الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"جائزة جميل للفن الإسلامي".. إثراء للمفاهيم الهندسية

"جائزة جميل للفن الإسلامي".. إثراء للمفاهيم الهندسية
26 ابريل 2019 02:48

نوف الموسى (دبي)

استمعت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، بحضور معالي الدكتور زكي أنور نسيبة وزير دولة، إلى الفنانين المشاركين في «جائزة جميل للفن الإسلامي»، في نسختها الـ 5، وذلك خلال افتتاح المعرض الفني للجائزة، مساء أول من أمس، في مركز جميل للفنون، بمدينة دبي، مقدمين خلال الجولة التعريفية طبيعة الفعل الفني لأعمالهم، إثراءً للمفاهيم الهندسية في الفن الإسلامي، عبر تفكيك التصورات المتعددة لهارموني الزخرفة التي انتصر لها الفنان مهدي مطشّر، ونال عليها الجائزة مناصفة مع الفنانة مارينا تبسُّم، من ذهبت نحو استحواذ العمارة للإنسان، عبر مكاشفة روحانية بناءً على صلتنا مع المكان.
وبهذه المناسبة، صرحت معالي نورة بنت محمد الكعبي، قائلةً: «أسهمت جائزة جميل، على مدار دوراتها العشر الماضية، في إحياء روائع الفنون الإسلامية بأساليب مبتكرة تبرز التأثير القوي للفنون الإسلامية في الفنون القديمة والمعاصرة، من خلال استقطاب نخبة من المواهب من الأجيال الناشئة، لقد كشفت الأعمال الفنية المشاركة بالجائزة، المستوحاة من التراث الإسلامي، عن مدى الغنى الذي تزخر به الفنون الإسلامية على اختلاف مضامينها وأشكالها، من خلال تحفيز الفنانين والمبدعين على استكشاف مدارس فنية جديدة تجمع بين أصالة التراث وجمال الفنون المعاصرة».
واعتبر نيكولاس كولريدج رئيس مؤسسة فيكتوريا وألبرت، الجهة المعنية بالتعاون النوعي مع مؤسسة فن جميل، لإنشاء الجائزة منذ عام 2009، بحضور كل من: فادي محمد جميل رئيس مؤسسة فن جميل، وأنطونيا كارفر المديرة التنفيذية لمؤسسة فن جميل، مدى جمالية أن نتطلع للأعمال المشاركة، وما تعكسه من تناغم هندسي مع فضاءات «جميل للفنون».
واستمرت النقاشات بأبعادها الفلسفية، وماهية أثر إسقاطها على المتلقي، انطلاقاً من مفهوم «المربع» في أعمال الفنان مهدي مطشّر، باعتباره القاعدة الجذرية لكل الزخرفة العربية والخط العربي، مشكلاً وحدة قياسية للفضاء، وعمله المشارك في جائزة جميل، له علاقة بـ «الزخرفة»، التي يراها طريقة لاكتشاف حركة الفضاء، سواء على الجدران والأرضيات أو ما بينهما، مبيناً أثر تفاعل العمل الحيّ مع المتلقي، هو أن الإنسان جزء من الفضاء، ولا يمكن أن يُوجد من دونه، فهي علاقة وجودية، والمربع هنا يحمل رمزية حول طبيعتنا وممارستنا الأخلاقية والدينية وطريقة تفكيرنا، متحدثاً حول تجربته: «ما سعيت له لم يكن له تصور مسبق، بل كان بسيطاً يشبه الأشياء التي كنت أصنعها وأنا صغير.. كنت أرسم على الرمل، وكانت الريح شيئاً فشيئاً تبعثر ما رسمته، وكان علي أن أعيد رسمه من جديد، وذاك مثل دهشتي الأولى».
تصميم مسجد «بيت أور روف»، من قبل الفنانة مارينا تبسُّم، في حي «أوتارا»، في مدينة «داكا»، جسد القدرة البديعة للعمارة في استحواذها على جزء من التكوين الإنساني، خاصةً أن المبنى ترجمة معاصرة لأنماط المساجد ذات القباب وحجارة الآجر التي بنيت في البنغال بالحقبة السلطانية، مؤكدة الفنانة مارينا أن الحداثة في كل مكان، ولكن أن نجعل منها مكاناً، فالأمر يتطلب منا فهماً لموقعنا، عبر الناس والثقافة والتاريخ، وبالأخص المناخ، فالأخير كما أوحت الفنانة مارينا تبسُّم: «عندما يكون المناخ رطباً كمناخنا، فإن التفكير بخلق حيز لتدفق الهواء يغدو من الأمور المهمة»، تتحدث هنا عن أهمية أن تتنفس المباني، بل وتثري مسألة فكرة المسجد كفضاء يتعدى كونه مجرد مكان للصلاة، بل استحضار هائل للروحانية، عبر إقامة صلتنا بالله وبالطبيعة وبالشمس، التي حضرت كإضاءة شفافة، تفرزها ثقوب في السقف، ما تهدي المتواجدين شعور المساواة في الفضاء.

مشاركون ومرشحون
تمثل مرشحو المرحلة النهائية لجائزة جميل للفن الإسلامي، في نسختها الخامسة، بمجموعة من الفنانين وهم: كامروز آرام، هيف كهرمان، هلا كيكسو، ويونس رحمون، وردة شبير، بمشاركة مجموعة نقش، أثروا بأعمالهم المعرض الفني للجائزة، المتاحة للزوار لغاية 14 سبتمبر 2019.
الجدير بالذكر أن الجائزة في غضون الـ 10 سنوات، تلقت نحو الـ 1193 ترشيحاً من أكثر من 40 دولة. وعرضت أعمال 48 من الفنانين والمصممين، وأقامت لتلك الأعمال جولات فنية في 16 محفلاً عالمياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©