السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأطفال المشاغبون

الأطفال المشاغبون
25 ابريل 2019 00:03

لم يكن فان جال، الرجل الذي ولد فيلسوفاً من رحم كرة القدم الشاملة، يهذي أو يهلوس، ليلة مواجهة ريال مدريد، صاحب الأنجم الأوروبية الـ 13 المتلألئة على صدره، لأياكس أمستردام بقلعة الملوك بالبرنابو، في إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، عندما حذر الريال من موج أحمر قد يضرب الأعناق مثل أي إعصار، برغم أن «الميرينجي» كان عائداً لتوه من أمستردام، تحديداً من الأرينا التي تحمل اسم أسطورة الكرة الشاملة يوهان كرويف بالفوز بهدفين لهدف.
قال فان جال معللاً حدسه لما ستكون عليه الأمور من غرابة بمدريد، بأن الكتيبة الحالية لأياكس تذكره بالجيل الأسطوري الذي أهدى الفريق، تحت إمرته طبعاً، الكأس الأوروبية الرابعة لأياكس سنة 1995، بعد الفوز في نهائي ملتهب على ماكينة إي سي ميلان، وكان قريباً من القبض على النجمة الأوروبية الخامسة بعد ذلك، لولا أنه سقط في النهائي أمام اليوفي بالضربات الترجيحية.
وبرغم المباراة التي صممها أياكس بمدريد، والتي منحته فوزاً تاريخياً برباعية أسقط بها حامل اللقب، إلا أن هناك من طلب دليلاً آخر على وجه الشبه بين الجيل الذي يقوده اليوم المغربي حكيم زياش والصربي تاديتش والهولندي ديليخت، والجيل الهلامي الذي لعب نهائيين أوروبيين على التوالي، وجنى منهما لقباً واحداً، جيل ريكارد، بليند الأب، سيدورف وكليفرت.
ولم تكن هناك من مقارعة نحتكم لها، لتقديم شهادة براءة الاكتشاف الكروي الجميل، أكثر ولا أقوى من مباراة الدور ربع النهائي أمام اليوفي، التي جاءت بالأسطورة رونالدو لعلها تغري بسحرها الكأس المتدللة، فتأتي طيعة نحوها.
انتهت مباراة الذهاب بأمستردام متعادلة بهدف لمثله، وشكك الكثيرون في قدرة أياكس على استعمال سلاح المباغتة الذي ضرب به ريال مدريد، خاصة لما نجح رونالدو في التقدم لـ «السيدة العجوز» بالأليانز ستاديوم، إلا أن ما جاءت به الدقائق التي تلت دقيقة توقيع «الدون» للهدف، كان شيئاً خرافياً بالمعنى الصحيح للكلمة، فقد صمم الأطفال المشاغبون، معزوفة كروية جميلة وساحرة، هي من نوع السيمفونيات التي تتحف بها كرة القدم الهولندية العالم من وقت لآخر.
ما فعله أياكس أنه قلب السكين في الجرح، رفع ميزان الضغط، وفتح الأنفاق لغزو الخصم، وعندما كانت هناك ضرورة، لكي يمشط الفضاء أطلق غاراته التكتيكية، فأعطانا مزيجاً من البساطة والتقنية.
هذا أياكس الذي ينظر إليه بنوع من الميكيافيلية، على أنه لا يمكن أن يصطف ضمن الأندية العريقة والكبيرة والمتورمة مالياً بمنطق الاتحاد الأوروبي، هو اليوم بصدد كتابة واحدة من قصص الخيال البطولية التي لم يحن الوقت لكتابة فصلها الختامي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©