الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«قدامى العمال».. تجارب ثرية في إمارات التسامح

«قدامى العمال».. تجارب ثرية في إمارات التسامح
2 مايو 2019 03:10

أحمد مرسي (الشارقة)

جاءوا إلى الإمارات منذ سنوات بحثاً عن العمل، فوجدوا فيها فرصة للحياة الكريمة، قّلما يجدونها في مكان آخر، فعاشوا في جنباتها لسنوات طوال، وأصبحوا جزءاً من نسيج مجتمعي، أحبوه وشعروا بحياتهم الكريمة فيه، وباتوا في داخلهم لا يستطيعون الحياة من دونه، ذكرياتهم تروي تجاربهم الحياتية داخل البلاد، هذه هي حال العديد ممن قدموا إلى دولة الإمارات، من عمال وتجار ومستثمرين، وغيرهم، قصدوها للعمل، فقضوا فيها معظم حياتهم، وما زالوا يعيشون على أرضها.
«الاتحاد» التقت عدداً من الأشخاص، من عمال وفئات مساندة، ممن يعيشون في الإمارات من مختلف الجنسيات، والذين أمتد بهم العمر لسنوات يعملون في الإمارات، وصلت لدى البعض منهم إلى أكثر من 40 عاماً، يشعر بداخله أن الإمارات بلده الأصلي، وأنه بلده الأم، هو ضيف عليه.

أجواء المحبةالحياة الكريمة واحترام وتقدير الإنسان، والتسامح والتواضع والتقدير، وكذلك والتشريعات والقوانين العادلة والمنصفة، وإعطاء كل ذي حق حقه، والتطور المتسارع والحضارة والمدنية، وغيرها من الميزات الأخرى، عوامل ساعدت على حب البقاء لدى الكثيرين من الوافدين لأرض الإمارات لسنوات طوال، امتدت بعمرهم فعاشوا وتعايشوا معها.
يقول باشا بيارسان، من الجنسية الهندية: «حضرت للإمارات منذ أكثر من 35 عاماً، وعملت طباخاً لدى أسرة مواطنة، وظللت معهم لسنوات، تتجمع الأسرة بصورة كاملة يومياً على مائدة الطعام، في جو من الألفة والمحبة، بالإضافة إلى استقبال الضيوف وإعداد الطعام لهم، كانت أجواء تملؤها الألفة والمحبة والطيبة والصدق، بسيطة كبساطة الأشخاص الطيبين أنفسهم».
وتابع: «ظلت هذه الحال لسنوات، أعيش وسط الأسر بشعور أنني واحد منهم، هم من أوصلوا إليَّ هذا الإحساس، فعشت وتعايشت معهم لسنوات، وشعرت بأنهم أسرتي، وهي طبيعة تميز بها المجتمع الإماراتي بصورة عامة، وحصلت على رخصة قيادة، وأصبحت سائقاً للأسرة، أختص بقضاء الحاجات والطلبات المنزلية، وكذلك توصيل الأبناء للمدارس، واستمر الأمر حتى الآن».
واستطرد باشا: «قضيت 35 عاماً مع الأسرة، عشت معهم أحزانهم وأفراحهم، وحين توفي رب الأسرة شعرت بأنني فقدت شخصاً عزيز عليَّ جداً أحبني وقدرني واحترمي، وأشعرني أنني فرد من الأسرة، كنت أتناول معهم الطعام كفرد منهم، لا كعامل أو أجير في المكان، واستمر الحب والتقدير لهم حتى الآن، لأشخاص كبروا أمام عيني، بعد أن عشت معهم كأطفال، هم الآن أولياء أمور، لديهم أطفال أيضاً، أهتم بهم، وأحبهم وأقدرهم، ويبادلونني حباً بحب».
وأفاد باشا بأن لديه ثلاثة أبناء، هم ولدان وبنت في بلاده، يزورهم بصورة مستمرة، كل عدة أشهر، وأحدهم تخرج في كلية الهندسة، وهم يعرفون جيداً مدى ارتباطه بالأسرة المواطنة في الإمارات، وأن حديثه دائماً عن محبتهم واحترامهم له وتقديرهم للسنوات الطوال التي أمضاها معهم، والتي استمرت لسنوات طوال.

الأمن والأمان
من جانبه، أكد عبدالعزيز أحمد البستكي، لديه استثمارات في الملابس الرجالية، أن الذين يعيشون في الإمارات يدركون تماماً معنى الأمن والأمان واحترام الإنسان وتقديره، والفرص التي تسنح له ليحقق ذاته، وهو ما تحقق له طوال نحو 33 عاماً، منذ أن قدم من بلاده، قاصداً العمل والاستثمار والحياة في الإمارات.
وقال: «إن المقيمين على أرض الإمارات يجدون البيئة الصحية اللازمة لاستمرار الحياة الكريمة، والتجارة الرابحة، والقوانين الجيدة التي شرعت للصالح العام، وبالتالي جعلت الأشخاص يستمرون لسنوات طوال للعيش في هذه الأجواء الجاذبة غير المنفرة».
وأفاد بأن الإحصاءات المتتالية والجديدة التي تصدر عن الجهات الرسمية، أكدت أن العيش داخل الإمارات أصبح منال ورغبة العديدين من بلدان العالم الأخرى، بل وتفوقت الإمارات على الكثير من البلدان التي تحظى بسمعة عالمية، في رغبة الشباب للعيش والاستثمار فيها، وهذا الأمر لم يأت من فراغ، وإنما كان وراءه جهد كبير من قيادة رشيدة، تخطط وتنفذ كل ما فيه صالح البلاد والعباد للعيش على أراضي الدولة، والاستثمار فيها بصورة كريمة وميسرة، تحقق الاستمرارية للمقيمين فيها، تمتد لسنوات طوال، كما حال الكثيرين.

حياه كريمة
بدوره، أكد إبراهيم الأنصاري، من الجنسية الهندية، ويعمل في مجال الخدمات المساندة، أنه يعيش في الإمارات منذ نحو 20 عاماً، في أبوظبي والشارقة، عمل في مجال الخدمات المساندة لدى عدد من الشركات، أن الحياة الكريمة هي السمة الغالبة في مجتمع الإمارات، فالكل يعيش على أرضها بأمن وسلام واحترام، والجميع يقدر ويحترم بعضه بعضاً.
وأشار إلى أنه يمكث في الإمارات لفترات طوال أشهر عدة متتالية، يذهب بعدها للمكوث لنحو شهرين مع أسرته، وبالتالي فإن أغلب فترات حياته قضاها في الإمارات، وأنه يشعر أنه بين أهله ومجتمعه، ولا يشعر بالغربة.
وذكر أن الإمارات تتميز بقوانينها الجيدة واحترام الإنسان وتقديره، وطيبة أهلها، وحبهم للجميع، وأنه وطن الخير والتسامح، يكرم زائره ويحترمه، ويوفر له الخدمات الجيدة، والحياة البسيطة السهلة، وهو ما يجعل الجميع يعيش لسنوات طوال بعيداً عن بلاده الأصلية التي قدم منها، مستفيداً ومتمتعاً بما يقدم له من خدمات وامتيازات.

بلاد الخير
وذكر محمد صديق عبد الرحمن، باكستاني الجنسية، أنه يعمل في الإمارات منذ نحو 25 عاماً عامل خدمات في إحدى الدوائر الحكومية، وأنه وطوال هذه السنوات لمس مدى الحب والتقدير والطيبة واحترام الآخرين، والسمات والصفات الحميدة التي يتمتع بها أبناء الإمارات، والتي يترجمونها على أرض الواقع لمن يعيشون على أرضها، فيجد العامل والتاجر والمستثمر والموظف وجميع الفئات، احتراماً وتقديراً ممن يعيشون معه، وبالتالي لا يصدر منه إلا الاحترام أيضاً.
ونوه إلى أن هناك العديد من الجهات الرسمية تهتم بشؤون العمال، وتقدم لهم المساعدات بصورة مستمرة وفي جميع المناسبات، وكذلك حملات منظمة تحرص على توفير الحياة الكريمة لكل من يعيش على أرض الإمارات، من خلال مساعدات مادية وعينية ومساعدات في المناسبات العديدة، طوال أيام العام، تساعدهم في الحياة برغد، بالإضافة إلى الفحوص الطبية المجانية، وتوفير المساعدات للمستحقين، من خلال قنوات شرعية، تتمثل في الهيئات والجمعيات والجهات الخيرية، وهو ما جعل الجميع يسلم بأن الإمارات وطن أمن وأمان وحياة كريمة، جعلت الكثيرين يعيشون على أرضها لسنوات طوال.
وأضاف: «إن الجميع يدرك بأن هناك العديد من الفرص التي توفرها الإمارات للكثير من الفئات، لا تتوافر في بلدانهم، ومن بينها التدريب والتأهيل واستمرارية العمل والأجر الذي يكفيهم لحياة كريمة، وغيرها من الميزات الأخرى التي جعلت من الإمارات مقصداً للراغبين في الاستمرارية والحياة الكريمة الآمنة التي تمتد لسنوات.

عمال في الإمارات: حقوقنا محفوظة
أشاد عمال من جنسيات مختلفة ببيئة العمل في الدولة، مؤكدين أن الشركات تعمل على توفير السكن المناسب وفق الاشتراطات التي يكفلها القانون علاوة على الحصول على الرواتب من دون تأخير وتوفير التأمين الصحي للجميع، وأن مجتمع الإمارات يعد فرصة جيدة للتعرف على ثقافات جديدة في مناخ يسوده التسامح والتعايش والاحترام.
وقال بنيد سرما (26 عاما، من النيبال ويعمل في محطة وقود): «أكملت خمسة أعوام من العمل في الإمارات، وأنا المعيل الوحيد لأفراد أسرتي، وسعيد بالحصول على خبرات جديدة في مجال عملي هنا، وسط بيئة عمل متطورة وتحترم حقوق العاملين، من حيث أوقات العمل وتوفير الراحة اللازمة لهم، وكذلك الرواتب المجزية التي تفوق رواتب لوظائف مشابهة في بلدان أخرى».
وأضاف: «عندما حضرت للإمارات شعرت بالحماية القانونية حيث إن القانون واضح وتم تعريفي بحقوقي القانونية مع بداية العمل، وكذلك الالتزامات التي يجب علي أداؤها، وهذا أهم ما يميز دولة الإمارات وهو إنفاذ القانون وتطبيقه على الجميع، دون تمييز، الأمر الذي يوفر الأمن والأمان سواء في بيئة العمل أو العيش في مجتمع منظم آمن ويحترم الجميع دون النظر إلى دينه أو جنسيته».
أما كليم ميا (35 عاماً، من بنغلاديش)، قال: «خلال فترة عملي بالإمارات التي تزيد على ثماني سنوات لم أواجه مشكلات تتمثل في انتهاك حقوقي كعامل، والشركة التي أعمل بها تقوم بشكل دائم بتعريف العمال بالقانون وأي تطور يطرأ عليه مثل ساعات الراحة في أوقات الظهيرة أو أي قرارات متعلقة بحقوق العمال أو الشركات، إذ إن كل فرد يعرف دوره جيدا والجميع يدركون حقوقهم القانونية سواء عاملاً أو مديراً في الشركة».
وأشار إلى أن الرعاية الصحية متوافرة للعمال حيث يحمل كل عامل بطاقة للتأمين الصحي، وبموجبها يمكنه الحصول على أفضل الخدمات العلاجية».
في حين، يروي موراجافل راسو (24 عاماً، من الهند)، قصته في الانتقال للعمل في الإمارات، قائلا: «وجدت في الإمارات الاحترام من الجميع وأتعامل بشكل يومي مع جنسيات عدة والجميع يقدر عملي ويحترم وجودي كإنسان وهذا ما جعلني سعيدا جدا».
وتابع: «بعملي هنا ومساعدة أهلي في وطني أشعر بأنني حققت شيئا عظيما لعائلتي، وأخطط للعمل لثلاث سنوات جديدة وبعدها سأبدأ في تأسيس عمل خاص بي عند العودة إلى وطني».
أما فوجاي كومار، (25 عاماً، من النيبال)، أكد أنه أكمل عامه الأول من العمل هنا في أبوظبي، كفني سيارات وأنه اكتسب خبرات عديدة من العمل هنا، والتعرف على جنسيات مختلفة لديها كثير من الخبرات العملية، وأنه سعيد بالعمل في مجاله حيث أن ساعات العمل محددة والراحة الأسبوعية يحصل عليها بانتظام وكذلك الراتب يصل حسابه بدون تأخير علاوة على الامتيازات التي يكفلها القانون من التأمين الصحي وكافة الحقوق الأخرى التي تم تعريفه بها منذ اليوم الأول له في العمل».
وعن التوعية بالحقوق والواجبات، تحدث بهاجوان سينج (40 عاماً، من الهند)، قائلاً: «إن الشركة التي أعمل بها قامت بعقد ورشة عمل تثقيفية لي ولزملائي وتم تعريفنا ببنود القانون ومنها عقود العمل والإجازات والحقوق المالية وكذلك ما يجب على العامل القيام به في حال وقعت أي مشكلة في العمل».
وتابع: «أعمل هنا منذ خمس سنوات ولم أواجه أي مشكلة في عملي الأمر الذي يشجعني على الاستمرار في العمل هنا في الإمارات».
وقال نيكيش ماجير (38 عاما من النيبال) عن ظروف المعيشة في القرى والمدن العمالية: «أعمل هنا منذ 10 أعوام، ومن أفضل الأماكن التي أقمت بها كانت القرى العمالية في المصفح «أيكاد» حيث أن جهة عملي توفر السكن في هذه القرية منذ أعوام».
وأضاف: «القرية العمالية توفر لي الأمن والنظافة والوجبات والنظام في كل شيء علاوة على الترفيه حيث إن هناك أماكن للرياضة وملاعب وساحات لمشاهدة الأفلام التي نفضلها وكذلك هناك محال صغيرة يمكن شراء الوجبات الخفيفة منها».
وقال ماجير (طاهي): «من خدمات القرية وجود مكتب لتحويل الأموال إلى الخارج بتكاليف قليلة وهذا ما يلبي احتياجاتي». أما فينود بيشكارما (33 عاما، من النيبال): «أعمل في دولة الإمارات منذ خمس سنوات تقريبا وأقيم في المدن العمالية التي توفر العديد من الخدمات الممتازة منها النظافة فجميع الغرف يتم تنظيفها يوميا وكذلك الشوارع الداخلية وأماكن قاعات الطعام نظيفة دائماً».
وأضاف: «أقوم بتحويل جزء من راتبي إلى أسرتي في بلدي الأم وذلك من دون عناء فقط دقائق معدودة من السير على الأقدام ويكون باستطاعتي تحويل المبالغ التي أرغب في إرسالها من دون مشاكل».

الإمارات الأفضل
بدوره، قال محمد حمزة (22 عاماً، من باكستان): «إن بيئة العمل هنا في الإمارات هي الأفضل مقارنة بدول أخرى عدة، من حيث الرواتب وظروف العمل والقوانين وهذا ما يجعل الجميع يرغب في الحضور للعمل هنا».
وأضاف: «أهم ما يميز مجتمع الإمارات هو التنوع، حيث كونت صداقات لم أكن أتخيل أن أتعامل معهم وذلك بفضل مناخ العمل المتميز القائم على الاحترام بين الجميع».
وأفاد راهول كارسهان (23 عاماً، من الهند)، بأنه مستمتع جداً بالعمل في الإمارات حيث إن الظروف مواتية ومنضبطة في العمل والسكن ولم يواجه أي مشكلات كبيرة تؤثر على معيشته هنا، والأمن والأمان من أهم سمات المجتمع الإماراتي. وأضاف: «أتمتع بحقوق كاملة منها الحصول على الرعاية الصحية من خلال التأمين الصحي والسكن الملائم الذي يحفظ خصوصيتي وتوفير الوجبات بانتظام علاوة على بيئة العمل التي تضمن سلامة العامل في مواقع العمل».

ساعات راحة
بدأت شركات مقاولات، أمس، في أبوظبي، عند اقتراب عقارب الساعة من الثانية عشرة والنصف ظهراً، بنقل عمالها على حافلاتها من مواقع العمل إلى السكن العمالي الخاص بهم في مناطق عدة في المصفح والسعديات وطريق المفرق الغويفات لقضاء ساعات راحة الظهيرة وتناول وجبة الغداء على أن يعودوا لمواصلة العمل من الساعة الثالثة عصراً.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©