الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأرشيف الوطني يدشن بوابة الأرشيف الرقمي للخليج

الأرشيف الوطني يدشن بوابة الأرشيف الرقمي للخليج
2 مايو 2019 00:15

 أطلق الأرشيف الوطني تزامناً مع عام التسامح، شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2020 الذي يعقد في أبوظبي العام المقبل، ودشن البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي في حفل عشاء أقيم برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وحضور عدد كبير من أعضاء المجلس الدولي للأرشيف ورؤساء الأرشيفات الوطنية في العالم.

وانطلق الحفل بكلمة لمعالي حمد بن عبد الرحمن المدفع رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني رحب فيها بالمشاركين في اجتماعات المكتب التنفيذي للمجلس الدولي للأرشيف ومنتدى الأرشيفيين الوطنيين في العالم والضيوف من مسؤولين وإعلاميين.

وأشار في كلمته إلى أهمية هذه الاجتماعات وما أسفرت عنه، وأشاد بأثرها على صعيد تعزيز التسامح الذي غرس بذوره القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في نفوس أبناء الإمارات ورعتها قيادتنا الحكيمة حتى غدت بلادنا أنموذجاً للتسامح في العالم.

ورفع معاليه أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة على الدعم الكبير الذي يلقاه الأرشيف الوطني من أجل تنظيم هذه الملتقيات العالمية ونجاحها، وتوجه بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على متابعته الدقيقة لهذه الملتقيات الأرشيفية المهمة، واهتمامه بجميع مشاريع الأرشيف الوطني.

وركز معاليه في كلمته على أهمية البوابة الرقمية للأرشيف الرقمي للخليج العربي، مشيراً إلى أن هذه البوابة ستحقق نقلة نوعية لتوفير أرشيف المنطقة إلكترونياً. وشكر معاليه الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة على تعاونه في إنشاء المورد الإلكتروني الرائد للمعلومات التاريخية المتعلقة بمنطقة الخليج العربي، والذي يوفر مصدراً هاماً لصناع القرار وطلاب العلم والباحثين والأكاديميين.

وأعرب معاليه عن سعادته بإطلاق شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2020 الذي يعقد في أبوظبي في نوفمبر من العام المقبل، وأشار إلى أن هذا الشعار يعكس الماضي ويشير إلى المستقبل.

وأكد الدكتور عبدالله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني في تصريحات إلى موقع "الاتحاد"، أنه "أطلقنا اليوم مشروعين، الأول هو الأرشيف الرقمي لوثائق الخليج العربية، والذي أصبح متاحاً على الموقع الالكتروني الخاص به، مؤكداً أنه يتضمن حالياً أكثر من 500 ألف وثيقة منوعة ما بين فيديو وصور ومترجمة إلى اللغة العربية، ويمكن البحث في كل هذه الوثائق من خلال الموقع"، لافتاً إلى أن العمل سيتم تباعاً على استكمال المراحل الأخرى خلال السنوات المقبلة.

وألقى سعادة جيف جيمس مدير عام الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة كلمة أشاد فيها بالتعاون مع الأرشيف الوطني الإماراتي، واعتبر توفير نصف مليون وثيقة عن دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج على بوابة إلكترونية واحدة إنجاز كبير للثقافة والمعرفة يتيح للعالم الاطلاع والتعرف على مراحل مهمة من تاريخ الإمارات والمنطقة.

وأعقب كلمة سعادة جيف جيمس عرض فيلم وثائق لمراحل مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي، ثم ألقى سعادة ديفيد فريكر رئيس المجلس الدولي للأرشيف كلمة قال فيها إن "صنع المستقبل لا يتم دون الاعتماد على الماضي ولذا فإن كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2020 سيعمل على تعزيز حفظ الرصيد الوثائقي للأجيال وسيتناول العديد من القضايا المهمة التي تسلط الضوء على أهمية صون المعلومة الموثقة في زمن الفضاء الرقمي المفتوح". وشكر سعادته الأرشيف الوطني الإماراتي على ما لقيه وجميع الضيوف من حفاوة وترحيب.

وتم تدشين البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي وإطلاق شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف وسط أجواء احتفالية أبهرت الحضور وأختتم الحفل بإشارة إلى الموعد مع الحفل الأكبر مع انعقاد كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في نوفمبر 2020.

وتتواصل اجتماعات منتدى الأرشيفيين الوطنيين في أبوظبي حتى غد الخميس.

ويستهدف مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي رقمنة وفهرسة نصف مليون وثيقة عالية الجودة من الوثائق الخاصة بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وذلك من مجموعة الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة، ونشرها عبر بوابة إلكترونية سهلة الاستخدام، وقابلة للبحث والعرض باللغتين العربية والإنجليزية.

ويؤدي الأرشيف الرقمي للخليج العربي دوراً مهماً في توثيق تاريخ الدولة وإتاحة هذه الوثائق لمتخذي القرار، والباحثين والأكاديميين، مستنداً إلى أهم الوثائق التي سجلت حقباً مختلفة من تاريخ المنطقة.

ومن المتوقع أن يحدث هذا المشروع نقلة نوعية في توفير أرشيف المنطقة إلكترونياً، الأمر الذي يحقق للإمارات الريادة في توفير المعلومة التاريخية للباحثين والمهتمين بكبسة زر، ويتميز هذا الموقع بشموليته نظراً لثراء مقتنيات الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة.

وتم تنفيذ عمليات المسح الضوئي للوثائق، وتطوير الفهارس الوصفية، وترجمتها إلى اللغة العربية وتطوير البوابة الإلكترونية وقد قام الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة بعمليات الرقمنة والفهرسة فيما قام الأرشيف الوطني الإماراتي بعمليات تدقيق الترجمة وعلى المحتوى بشكل عام.

ويعزز هذا المشروع التعاون البناء بين الأرشيفين الوطنيين في البلدين الصديقين. وتم توقيع الاتفاق على إنشاء هذا المشروع في عام زايد ويتزامن إطلاقه مع احتفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بعام التسامح.

ويفتح هذا المشروع آفاقاً جديدة في توثيق أعمال زايد ومنجزاته خاصة في الفترات الأولى لتوليه منصب ممثل الحاكم في مدينة العين في 1946، حيث تجلت عبقريته في إدارة الموارد. وقد عمل مع الحكومة البريطانية عن كثب في إدارة المنطقة، واستمر ذلك بعد توليه حكم إمارة أبوظبي في العام 1966. ويؤرخ الأرشيف الرقمي للخليج العربي أيضاً لعبقرية زايد وجهوده مع إخوانه حكام الإمارات في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولما كان الإرث الإنساني مستقى من كنوز التاريخ التي تمثل دروساً مهمة للأجيال المتعاقبة، فإن أهمية مقتنيات هذا الأرشيف الرقمي ليس لها حدود، لكل من يهتم بتاريخ المنطقة عامة وتاريخ الإمارات بشكل خاص، من باحثين وأكاديميين وغيرهم.

ويسهم مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي في بلورة الفكر البحثي في منطقة الخليج، إذ يعد رافداً من روافد المعلومات الموثقة الفريدة من نوعها في إطار دعم وتطوير الوعي الكافي بالتاريخ.

وستتاح هذه الوثائق للتحميل مع صور من الوثائق الأصلية التي تستهدفها المرحلة الأولى وتقدر بخمسمائة ألف صورة من الفئات المؤهلة في سجلات الأرشيف الوطني في إنجلترا وويلز، ومن الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم صور من سجلات المؤسسات الأرشيفية الأخرى.
وما يعزز هذا الموقع، مقتنيات الأرشيف البريطاني المتعقلة بالمنطقة والتي توثق تاريخ الإمارات والمنطقة منذ نحو 200 سنة، ومن شأن المشروع أن يتيح للعالم التعرف إلى تاريخ الإمارات والمنطقة.

المصدر: وام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©