لا يزال الوقت متسعاً!

المشكلة : عزيزي الدكتور : أنا البنت الوحيدة من أمي، عمري ستة عشر عاماً، واخوتي البنات الأخريات من زوجة أبي، وانا ابنتها الوحيدة. ومنذ حوالي عام تعرفت على شاب عن طريق الصدفة خلال سفري خارج البلاد، ونحن في علاقة حب حالياً، وأهل هذا الشاب يعلمون بهذه العلاقة حيث تعرفت عليهم، ولا أحد يعلم من عائلتي سوى أختي التي تكبرني بثلاث سنوات، وقد تحدثت اختي مع هذا الشاب ومع أهله ونحن على ثقة من أخلاقه وأنه جاد في ذلك. المشكلة الآن أنني خائفة من مصارحة عائلتي بالموضوع. فعائلتي متحفظة وملتزمة ومجرد أن يعلموا أنني دخلت في علاقة حب مع شاب قد يسبب شوشرة في العائلة ومن ثم الرفض. بالاضافة الى ذلك فان هذا الشاب من قطر آخر والزواج من رجل من بلد آخر في بلدنا وعائلتنا أمر صعب وقد يكون مستحيلاً أحياناً. انا الآن خائفة جدا من رفض أخي للعلاقة بعد أن اتفقت أنا وهذا الشاب على أن نتزوج بعد سنتين - أي حتى أكمل دراستي الثانوية - لكنني خائفة من رفض اهلي له فانا احبه كثيراً ومتعلقة به ولكنني خائفة من أن أصارح أمي بالموضوع فتمنعني منه. فما العمل؟ هالة ج النصيحة: ابنتي العزيزة: أود أن أشكرك على ثقتك. لكن دعيني أصارحك كأب لك، هل تلاحظين أن مرحلتكما السنية أنت وهذا الشاب تتسم بعدم وضوح الرؤية تجاه أخذ قرارات حاسمة كقرار زواج من عدمه أم لا؟ أنت في السادسة عشرة وهو ابن التاسعة عشرة. وأظن أن الوقت مازال متسعاً ! كما أنه من غير دولتك وهذا الأمر كما ذكرتي يكون عائقاً مهماً أمام أهلك ووصفته باستحالة قبولهم بذلك. ومع تحفظي على هذه العلاقة، أندهش من إقبالك عليها وأنت تعلمين مسبقاً موقف والدتك تجاه هذه الفكرة ألا وهو الرفض وكذلك عائلتك التي ستتخذ نفس الموقف غالبًا. هناك صعوبات عديدة من شأنها أن تقوض أي فكرة وسأستسمحك عذرًا أن نتساءل سوية عدة تساؤلات تقودنا لقناعة أو تعيننا للوصول لها: هل علاقتك الحالية بهذا الشاب داخل الإطار الشرعي والمجتمعي ؟ ولماذا لا تصارحين أهلك بهذه العلاقة؟ هل تتخيلين مدى صعوبة اخذ الموافقة على فكرة يحيط بها كم من المعوقات متوزعة بين شرع وعرف وتقاليد؟ هل أنت راضية عن نفسك وأنت تحملين بين طيات حياتك هكذا علاقة يدينها الشرع إن كانت خارج إطاره ؟ وهل تعتبري علم أسرته وأختك مصوغا مشروعا لهذه العلاقة؟ ابنتي.. ضعي كل ما سبق ذكره نصب عينيك خلال تعاملك مع هذه المشكلة ستجدين بمشيئة الله أن هناك أمورا كثيرة اتضحت أمامك حينها ستكونين أمام خيارين ألا وهما: التوقف عن تلك العلاقة المبهمة المصير ونسيان ما حصل كاملاً والتركيز على ما تقتضيه مرحلتك العمرية من اجتهاد مدرسي ونجاح حياتي في مجالات تتواءم وسنك . وإما أخذ خطوة جادة وحازمة تجاه مشكلتك بأن تبوحي لشخص يملك القرار والتأثير في أسرتك ويغلب على ظنك حكمته وحسن تصرفه بوحي له بقصتك لتتضح لك الصورة .