الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هل عندكم شك؟

هل عندكم شك؟
2 مايو 2019 00:38

الشك مبدأ اليقين، ومن كان يشك في مدى قدرة أياكس، أعجوبة الزمن الكروي الحالي، والحامل للهوية الجديدة للكرة الشاملة، على مواصلة رحلة الإبهار في أمجد الكؤوس الأوروبية، فقد جاءه اليقين من لندن، على أن أياكس بأطفاله المشاغبين ماضٍ إلى حيث يحمله متخيله الكروي الواسع والجميل.
ما شهدناه في ملعب توتنهام، هو ذاته العزف التكتيكي المبهر الذي أطر سيمفونية أياكس في مدريد، والتي بها أسقط الكبير ريال مدريد حامل اللقب، وفي تورينو التي بها أحال «السيدة العجوز» على التقاعد وجردها من حلم أنفقت عليه الملايين، فمن خوفنا على أن لا يقدر أياكس بقيادة العبقري المغربي حكيم زياش، على مواصلة رحلة الصعود المتواتر للقمم الشاهقة، ونحن من سقطنا في حبه، شككنا في ألا تنجح الجسارة التي عصفت بملوك الريال وبأساتذة اليوفي في ترويض فريق إنجليزي بسعرات مختلفة، إلا أن الأطفال المشاغبين استولوا على الملعب من بداية المباراة، وفعلوا ما هو من جنس السحر في أدائهم الجماعي، دقة متناهية في الانتشار، سرعة التحول من الناحية الدفاعية إلى الناحية الهجومية والإجادة في تقسيم الملعب، وحتى زمن المباراة إلى أحجام هندسية تكون ساحة لمعارك ضارية من أجل فرض السيادة.
ربع ساعة كاملة من الجنون الهولندي الذي أنتج هدفاً بصناعة مغربية، أقنعنا خلالها أياكس بأنه يستطيع أن يتحول إلى غمامة تجلب مطراً ومتعةً، وتنشر سواداً ورعباً أيضاً في قلب المنافس، إنه فريق لا يعرف لا الخوف ولا الشك، ومن يظن أن أياكس تحلل من كل الضغوط النفسية، وقد وصل في سفره الأوروبي إلى محطات لم يكن أحد يتوقعها فهو واهم، لأن الضغوط النفسية هي أصلاً الوقود الذي يحرك هذا الفريق، وهي الطاقة التي تغذي طموحه، لقد أيقن فتية أياكس اليوم تحديداً، أنهم قادرون على إضافة إلياذة جديدة لكل الإلياذات التي أبدعها أسلافهم في تاريخ كرة القدم العالمية، من يوهان كرويف إلى كليفرت، لذلك لن يرهبوا ولن يتوقفوا.
بالقطع، لا يملك أياكس بين يديه بطاقة الدعوة لنهائي «شامبيونزليج»، الذي سيجرى بـ«الميتروبوليتانو» أيقونة الملاعب الجديدة بالعاصمة الإسبانية مدريد يوم الفاتح من يونيو القادم، لمجرد أنه حقق الفوز بهدف في ذهاب نصف النهائي بتوتنهام، فما زالت أمامه جولة إياب ضارية بيوهان كرويف أرينا بأمستردام، أمام فريق يجسد العقلية الإنجليزية التي لا تعرف معنى لليأس ولا تسقط في الانهزامية، جولة كروية لابد وأن يقطع فيها أياكس الشك باليقين، ليقول لكل العالم إنه ما أتى لهذا الزمن الكروي، إلا ليترك أثراً ويلتقط من سماء الكرة قمراً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©