السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أوراق قطر» يوقف تمويل مراكز مشبوهة في سويسرا

«أوراق قطر» يوقف تمويل مراكز مشبوهة في سويسرا
25 ابريل 2019 00:12

دينا محمود (لندن)

كشفت وسائل إعلام سويسرية النقاب عن أن النظام القطري اتخذ قراراً مفاجئاً بوقف إغداق الأموال على مشروعات مثيرة للجدل تابعة له في سويسرا، وذلك بعد أن فضح كتاب «أوراق قطر: كيف تموّل الإمارة الإسلام في فرنسا وأوروبا» الذي صدر مؤخراً مخططه لنشر الأفكار المتطرفة في أوروبا وبسط النفوذ هناك، عبر تقديم مساعدات مالية.
وقالت محطة «آر تي إس» السويسرية الحكومية الناطقة بالفرنسية «إن مسؤولين في هذه المشروعات، التي تتمثل في مراكز ثقافية ودينية، أكدوا توقف «نظام الحمدين» عن إرسال أمواله لتلك المؤسسات التي يستغلها في الترويج لأجندته المتشددة، وذلك بعدما كشف الكتاب أدلةً تفضح الحملة القطرية الرامية لاستخدام الدين، ستاراً لنشر أفكارٍ تحض على التطرف والعنف والكراهية، من خلال تمويل 140 مسجداً ومركزاً دينياً في أوروبا بقيمة تناهز 71 مليون يورو، وهو ما يزيد على 80 مليون دولار.
ونقلت المحطة عن محمد كرموس مؤسس المعهد الثقافي الإسلامي في سويسرا والأمين العام له حالياً، قوله إن المشروعات التي كانت تنفذ بتمويل قطري لحساب المعهد قد توقفت. ومن بين هذه المشاريع، إنشاء مجمع مبان بتكاليف تصل إلى 22 مليون فرنك سويسري (قرابة 21.5 مليون دولار).
ووصفت وسائل الإعلام السويسرية كرموس ومعهده بأنهما «القناة التي تمر عبرها الأموال القطرية» التي تضخ لمآرب مشبوهة تخص النظام القطري في سويسرا، كما غيرها من الدول الأوروبية، خاصةً في غرب القارة.
وكشفت «آر تي إس» في تقريرها عن أن المعهد - الذي يزعم مؤسسه أن أهدافه ثقافية محضة - تلقى على مدار السنوات الماضية قرابة 4 ملايين فرنك سويسري (قرابة 3.9 مليون دولار) من مؤسسة «قطر الخيرية»، وهي إحدى أهم أذرع نظام تميم بن حمد على صعيد الترويج لسياساته على الساحة الدولية وتبييض سجلاته السوداء، سواء المرتبطة بتمويل التطرف والإرهاب، أو بانتهاك حقوق الإنسان بشكل منهجي وعلى نطاق واسع.
وأشار التقرير إلى أن المعهد - الذي يعرف بمتحفه للحضارات الإسلامية الذي افتتحه في مدينة لاشو - دو - فون غربي سويسرا عام 2016 - استغل الأموال التي حصل عليها من الدوحة للإنفاق على مساجد ومراكز دينية تابعة له، في مدن سويسرية من بينها بريلي وبيان ولوجانو.
وأكد أن «نظام الحمدين» كان ضالعاً من خلال مؤسسة «قطر الخيرية»، في مشروعٍ مقرر لإقامة مجمعٍ للمساجد يضم أماكن للترفيه أيضاً - في موقع مجاور لمتحف الحضارات، قائلاً إن الدوحة شاركت بالفعل في شراء الأرض المخصصة للمشروع مابل مليون فرنك سويسري (ما يزيد قليلاً على 980 ألف دولار).
وأبرز التقرير حقيقة أن المؤسسات والمراكز التي تتلقى تمويلاً من قطر في سويسرا ودول غربية أخرى، لن تستطيع على الأرجح مواصلة أنشطتها كالمعتاد إذا لم تستأنف الدوحة إرسال أموالها إليها، بالنظر إلى أن مواردها الذاتية قاصرة عن تمكينها من ذلك، لا سيما في ظل كون بعضها غير هادف للربح، وكذلك بفعل عدم استقبال متحف الحضارات - مثلاً - عدداً معقولاً من الزوار.وقالت «آر تي إس» إن المجمع المزمع تشييده بجوار المتحف ربما لن يقام على الإطلاق، بعدما قررت السلطات القطرية وضع حد لعمليات تمويله بعد فضيحة كتاب «أوراق قطر» الذي ألفه الصحفيان الفرنسيان كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو، وأثار ضجةً واسعة النطاق في الأوساط السياسية والإعلامية في سويسرا، بعدما كشف مؤلفاه تفاصيل المشاريع الخمسة الممولة من جانب حكومة الدوحة في هذا البلد.
وأشارت الوثائق - التي وردت في الكتاب - إلى أن هذه المشروعات تتوزع على مدن برييي وبيل/‏‏‏بيان ولاشو - دو - فون ولوجانو، وتقع في مقاطعات سويسرية مختلفة.
وربط الكتاب بين كرموس وبين جماعة الإخوان الإرهابية، وقال إنه وصل إلى «أعلى مستوى» في هذه الجماعة الدموية المتشددة، وأنه يلعب «دوراً مركزياً» في نقل الأموال من قطر إلى المؤسسات التابعة لها في سويسرا.
وفي هذا الإطار، كشفت وثائق «أوراق قطر» عن أن كرموس وزوجته نادية تلقيا ما لا يقل عن سبعة تحويلات مالية بمبلغ إجمالي يصل إلى حوالي 1.4 مليون فرنك سويسري (قرابة 1.374 مليون دولار). ونقلت وسائل إعلام سويسرية عن أحد مؤلفي الكتاب قوله إن النظام القطري لا يكف عن التواصل مع تنظيمات وشبكات مرتبطةٍ بجماعة «الإخوان» الإرهابية في سويسرا، وهو ما يفتح الباب أمام الدوحة «لاختراق» المجتمع في هذا البلد، عبر تلك المنظومة الموجودة مسبقا والمؤلفة من هذه التنظيمات.
وأشار إلى أن قطر كانت وضعت شروطاً - على سبيل المثال - لتشييد متحف الحضارات في لاشو- دو- فون من بينها «حضور مسؤولين قطريين للاجتماعات المهمة»، التي يعقدها القائمون على المعهد. وبحسب الأرقام الواردة في كتاب «أوراق قطر»، تشكل إيطاليا الدولة الأوروبية التي تضم غالبية المراكز التي تمولها الدوحة في أوروبا بإجمالي 50 مركزاً. وسبق أن تلقى أحدها أربعة ملايين يورو (قرابة 4.5 مليون دولار) من قطر على مدار السنوات الماضية. كما تفيد الأرقام نفسها بأن طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، والملاحق قضائياً بتهمة اغتصاب عدد من النساء والتحرش بهن جنسياً، كان يحصل على ما يقرب من 35 ألف يورو شهرياً (ما يوازي 39 ألف دولار) من الدوحة بزعم تقديمه «استشارات» لها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©