الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإدارة الأميركية تتحرك لتصنيف "الإخوان" تنظيماً إرهابياً

الإدارة الأميركية تتحرك لتصنيف "الإخوان" تنظيماً إرهابياً
1 مايو 2019 00:57

دينا مصطفى، وكالات (أبوظبي، واشنطن)

تحركت الإدارة الأميركية أمس باتجاه تصنيف جماعة «الإخوان» تنظيماً إرهابياً أجنبياً، في خطوة تمهد الطريق لفرض عقوبات تشمل قيودا اقتصادية ومالية وحظر سفر على أفراد وشركات يشتبه بارتباطها بهذه الجماعة ويضمها إلى أقرانها من «داعش» و«القاعدة» و«حزب الله» و«بوكو حرام» وغيرها من الجماعات الإرهابية. وأكد مسؤولون أميركيون وخبراء أهمية التحرك، حيث قال نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية والمسؤول السابق في وزارة الخزانة الأميركية جوناثان تشانزر لـ«الاتحاد» إن إدراج الإدارة الأميركية لـ«الإخوان» كمنظمة إرهابية، يجب أن يشمل جميع أجنحتها العسكرية والسياسية، متوقعاً أن ينظر القانون إلى كل ذراع من الجماعة على حدة ويحكم في كيفية التعامل معها. فيما توقع المستشار بالكونجرس الأميركي الدكتور وليد فارس في تصريحات لـ«الاتحاد» صدور قرار تنفيذي للرئيس دونالد ترامب حول وضع «الإخوان» على قائمة الإرهاب قريباً تمهيداً لإرساله إلى الكونجرس لمناقشته والمصادقة عليه. ورجح الباحث بمعهد «واشنطن إنستيتيوت» ديفيد بولوك في تصريحات لـ«الاتحاد» أن يحظى القرار بتأثير كبير داخل وخارج الولايات المتحدة. فيما رأى الباحث الأميركي أرئيل كوبين أن تشاور ترامب مع بعض الزعماء في المنطقة قبل القيام بالخطوة يشير إلى أنه أراد التأكد من تفاصيل تخص أنشطة الجماعة التي تمثل تهديداً كبيراً حول العالم.
وكانت المسؤولة الإعلامية بالبيت الأبيض سارة ساندرز قالت في رسالة بالبريد الإلكتروني «إن ترامب تشاور مع فريقه للأمن القومي وزعماء بالمنطقة يشاركونه القلق، وأن تصنيف«الإخوان» تنظيماً إرهابياً أجنبياً يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية». فيما نسبت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى مسؤول أميركي كبير قوله «إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلب التصنيف من ترامب خلال اجتماع خاص أثناء زيارة لواشنطن يوم التاسع من أبريل الماضي، وأنه بعد الاجتماع، أشاد ترامب بالسيسي ووصفه بأنه رئيس عظيم». وأضاف إن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو يؤيدان التصنيف.
وكشفت «نيويورك تايمز» أن البيت الأبيض أصدر تعليماته للأمن القومي والدبلوماسيين لبحث طريقة لفرض عقوبات على الجماعة، مؤكدة أنها منظمة إرهابية ذات نفوذ مع ملايين الأعضاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وكتبت «أن جماعة الإخوان تمثل مصدراً للإرهاب وإثارة الفوضى وعمليات القتل والاغتيالات. وقالت إن تصنيف«الإخوان»يتيح فرض عقوبات اقتصادية واسعة على الجماعة الإرهابية ووضع قوائم ممنوعين من السفر واسعة النطاق على الشركات والأفراد الذين يتفاعلون مع الجماعة المستهدفة. كما أنه من شأن هذا التصنيف أيضاً أن يجرم تمويل الجماعة، ويحظر على البنوك أي معاملات مالية معها، فضلا عن منع من يرتبطون بـ«الإخوان»من دخول الولايات المتحدة وتسهيل ترحيل مهاجرين عملوا أو يعملون لصالحها.
وسبق هذا التحرك، جلسات استماع داخل الكونجرس الأميركي، أبرزها في 11 يوليو 2018 لبحث التهديد العالمي الذي تشكله جماعة الإخوان والمنظمات التابعة لها، وتأثيرات ذلك على الولايات المتحدة ومصالحها وكيفية مجابهة تلك التهديدات بشكل فعال، بما في ذلك الخطوات المحتملة لسياسة الولايات المتحدة. كما تم بحث حظر«الإخوان» في الولايات المتحدة، والتوصية بالتصدي الحاسم للجماعة ووضع جميع فروعها في العالم على قائمة الإرهاب، وذلك إثر عرض مفصل قام به أعضاء الكونجرس هيلال فرادكين من معهد هدسون للأبحاث وجوناثان تشانزر نائب مدير الدراسات في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وزهدي جاسر رئيس ومؤسس المنتدى الإسلامي الأميركي للديمقراطية. وقال المشرعون إنهم سيراقبون عن كثب الكشف عن الأدوار التي تلعبها كل من قطر وتركيا في دعم الأيديولوجيا المتطرفة للجماعة.

مكافحة الكراهية
إلى ذلك، أكد مسؤولون أميركيون وخبراء لـ«الاتحاد»أن اعتزام إدارة ترامب تصنيف«الإخوان»، جماعة إرهابية يشكل خطوة مهمة في مكافحة الإرهاب العالمي، وشددوا على أهمية التعامل بحذر مع الجماعة بجناحيها السياسي والعسكري، وأهمية وضع الجماعات الإرهابية الصغيرة المنبثقة عنها على لائحة الإرهاب، إضافة إلى ضرورة وقف أنشطة الجماعة التي تمول العمليات الإرهابية عبر جماعات وسيطة، وتشجع على نشر نسخ متطرفة عبر العالم. واستنكر الخبراء فكرة عالمية«الإخوان»، وأكدوا على انتماء الجماعة إلى أيديولوجيا سياسية ودينية معادية للأشكال الأخرى في طبيعتها وأهدافها الأساسية من السياسة، بما في ذلك المتعلقة بالولايات المتحدة، ما يفسر الفكر التكفيري المتطرف.
واقترح جوناثان تشانزر أن تقوم الإدارة الأميركية أو حتى الكونجرس بتسمية«الإخوان»بـ«مجموعة الكراهية»، مؤكداً أن هذا سيتناسب مع أيديولوجيتها التي تعد بلا شك الركيزة الأساسية للكراهية الدينية في جميع أنحاء العالم العربي، مضيفاً أنه يشجع الحكومة الأميركية على النظر إلى هذا كخيار. وقال في تصريحات لـ«الاتحاد»من واشنطن إن إدراج الإدارة الأميركية لجماعة الإخوان كمنظمة إرهابية على نطاقها الواسع، يجب أن يشمل جميع أجزائها العسكرية والسياسية، وهذا قد يمثل صعوبة على إدارة ترامب. ورجح أن ينظر القانون الأميركي إلى كل ذراع من«الإخوان»على حدة ويحكم في كيفية التعامل معها، معتبراً أن هذا النهج قد يكون الأفضل لكل حالة ويكون أكثر فائدة، حيث يستهدف أكثر الأسلحة عنفًا في الجماعة أولاً.
وأشار تشانزر، الذي كان ضمن أعضاء داخل الكونجرس الذين قدموا مشروع قانون عام 2017 لتصنيف«الإخوان»كمنظمة إرهابية، مستندين للدور الذي تلعبه المنظمات التابعة للجماعة في أميركا وتحديدا «كير» إلى ضرورة أن تمتلك الإدارة الأميركية استراتيجية للتعامل مع هذه الحركة العالمية المؤثرة التي تشجع فروعها المختلفة على الأيديولوجيا المتطرفة العنيفة في نهاية المطاف، حتى عندما لا يشارك بعضها مباشرة في الأنشطة الإرهابية.

القرار قريباً
من جهته، قال المستشار بالكونجرس الأميركي الدكتور وليد فارس إن إعلان الناطقة باسم البيت الأبيض عن عزم الإدارة الأميركية العمل على وضع«الإخوان»على قائمة الإرهاب والنقاش الذي دار داخل الإدارة، يعني أن هناك نية لدى ترامب في أن يضع الجماعة أو جزء منها على لائحة الإرهاب وأن هناك قراراً قريباً بذلك. ولكن حذر من أن الأمر لن يكون سهلا بسبب جزء من البيروقراطية التي تحمل أفكار العهد الماضي من إدارة أوباما، إذ أن الموضوع سوف يكون مرتهناً للتوازن بين الإدارة الحالية المؤيدة لوضع«الإخوان»على لائحة الإرهاب وبين أنصار الرئيس السابق. وأكد أنه حتماً سيكون هناك توافقاً في نهاية المطاف على نقاط محددة وأجنحة معينة في«الإخوان»أو ربما بعض التنظيمات العسكرية على الأرض في المنطقة. ورأى أن هذا القرار قد يصدر كقرار تنفيذي للرئيس ترامب أو أن يتم إرساله إلى الكونجرس لمناقشته والمصادقة عليه.

الفكر التكفيري
من جانبه، قال الباحث بمعهد«واشنطن إنستيتيوت»ديفيد بولوك إن«الإخوان»جماعة إرهابية منظمة تقوم بدعم الأيديولوجيا المتطرفة وتصدر الفكر التكفيري للمنظمات المتطرفة الأخرى. وأكد أن قرار إدارة ترامب سوف يكون له تأثير كبير داخل الولايات المتحدة وخارجها، مشيراً إلى أنه مناسب لسياسة الإدارة الأميركية بشكل عام لاسيما بعد مشاورتها مع زعماء في المنطقة. وأعرب عن قلقه من رد الفعل السلبي لبعض الجماعات التابعة لـ«الإخوان»حول العالم. وشدد على أهمية التركيز على المجموعات الإرهابية التي تقوم بعمليات انتحارية وهي تحت جناح الجماعة العسكري مثل«حماس»والجماعات الأخرى المنبثقة عنها.
ورأى الباحث الأميركي أرئيل كوبين أن إعلان الإدارة الأميركية عزمها وضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب ليس مفاجئاً، فقد بدأ عام 2017 عندما تقدم عضو الكونجرس تيد كروز وآخرون، بمشروع قرار لتسمية الجماعة بالإرهابية وعندما جاءت إدارة الرئيس ترامب بدأت الخطوات المنظمة لمكافحة الإرهاب العالمي. وأكد أن تشاور الرئيس الأميركي مع بعض الزعماء في المنطقة قبل القيام بهذه الخطوة يشير إلى أنه أراد التأكد من تفاصيل تخص أنشطة الجماعة في المنطقة، وقال:«إن نشاط الجماعة الإرهابية يتراوح بين الجناح السياسي ذي الوجه المخادع الناعم الذي يزعم انغماسه في العمل الخيري لاختراق المجتمعات والتأثير على أفرادها والجناح العسكري مثل حماس في غزة والعديد من المناطق، والمنظمات الأخرى المنبثقة عنها والتي تمثل تهديداً كبيراً حول العالم».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©