الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موقع بريطاني: إقامة كأس العالم في قطر "فكرة شريرة"

موقع بريطاني: إقامة كأس العالم في قطر "فكرة شريرة"
27 ابريل 2019 00:43

شادي صلاح الدين (لندن)

وصف موقع بريطاني متخصص في كرة القدم إقامة كأس العالم في قطر بـ«الفكرة الشريرة»، مطالباً رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، بسحب هذا التنظيم من نظام الحمدين، أو إلغاء فكرة زيادة عدد المنتخبات المشاركة لحماية جماهيرهم من هذا «الشر».
وتعتبر الصحف ووسائل الإعلام البريطانية أكثر منتقدي إقامة المونديال القادم في الدوحة، مشيرة عبر السنوات الماضية إلى فضائح تتعلق بتقديم رشى وانتهاكات لملفات الدول الأخرى، مؤكدة أن ملف قطر الفاسد سيكون نقطة سوداء في تاريخ المونديال العالمي، و«مهزلة» غير مسبوقة.
وذكر موقع «فوت أند بول» البريطاني أنه بالرغم من «الفكرة السخيفة» لإقامة كأس العالم في قطر عام 2022، إلا أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يسعى لزيادة عدد الفرق المشاركة من 32 إلى 48 فريقاً، مشيراً إلى إجرائه محادثات في المنطقة، حيث إن القطريين بالكاد يستطيعون استيعاب 32 منتخباً، أما 48 منتخباً فهي فكرة مستحيلة. وتساءل الموقع في تقريره أنه لا يجد أي منطق في توسيع عدد منتخبات المونديال، حيث إن كأس العالم القادم بالفعل يعاني على الأصعدة كافة، وتسبب في إرباك جداول الدوريات الكبرى في العالم، بعد قرار تغيير موعد انطلاق البطولة من الصيف لتقام في الشتاء، وبالتالي فإن زيارة عدد منتخبات مونديال قطر لن يؤدي سوى إلى زيادة عدد الفرق المشاركة في هذه المهزلة.
ومع التحدي الكبير بشأن توفير قطر للخدمات اللوجستية المصاحبة لتنظيم كأس العالم مع لعب 64 مباراة في 8 استادات ضمن دائرة نصف قطرها 30 ميلاً في قطر، قال «الفيفا» في دراسة له إن هناك حاجة إلى ملعبين أو أربعة مواقع إضافية في المنطقة في «دولة واحدة أو أكثر». وشدد الموقع أن إقامة المونديال في الدوحة «أمر جنوني» بالنظر إلى المقاطعة التي يلقاها نظام الحمدين من جيرانه بسبب دعمه للإرهاب والتطرف، وهو ما سيضع العديد من الصعوبات على الجماهير الراغبة في حضور المباريات، كما أن صغر حجم الإمارة سيجعل من المونديال «حدثاً مكدساً»، مشدداً على أنه لا يعلم كيف سيتمكن القطريون من استضافة الجماهير، فكأس العالم ليس حدثاً كروياً فقط يقام في الملاعب، ولكنه مهرجان إنساني وتعزيز للتقارب بين الشعوب، وهو ما يحتاج دولة أو عدة دول قادرة على توفير سبل الراحة للجماهير.
ويشير الموقع إلى أن قطر لا تزال تعمل على استضافة بطولة تضم 32 منتخباً وتحاول بشتى السبل إكمال بناء الاستادات الثمانية باستخدام عمال أجانب يعملون ويعيشون في ظروف صعبة غير إنسانية.
وقال رئيس «الفيفا» إن فرصة زيادة عدد منتخبات المونديال تصل نسبها إلى 50%، وهي خطوة تم الاتفاق عليها بالفعل في عام 2026 عندما تستضيف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك المونديال. إذن ما هو السبب في إصراره على متابعة هذا الأمر؟ وفقا للموقع، الذي أكد أن جماهير كرة القدم من جميع أنحاء العالم ترى أن استضافة قطر للبطولة فكرة سيئة، وتنطوي على الكثير من المخاطر، وبالتالي يجب وضع حدود لمعاناة هذه الجماهير والفرق المشاركة.
وأكد الموقع في ختام التقرير أن قطر حصلت على تنظيم هذا المونديال «الشرير» بسبب الإرث الفاسد الذي تركه رئيس «الفيفا» السابق جوزيف سيب بلاتر، وبالتالي لا يجب على رئيس «الفيفا» الحالي جياني إنفانتينو ألا يزيد هذه الفكرة السيئة سوءاً من خلال محاولة إشراك المزيد من المنتخبات في هذا «الشر». يأتي ذلك في الوقت الذي أفردت فيه مجلة «إف يو إف» السويدية تقريراً عن «كأس العالم الذي بناه العبيد»، ملقياً الضوء على المعاناة غير المسبوقة والعبودية الحديثة المرافقة لبناء منشآت المونديال في الدوحة. وأكد التقرير أن «الكثيرين صدموا عندما أعلن الفيفا عن اختيارهم كأس العالم 2022 في قطر، إنها ليست دعوة للمشاركة في بطولة دولية لكرة القدم، ولكنها أيضا بطولة سيئة السمعة بسبب المعاملة غير الجيدة للعديد من العمال المهاجرين».
ومع بقاء ثلاث سنوات فقط حتى انطلاق المباراة الأولى، ورغم ذلك فإن الأمور بالنسبة للعمال لم تتحسن، وفقاً للتقرير السويدي.
وأضاف أنه من الصعب أن نتخيل أنه في بلد ثري، يكون الحد الأدنى للأجور الشهرية أقل من 200 دولار أميركي.
ومن الصعب أيضا تخيل أن أكثر من نصف السكان يعيشون في معسكرات العمل، بعيدًا عن العاصمة. والأمر الذي يصعب تصوره هو أن هذا البلد، الذي يشار إليه مؤخراً باسم «دولة عبودية في القرن الحادي والعشرين»، سوف يستضيف كأس العالم لكرة القدم المقبل. ورغم تأكيدات النظام القطري بأنه أدخل العديد من التعديلات والتحسينات لضمان حقوق العمال، إلا أن المنظمات الحقوقية أكدت أن ذلك محض أكاذيب. وأشار نشطاء حقوق العمال إلى أن التعديلات الواضحة ما زالت غير كافية. وعلاوة على ذلك، لا يشمل القانون 174 ألف عامل منزل في قطر، معظمهن من إفريقيا وآسيا يحكين عن قصص الاغتصاب والضرب والتعذيب وحياة العبودية،
ويجبرن على العمل لمدة 21 ساعة في اليوم، وأحيانا بدون أجر وطعام وراحة. وغالباً ما تصادر جوازات سفرهن من قبل أرباب العمل في المطار. ومع وجود إمكانيات محدودة للغاية للهروب، تُجبر النساء على الانتحار أو يخاطرن بحياتهن هرباً من الجحيم في قطر. ومع تبقي أكثر من ثلاث سنوات بقليل على بداية المونديال، يبدو أن التغيير في ثقافة احترام العمال في قطر «مجرد وهم». وكما ذكرت شركة «اكويديم»، وهي شركة استشارية تنشط في مجال حقوق العمال: «لقد تم تحقيق بعض المعالم المهمة، لكن تتطلب الإصلاحات لتكون فعالة، جيلاً من التغيير».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©