الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"يتامى في الغيب" و"حكاية بئر الألغاز" في مؤسسة الشيخة سلامة بنت هزاع بن زايد

"يتامى في الغيب" و"حكاية بئر الألغاز" في مؤسسة الشيخة سلامة بنت هزاع بن زايد
1 مايو 2019 01:23

إبراهيم الملا (أبوظبي)

استقطب جناح مؤسسة الشيخة سلامة بنت هزاع بن زايد آل نهيان في مشاركته الأولى بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، فئات عمرية متنوعة يدفعها الفضول الشخصي للتعرف على آخر النتاجات والإصدارات التي يقدمها الجناح لزوار المعرض، وذلك من خلال موقعه المميز بين الأجنحة الأخرى في المعرض، وبسبب طابعه الحميمي المزخرف بألوان ذهبية، ومنمنمات إسلامية، وبتفاصيل تراثية من البيئة المحلية في الإمارات. امتاز المكان بجلسات منفصلة للأطفال، تحقيقاً لمتعة للقراءة الذاتية، والأخرى الجماعية، من خلال النقاشات الجانبية المتعلقة بالإصدارين الجديدين للشيخة سلامة بنت هزاع، اللذيْن تسيدا الأرفف الداخلية والخارجية للجناح.

مع الطفولة
حمل الإصدار الأول عنوان: «يتامى في الغيب»، أما الإصدار الثاني فحمل عنوان: «حكاية بئر الألغاز»، وتوفر الجناح على منصات عرض تلفزيونية، احتوت على مقاطع من رسومات ونصوص الكتابين، ومنح هذا الشكل التفاعلي صيغة تشويقية مضاعفة بالنسبة لزوار الجناح، خصوصا الأطفال الذين جذب انتباههم الصور الزاهية المرافقة للكلمات المكتوبة، وهي تتداخل بخفة ورشاقة مع محتوى الكتابي. وفي هذا السياق أشار لنا الطفل عبدالرحمن يوسف وبأسلوب عفوي أثناء وجوده في الجناح إلى استمتاعه بأجواء الجناح، وبمحتوياته التي تسترعي انتباه الأطفال، وقال إنه سوف يقتني الكتابين التي ألفتهما الشيخة سلامة بنت هزاع، لأن شكل الغلاف وطريقة إخراج الكتاب، والرسومات الرائعة المصاحبة للكتابة، خلقت في داخله نوعاً من الفضول لإكمال قراءة الكتابين في منزله، بعد أن قرأ الأجزاء الأولى منهما في الجناح.
أما الطفل حمد عبدالله العامري الذي بدا منشغلاً بتقليب الصفحات، فعبّر عن سعادته بحصوله على الكتابين، وما تحتويهما من قصص وصور تعبيرية، وقال إن أول ما لفت انتباهه في الكتابين هو الإهداء الذي وجهته الشيخة سلامة بنت هزاع لأطفال الإمارات، وقالت فيه: «إلى أطفال الإمارات، وبناة المستقبل، وصنّاع الغد، إلى من نتطلع إليهم كصانعي مجد يعانق السماء، أهدي هذا الكتاب، وكلي أمل ورجاء، أن يقبضوا على شعلة الطموح، وأن يتمسكوا بإرث الأجداد والآباء، لنواصل مسيرة البناء الخالدة، لدولتنا الحبيبة.. الإمارات».
وعلقت الطفلة مريم راشد على هذا الإهداء بأنه يشجع أطفال الإمارات لبذل المزيد من الجهد الذاتي والإخلاص للوطن، سواء من خلال تحصيل العلم، أو من خلال الاطلاع والثقافة الذاتية، ووصفت مريم إصدارات الشيخة سلامة بنت هزاع ومؤلفاتها بأنها جاذبة على مستوى الصورة والنص، ووجهت لها التحية لبذلها هذا الجهد الإبداعي لترغيب الأطفال وتشجيعهم على حب القراءة، وتحريك الخيال، والدخول في مغامرة الكتابة، لأن تأليف القصص والروايات، كما أوضحت الطفلة مريم، يجعل منا أشخاصاً منتجين في المجتمع، ويصنع جيلاً مستقبلياً واعياً ومهتماً بالثقافة والفنون.

كتابة جامعة
وقالت مها حسن شركس، أمين عام مؤسسة الشيخة سلامة بنت هزاع، إن ‏كتاب «حكاية بئر الألغاز» يحوي قصة شائقة تدعو الإنسان للسوية النفسية والاجتماعية، حتى لا يكون جشعاً وطماعاً وأن يكون واقعياً بأمنياته وأحلامه، وأوضحت أن كتاب «يتامى في الغيب» يتضمن قصة من الخيال تحض على تكاتف المواطنين والأهالي من أجل الدفاع عن أرضهم وممتلكاتهم ضد الغزاة والقراصنة، من خلال مجموعة من الأطفال الذين يمتلكون قدرات خارقة، مضيفة أن هناك كتاباً ثالثاً ‏يتحدث عن حقوق الطفل ‏وتمت طباعته في «مؤسسة الأمومة والطفولة» ‏كما لها عدة كتب أخرى قيد الطباعة باللغة الإنجليزية، وأشارت إلى أن المؤسسة تشارك في الدورة الحالية للمعرض بعدد من الكتب الخاصة بأدب الأطفال من سن 6 سنوات حتى 12 سنة وتتميز الكتب بالخيال والإبداع، وبلغة سهلة وسلسة للأطفال، ‏وتجمع بين التشويق وبث القيم الإنسانية والمعاني الوطنية.
ومن خلال الاطلاع على إصدارات الشيخة سلامة بنت هزاع، نجد أنها تسلك في نصها المسرحي والقصصي أسلوب الكتابة الجامعة بين البساطة في الشكل والعمق في المحتوى، استناداً لوعي الكاتبة تجاه التحولات، التي يفرضها التفاوت الزمني، وتجاه التبدلات التي تصنعها الفوارق المعرفية والسلوكية بين الأجيال.
يعتمد نص الشيخة سلامة بنت هزاع آل نهيان في بناء الشخصيات وصناعة الحبكة، وصولاً إلى الخاتمة، على عنصر مهم، وهو تداخل القصة القائمة على الوصف والروي، مع البنية التعبيرية القائمة على الحوارات المكثفة والتصوير المشهدي للمكان وللشخصيات المحركة للأحداث، مرفقة برسوم «أولجا بيرني» للشخصيات.
ويمكن أن نصف مسرحية عن حقوق الطفل للشيخة سلامة بنت هزاع بأنها مسرحية تستلهم المقولات التراثية الحكيمة لتعزز وعينا بالحاضر، وهي مسرحية تستثمر مناخات الطفولة وأسئلتها المتحركة على ضفتي الدهشة والفضول، كي تبعث برسائل واعية تجاه الواقع، مستخدمة في ذلك آليات كتابة متنوعة تجمع بين المتخيّل والواقعي من خلال الحوار المكثف، والمشهدية الملموسة، والانتباه الدقيق لمسار الزمن، وما يحتويه هذا المسار من تغيرات تحتاج إلى التأمل والرصد والمعاينة، لخلق عالم أكثر إشراقاً وبهجة للأطفال، ومن دون التخلي أيضاً عن القيم الأصيلة والأخلاقيات العالية، التي تجعل من هذه البهجة إيجابية على الدوام، وصانعة لغد أفضل وأجمل وأكثر إنتاجية ومتعة للجميع.
كما يقدم العمل الحكمة في ثوب فني جمالي، في سعيٍ حثيثٍ لإبراز أهمية الأسرة في تربية الطفل، وأهمية الاستماع لأسئلة الطفل والإجابة عنها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©