الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عائشة عمور: الإمارات ورشة ثقافية مفتوحة على العالم

عائشة عمور: الإمارات ورشة ثقافية مفتوحة على العالم
27 ابريل 2019 02:08

محمد نجيم (الرباط)

قالت الكاتبة والشاعرة المغربية عائشة عمور، الفائزة بالمركز الأول في جائزة الشارقة للبحث النّقدي التشكيلي، إنّ الحقيقة الأساسية التي استشعرتها في زيارتها إلى الإمارات، هي مدى المجهود الثقافي والفني المبذول من طرف المسؤولين الإماراتيين في مختلف المناحي، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية.
وأضافت في حوار مع «الاتحاد»: يمكن القول من دون مبالغة إنّ الإمارات العربية المتحدة باتتْ ورشة ثقافية مفتوحة على العالم. ولعلها الدولة العربية الوحيدة التي أصبحت تتوفر على قانون للقراءة والثقافة، مما يدّل على السياسة الإرادويّة التي ينطلق منها المسؤولون من أجل جعل البلاد حقلا متعدّد المشارب، سواء على مستوى النشر وتعدد الجوائز، أو على مستوى البُنيات التحتية الجبّارة والمتاحف، أو على مستوى التعامُل الإنساني الذي تستشعر الدّفء الإماراتي من خلاله.
كل هذه العوامل مجتمعة تجعل من الإمارات العربية المتحدة، بحقّ، منارة أدبية وفنية على الصعيدين العربي والعالمي، وقاعدة واسعة للعمل الثقافي الخلاق والمحفّز الذي يجعلُ من بناء الإنسان هدفا نبيلا له. وهي قاعدة رسمت من خلالها الإمارات طريقها السليم في المُحافظة على المكتسبات الحضارية والمعمارية التراثية منها والإسلامية، وإبراز الجو الثقافي في كافة المناحي الفنية (الفن، التراث، المسرح، الشعر، الخ) مما يجعلها صورة ونموذجا ثقافيا على مستوى العالم العربي.
وحول الكتاب الفائز «حوارية التشكيل والفنون، دراسة تفاعلية من نماذج من التشكيل العربي»، قالت: اخترتُ في هذا الكتاب تحليل بعْض النّماذِجِ المغربية والعربية التي تعكس التفاعل المُثمر بين الفنون والمجتمع، وإبراز إلى أيِّ حدّ نجح عددٌ من التشكيليين، المنتمين إلى أعمارٍ واختيارات فنية متفاوتة، في تشخيص هذا التفاعل والتعبير فنيا عن الفنون المحلية لمجتمعاتهم، هذه النماذج تتوزّعُ بيْنَ فنّانين مغاربة (عبد اللطيف الزّين وفريد بلكاهية ولُبابة لعْلج) وفنّانين من الأقْطارِ العربيّة الشقيقة (العِرَاقيّان ضياء العزّاوي وسعدي الكعبي، ليلى جمعة من الإمارات، إبراهيم الفصّام من السعودية). وبطبيعة الحال، فإنّ هذه النَّمَاذج التشكيلية ليستْ مأخوذةً فقط من زاوية تشخيصها ونقلها للتعبيرات الفنية بطريقة حرفية، بقَدْر ما هي مأخوذة من زاوية التشخيص الفني والجمالي الذي يجعل من العمل الفني إنتاجاً دلاليا له خصوصيته وأبعاده المفتوحة على القراءة والتأويل.
وردا على سؤال: «هل أصبح عندنا حراك تشكيلي يعكس الهوية العربية ويتجاوب مع قضاياها الكبرى؟، قالت: مع تطور المناهج والمقاربات النظرية والتطبيقية، استطاع الخطاب النقدي التشكيلي في المغرب أن يحقق طفرة هامّة، سواء على مستوى تتبّع المشهد التشكيلي في أبرز نماذجه الحديثة، أو على مستوى التحليل وزاوية النّظر، ويمكن القول إنه بعد الجيل الأول من النّقاد التشكيليين (باللغة الفرنسية في معظمهم) بدأ خطاب آخر في التشكّل مطوراً لغته ومصطلحاته من خلال تبْيِئتها والحرص على عدم إسقاطها على العمل الفني. فما يُميّز الفنّان التّشْكِيلي المُعَاصِر، ليس الموادّ التي يستعملها، ولا الألوان، بل الطريقة الجديدة التي يوظف بها هذه الموادّ والألوان. وبالتّالي لَمْ يَعُد الفَنّان التشكيلي اليَوْمَ كائناً معزولاً في مجالٍ محدّد ومحْصُوراً، وإنّما ذهب أبعدَ في عمله من خلال تفاعله من جهة مع مجموعة من الفنون، ومن جهة أخرى تفاعله مع المجتمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©