الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد المر: سردية الوطن في إهاب السيرة الذاتية

محمد المر: سردية الوطن في إهاب السيرة الذاتية
1 مايو 2019 01:23

فاطمة عطفة (أبوظبي)

شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، واللواء الركن بحري الشيخ سعيد بن حمدان آل نهيان، والشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة بحر الثقافة، تقديم معالي محمد المر، أول أمس، محاضرة في صالون «بحر الثقافة» بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب تناول فيها كتاب «قصتي ـ 50 قصة في خمسين عاماً» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة سلطان قائلة: «باسمكم جميعاً أرحب اليوم بشخصية بارزة وذات أثر كبير في فضاء العمل الثقافي في الإمارات، ومنذ سنوات طويلة.. معالي الأديب محمد أحمد المر، الرئيس السابق للمجلس الاتحادي، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، والكاتب والأديب، المثقف الموسوعي».
وتحدث معالي المر عن أهمية إصدار مثل هذا الكتاب، لأنه يروي لنا فيه عن مرحلة من تاريخ الوطن، يوثق فيه مفاتيح الكتاب قائلاً: هنا كانوا وهنا أنجزوا. هذا الكتاب يواصل السيرة الذاتية، ونتمنى أن يستمر هذا التقليد.
وأضاف: الكتاب يحمل جانباً شخصياً، وكثيراً ما نجد الشيخ وكأنه يرسم في الكتاب صورة جميلة لجده الشيخ سعيد بن مكتوم الذي كان نموذجاً للتواضع وهو الذي حكم من 1912 إلى 1952، فترة الحربين العالميتين وشهد عدة مراحل، منها: مرحلة كساد اللؤلؤ وأوائل عصر ظهور البترول، عاصر كل هذه المراحل، وهو أول من أنشأ المدارس والمستشفيات. وكان خير حاكم وخير أب، وقد ذكر كتاب «قصتي» عملية «الخور»، ثم مطار دبي، والمجلس البلدي، وغرفة التجارة، وتقديم العديد من الخدمات إلى البيوت في دبي.
وذكر أن الكتاب يُعَد سيرة ذاتية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسيرة عامة لعائلة آل مكتوم، ومدينة دبي طوال 150 عاماً، كما يُعَد في الوقت ذاته مرجعاً مهماً في تاريخ الإمارات المعاصر. وبيّن أن الكتاب يواصِل تقليداً انتهجه بعض حكام الإمارات في الحديث عن سيرهم، ضمن علاقة هذه السير بالبيئة التي يتحركون فيها، وبالسياق العالمي الأوسع الذي يعايِشونه. ولفت معاليه النظر إلى أن هذا الكتاب لم يُكتب ليقرأ ويرمى أو ينسى، بل كتِب ليغدو مرجعاً نستضيء به في حياتنا، ونستلهم منه العبر والعظات، وبيّن أنه، بقدر ما هو كتاب يتناول صفحات من سيرة صاحبه الذاتيّة بما فيها من خصوصية وحميمية، فهو في الآن ذاته كتاب يتناول شأناً عاماً يخص كل من يريد أن يحِيط بتاريخ الإمارات، ويتعرف إلى نمط الحياة فيها في مرحة تاريخية محددة.
وتابع معاليه حديثه موضحاً أن للجانب الذاتي في الكتاب نصيباً من الاهتمام، فهو يعطي صورة عن حياة صاحبه، وعن علاقته بأسرته، ويقف عند مراحل منها واصفاً مدققاً بما يجعلها نموذجاً يحتذى في الفكر والسلوك، ويكشف عن جوانب تؤكد أن القائد إنسان قبل أن يكون حاكماً، وأنّه يواجه كغيره من البشر تحديات في حياته، ولكنه يتغلب عليها بالحكمة والصبر والرؤية السديدة والثاقبة.
وعرج المحاضر على التاريخ قائلاً: صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يفرِد صفحات لنضال جده الشيخ سعيد بن مكتوم في مواجهة الإنجليز، وكيف استطاع تخليص إمارته من الوصاية البريطانيّة، ثم كيف استطاع مواجهة مرحلة الامتيازات البريطانية بحكمة ووعي، وظل أباً وحاكماً خيِّراً لأبنائه، إلى جانب كونه مناضلاً سياسياً، ويقف عند المرحلة التالية من تاريخ إمارة دبي فيفصِّل في الحديث عنها في ظل أبيه المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ويذكر لمحات من حياته في الحكم، وكيف كان يمضِي يومه في التأكد من أن كل شيء في إمارته يسير كما ينبغي، وكيف كان يراقب كل صغيرة وكبيرة من دون أن يعتمد على أحد، أو يتكل على غيره، ويقف عند آلية تعامله مع ولده محمد، وكيف وجهه في الحياة، ثم كيف سهر على تدريسه وتدريبه في أرقى المعاهد العسكريّة البريطانية، ثم كيف ساهم مع أخيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه» في ولادة دولة الاتحاد، وبعد ذلك يفرد صفحات لتوليه حكم دبي، ويقف عند أهم الإنجازات التي تحققت في عهده، وكيف غدت الإمارة الرائدة قبلة الأنظار، ومحط الاهتمام على أكثر من صعيد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©