الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القطاع المالي.. شراكات تصنع النجاح

القطاع المالي.. شراكات تصنع النجاح
1 مايو 2019 01:59

حسام عبدالنبي (دبي)

يلعب القطاع المالي والمصرفي دوراً رئيساً في ترسيخ مكانة وأهمية دولة الإمارات في مبادرة الحزام والطريق، حيث تكشف علاقات التعاون والشراكة التي تقودها مؤسسات القطاع المالي، أن المقومات المتوافرة حالياً في الإمارات قلما تتوافر في دولة أخرى من الدول الأخرى المشاركة في المبادرة الصينية، خاصة في ظل حرص البنوك الوطنية في الدولتين على التواجد الجغرافي وممارسة الأنشطة في الدولة الأخرى.
وتعمل حاليا بنوك إماراتية عديدة بالفعل في الصين أو في إحدى الدول القريبة منها. على سبيل المثال، فإن لدى بنك الإمارات دبي الوطني مكتباً تمثيلياً في الصين، وكذلك بنك الاتحاد الوطني وبنك أبوظبي الأول وبنك أبوظبي التجاري، كما يوفر بنك المشرق فرع هونج كونج 85% من خدماته في الصين، ووقع البنك نفسه قبل سنوات اتفاقية شراكة مع أكبر بنك تجاري في الصين، «بنك الصين»، لتأسيس فرع في الإمارات، لتقديم خدمات وحلول مصرفية للشركات والمؤسسات الصينية العاملة في الخليج، وأيضاً للشركات الإماراتية التي تخطط للاستثمار وتنفيذ أعمال تجارية في الصين. وعلى الجانب الصيني، هناك 4 من أكبر بنوك الصين مسجلة في مركز دبي المالي العالمي، وهي بنك الصين، والبنك الزراعي الصيني، والبنك الصناعي التجاري الصيني، وبنك الصين للتعمير، بإجمالي أصول تتجاوز 21.5 مليار دولار.
وقامت البنوك الأربعة بترقية تراخيصها لدى مركز دبي المالي العالمي إلى الفئة الأولى، لتوسيع نشاطها وتعديل وضعها من فرع إلى مكتب تمثيلي، كما أن هناك محادثات دائمة مع بنوك صينية أخرى لتأسيس عمليات لها في المركز.
وتمثل العلاقات بين بورصة دبي للذهب والسلع والجانب الصيني نموذجاً مثالياً للعلاقات بين المؤسسات المالية في الدولتين، حيث تضمنت تحالفات وشراكات عدة، فمثلاً أعلنت بورصة دبي للذهب والسلع عن تعيين «البنك الزراعي الصيني – فرع مركز دبي المالي العالمي»، كأول صانع سوق خاص بعقد ذهب شنغهاي الآجل المدرج على لوائح تداولها.
ووقعت البورصة اتفاقية تاريخية مع بورصة شنغهاي للذهب، لتصبح أول بورصة دولية تدرج عقود ذهب شنغهاي الآجلة المقوّمة باليوان الصيني يتم طرحه خارج الصين. كما أن إطلاق عقد ذهب شنغهاي الآجل من بورصة دبي للذهب والسلع يفتح رابط تداول حيوي أمام المستثمرين من حول العالم، ليتيح لهم الوصول إلى أكبر سوق لتداول السبائك في العالم، والتي تربط أكثر من 10 ملايين عميل مؤسسي، و8.3 مليون عميل من الأفراد، و55 خزينة ذهب معتمدة. في الإطار ذاته، وقعت بورصة دبي للذهب والسلع مذكرة تفاهم مع مجتمع بورصة الصين للذهب والفضة في هونج كونج لتعميق حضور كل منهما في الأسواق الناشئة، وتعزيز أسواق المعادن الثمينة في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووقع البنك الصناعي والتجاري الصيني المحدود، في أبوظبي اتفاقية مع شركة دبي لمقاصة السلع، ليصبح بنك تسوية للشركة المملوكة بالكامل لبورصة دبي للذهب والسلع والطرف المقابل المركزي لكل التداولات على منصة تداول بورصة دبي للذهب والسلع. وتسمح هذه الشراكة لأعضاء شركة دبي لمقاصة السلع بفتح حسابات التسوية الخاصة بهم ومعالجة التزاماتهم الخاصة بالتسوية في عمليات التداول المقومة باليوان الصيني والمنفذة في بورصة دبي للذهب والسلع، إلى جانب الاستفادة من خدمات ما بعد التداول والمقاصة الأخرى التي يوفرها البنك.

دور بارز
وتفصيلاً أكد محمد سلامة، رئيس الخدمات المصرفية العالمية لبنك «ستاندرد تشارترد» في الإمارات، أن هناك أسباباً عدة تبرز مركزية دور الإمارات في مبادرة الحزام والطريق، أبرزها مكانتها كمركز تجاري وتميز البنية التحتية والدعم التنظيمي والحكومي.
وقال: إن دور الإمارات يبرز في تحقيق الكثير من أهداف المبادرة، إذ أنها تعد مركزاً مالياً ولوجستياً وتجارياً لتسهيل التجارة والتدفقات الاستثمارية، خاصة في ظل ما تتميز به من توافر بنية تحتية متطورة.
وأضاف أن هناك مجموعة معايير ومشاريع مستقبلية تشير إلى أنه ليس للإمارات مثيل في الشرق الأوسط كمركز رئيسي محتمل ضمن الإطار الأوسع لمبادرة الحزام والطريق، لأن الإمارات ترحب بالاستثمارات الأجنبية وهي لاعب رئيسي في التجارة العالمية، كما أنها أصبحت بصورة متزايدة مركزاً إقليمياً لعمليات البنوك العالمية والإقليمية الساعية إلى إيجاد موطئ قدم لها في سوق الشرق الأوسط.وأوضح سلامة، أن إنشاء بنك الصين الشعبي مركزاً للمقاصة بالعملة الصينية في دبي، يمثل تطوراً مهماً آخر في العلاقات الإماراتية الصينية.

مركز حيوي
من جهته أكد عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي، أن المركز يجدد التزامه دائماً بدعم مبادرة «حزام واحد، طريق واحد»، التي أطلقتها الصين، خاصة مع إنشاء منصة مالية قوية وداعمة للمؤسسات الصينية، كاشفاً أن «دبي المالي العالمي» قام بتنسيق استراتيجية «جنوب- جنوب» مع مبادرة «حزام واحد.. طريق واحد»، التي أطلقتها الصين لاستقطاب المزيد من الشركات الصينية خلال السنوات العشر المقبلة.
وأوضح أن الإمارات تبرز حالياً كمركز حيوي على طول طريق الحرير الجديد في الصين والذي يربط بين آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. أظهر استبيان أجراه بنك «إتش إس بي سي» في الإمارات، أن 8 شركات من أصل 10 من شركات الأعمال التجارية في الإمارات أعربت عن رأيها بأن الصين ستكون من بين أهم الأسواق لتصدير منتجاتها في المستقبل، مؤكداً أن الصين تمثل فرصةً هامة لأي شركة تجارية في طور النمو، لذا تتوقع شركات الأعمال في الإمارات، زيادة فرص النمو في السوق الصيني في ظل تطور الاقتصاد الصيني ونضوجه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©