الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ياسر عرمان لـ «الاتحاد»: الشعب السوداني انتفض ضد دولة داعشية

ياسر عرمان لـ «الاتحاد»: الشعب السوداني انتفض ضد دولة داعشية
25 ابريل 2019 02:22

القاهرة (الاتحاد)

قال ياسر عرمان القيادي البارز بالمعارضة السودانية، نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان والأمين العام للعلاقات الخارجية في قوى «نداء السودان» المعارضة، إن الانتفاضة السودانية على عكس انتفاضات ما يسمى بـ «الربيع العربي»، هي انتفاضة ضد دولة الإسلام السياسي وضد دولة داعشية استمرت لمدة ثلاثين عاما في السودان. وأضاف عرمان في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أن هذه الانتفاضة الكبيرة ستعيد السودان إلى نفسه وإلى جيرانه الأقربين، وأوضح أن الرئيس المخلوع البشير حاول خداع السودانيين والعالم بأنه ابتعد عن الحركة الإسلاموية، التي كانت تريد أن ترث السلطة من البشير وتعيد إنتاج نظامه.
وأكد القيادي السوداني المعارض أن ما يجري في السودان مهم، وأن الاهتمام به ضروري، بالذات من قبل جيران السودان الأقربين، مشيراً إلى أن الشعب السوداني الذي خرج في مظاهرات سلمية واسعة غير مسبوقة في تاريخ السودان، يرفض استخدام العنف ومع السلمية حتى النهاية، خاصة أن السودانيين قد استفادوا الدروس القاسية في المنطقة العربية. وطالب عرمان «الأشقاء في العالم العربي بدعم السودانيين من أجل إعادة بلدهم إلى وضعه الطبيعي». وشدد على أنه «آن أوان التضامن مع الشعب السوداني، لا يجوز أن يغيب العالم العربي عن دعم انتقال الشعب السوداني من نظام الإسلام السياسي إلى نظام جديد متصالح مع شعبه ومع الإقليم والعالم، وقد كان نظام البشير عبئاً على السودان وجيرانه والعالم، ودمر السودان وقام بتمزيقه إلى دولتين».
من ناحية أخرى، قال عرمان في بيان أرسل لـ «الاتحاد» نسخة منه: إن الوضع الحالي في السودان أكثر الأوضاع دقة في تاريخ السودان منذ استقلاله عام 1956م، ويطرح فرصة لتجديد الدولة السودانية بالكامل أو انهيارها بالكامل، وإن هذا يعتمد على مقدرة قوى التغيير والتجديد في استخدام الإمكانات والفرص التي أمامها وتحويل كل كارثة إلى منفعة.
وأكد عرمان أن قوى الثورة التي قامت بالتغيير يمتد تاريخها لثلاثين عاماً، وقادها شعبنا ورعتها قوى الحرية والتغيير فكراً وتنظيماً، واليوم وغداً الشعب هو صاحب الكلمة، وقوى التغيير الحالية تضم المجتمع السياسي والمدني والقسم الذي وقف مع الشعب من القوات النظامية والمجلس العسكري ويمكن أن يطور شراكة مع الحركة الجماهيرية وقوى الكفاح المسلح لبناء سودان جديد وإعادة هيكلة الدولة السودانية بجميع مؤسساتها، وهذه نقطة مركزية نبني عليها كل ما يدور في هذه الحلقات والرؤى التي تحملها.
وأكد عرمان المعارض الشرس للإسلامويين أن المجلس العسكري ورئيسه عبدالفتاح البرهان ونائب الرئيس محمد حمدان حميدتي لا صلة لهما بالإسلامويين وبتنظيم الإخوان المسلمين، وأنهم حلفاء واقعيين ومحتملين لقوى التغيير، مؤكدا أن هذه معلومات وليس تحليلا، وهم الذين وفروا الآلية الفاعلة ليطيح الشعب بعصابة الإنقاذ، بينما سمى آخرين في عضوية المجلس العسكري وقال: إنهم من الإسلامويين.
وأضاف: أن المجلس العسكري بطبيعة الحال به قوى هي التي كان لها دور حاسم في اعتقال الرئيس وإجبار عوض بن عوف وصلاح قوش على التنحي، فهذه القوى من متوسطي وصغار الضباط وقوات الدعم السريع على وجه الخصوص، وهي التي دعمت وما زالت تدعم الفريق عبدالفتاح البرهان، هذه القوى يجب أن تصل إلى شراكة لبناء نظام جديد ينهي دولة التمكين والحرب ويصل إلى السلام وتصفي أركان النظام القديم العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية قبل كل شي، وحليفها الطبيعي هو قوى الحرية والتغيير وكافة المعارضين الحقيقيين للنظام السابق، وهي مستهدفة من الثورة المضادة ودولة التمكين ومحاولات الإسلامويين لإعادة تنظيم صفوفهم لمعاودة محاولات الاستيلاء على السلطة.
وأوضح عرمان أن هنالك قوى إقليمية لا ترغب في عودة الإسلامويين إلى السلطة وذات برنامج واضح في مناهضة الإسلام السياسي الذي يستهدف بلدانها، وليس بالضرورة أنها تسعى لبناء نظام جديد في السودان، ولكنها حليف حقيقي في المعركة ضد دولة التمكين وعلينا التعامل معها بلا تحفظ لأن حركات الإسلام السياسي لها حلفاء إقليميون ودوليون يدعمونها للعودة مجدداً للحكم .
وقال: إن الوضع في دول الجوار مختلف عن السودان، وما يصلح لدول الجوار ليس بالضرورة أن يصلح للسودان. وأضاف: «علينا التفريق بين أركان دولة التمكين التي يجب تصفيتها وتفكيكها وبناء دولة الوطن لمصلحة جميع السودانيين، وبين التيار الإسلامي الذي له الحق في الوجود بالالتزام بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ودولة المواطنة المتساوية والمحاسبة واحترام سيادة القانون وعدم التدخل في شؤون دول الجوار والعالم الخارجي».
وتابع: «على قوى الحرية والتغيير أن تصل إلى صيغة مع قوى الكفاح المسلح لمخاطبة المهام العاجلة في قيام حكومة مدنية ديمقراطية والتعامل مع الواقع الحالي بتفكير خارج الصندوق لا يتنازل عن بناء نظام جديد ديمقراطي وإنهاء الحرب ولا ينخدع بأكاذيب الإسلامويين والتمهيد والتضليل الكثيف لاختطاف الواقع الحالي لخلق ثورة مضادة». وأكد عرمان أن الشارع هو الذي يحكم ومن مصلحة قيادة المجلس العسكري ممثلة في الرئيس ونائب الرئيس، التحالف مع الشارع في شراكة طابعها الحكم المدني الديمقراطي وإنهاء الحرب وتفكيك دولة التمكين والوصول لانتخابات ديمقراطية، هذا هو البرنامج الذي يمكن أن يحرر شعبنا من دولة التمكين ويقضي على الثورة المضادة. وأشار إلى ان قضية المؤتمر الدستوري بدأت تخرج من دائرة الاهتمام والضوء وهي قضية هامة لإعادة السودان إلى منصة التكوين والتوافق على كيف يحكم السودان قبل من يحكم السودان، وهذه قضية يجب أن لا تسقط من الحسابات في الفترة الانتقالية. وأكد ضرورة مواصلة الضغط الشعبي وبناء النظام الجديد والوصول إلى جبهة من قوى التغيير تقتلع النظام السابق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©