الشاب الذي أصبح أصغر قائد فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا، وتحديداً في الدور قبل النهائي للبطولة القارية، ولم يتمكن دي ليخت من هز عرش أوروبا فحسب بالأداء الذي يقدمه مع أياكس، والذي جعله يتفوق على الريال واليوفي، وفي طريقه لإسقاط توتنهام وبلوغ النهائي الأوروبي، بل أيضاً لأنه أشعل حرباً بين كبار القارة العجوز، فقد أصبح المطلوب رقم واحد في هذه الأندية.
المدرسة الهولندية لا تقدم مدافعاً تقليدياً أبداً، فهي التي تبدع في إظهار المدافع القوي، صاحب الأداء الأنيق، والرؤية الثاقبة في الملعب، والقدرة على البناء من الخلف، والمشاركة في الشق الهجومي، بل وتسجيل الأهداف في الوقت الحاسم إذا تطلب الأمر ذلك، وهو الأمر الذي ينطبق حرفياً على كومان سابقاً، وفان دايك حالياً، والوجه الأحدث دي ليخت، ويكفي أن فان دايك حصد لقب أفضل لاعب في البريميرليج، وهو أول مدافع ينال هذا الشرف الرفيع منذ أن فعلها الإنجليزي جون تيري عام 2004، واللافت في مسيرة دي ليخت أن قيمته السوقية ارتفعت من مليون يورو في بداية عام 2017 لتصل إلى 70 مليوناً في الوقت الراهن، أي في غضون عامين لا أكثر.
ولن يتم بيع دي ليخت بهذه القيمة، بل إن المقابل المالي للصفقة لن يقل عن 90 إلى 100 مليون يورو بحسب التوقعات، فقد رفض وكيل أعماله مينو رايولا حسم الأمور، مفضلاً تعليق المفاوضات مع الجميع حتى نهاية مسيرة أياكس في دوري الأبطال، فالفريق الهولندي سوف يصل إلى المباراة النهائية على الأرجح، بعد تفوقه على توتنهام في لندن في ذهاب الدور قبل النهائي، ويتوقع رايولا أن ترتفع القيمة المالية للصفقة لما هو أعلى خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
والأندية التي تسعى للحصول على توقيع دي ليخت هي البارسا والبايرن، وسوف يكون أحدهما هو الأقرب للفوز بالصفقة، إلا أن رايولا فتح الأبواب مؤخراً أمام اليوفي، في الوقت الذي تؤكد فيه تقارير إنجليزية أن مان يونايتد ومان سيتي وليفربول وكذلك آرسنال في قلب السباق للفوز بتوقيع دي ليخت، وفي آخر التقارير أشارت «بيلد» الألمانية التي تتميز بقوة ومصداقية تقاريرها في ملف الانتقالات الكروية إلى أن دي ليخت يضع البارسا خياراً أول لكي يلتحق برفيق الدرب والمسيرة فرانكي دي يونج، كما يضع البايرن خياراً ثانياً في حال لم ينتقل إلى البارسا، فيما تؤكد التقارير الإنجليزية أن رايولا هو صاحب القرار، ومن المرجح أن يدفع به إلى أحد الأندية الإنجليزية التي لديها المقدرة على دفع مقابل مالي كبير.
مسيرة النجم الذي تجاوز مرحلة «النجم الواعد» على الرغم من أنه يبلغ 19 عاماً فقط، تشير إلى أنه سيكون المدافع الأفضل في العالم قريباً، ولن يتفوق على الهولندي فان دايك سوى مواطنه الصغير دي ليخت، فقد ظفر بجائزة الجولدن بوي، ليصبح المدافع الوحيد في التاريخ الذي ينال هذه الجائزة والتي عادة ما تذهب إلى المواهب الشابة من نجوم وسط الملعب، أو الهجوم، إلا أن الهولندي الموهوب فرض واقعاً جديداً، جعل الجميع يعترفون بموهبة اللاعب المدافع، كما أصبح دي ليخت أصغر قائد لفريق في إقصائيات دوري الأبطال وذلك خلال مواجهة أياكس مع ريال مدريد، وعاد ونال نفس الشرف في الدور قبل النهائي في مواجهة توتنهام.
وفي فبراير 2019 أصبح أصغر لاعب في تاريخ أياكس يشارك في 100 مباراة رسمية، في الوقت الذي يشتهر أياكس بمنح المواهب الشابة فرص التألق دائماً، مما يؤشر إلى أن بلوغه هذه المرحلة من التوهج في هذا الوقت المبكر يحمل مؤشرات قاطعة على أنه سيكون من بين الأفضل في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، وفي أبريل الماضي فعلها وسجل في مرمى اليوفي ليهدي أياكس بطاقة التأهل للدور قبل النهائي لدوري الأبطال للمرة الأولى منذ 1997.
