الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«التايمز»: حكومة السراج الخاسر الأكبر من فشل محادثات موسكو

«التايمز»: حكومة السراج الخاسر الأكبر من فشل محادثات موسكو
15 يناير 2020 00:08

دينا محمود (لندن)

حذرت صحيفة «التايمز» البريطانية من تصاعد احتمالات تجدد القتال في ليبيا، بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الداعمة لحكومة فايز السراج، بعد اختتام جولة المحادثات التي عُقِدَت في موسكو قبل يومين بشأن الأزمة الليبية، دون توقيع الجانبين اتفاقاً، يعزز وقف إطلاق النار الساري بينهما، منذ مطلع الأسبوع الجاري.
وقالت الصحيفة إن وصول المحادثات إلى طريق مسدود «أثار مخاوف من استئناف المعارك حول العاصمة طرابلس»، التي حقق المشير خليفة حفتر مكاسب ميدانية كبيرة، خلال الأسابيع القليلة الماضية على طريق تحريرها، بعد أن سيطرت القوات التي يقودها، على مدينة سرت الساحلية ذات الأهمية الاستراتيجية، والقريبة من منطقة الهلال النفطي، الغنية بمواردها الطبيعية.
وألمحت «التايمز» إلى أن عدم التوصل إلى اتفاق خلال جولة المحادثات -التي اعتُبِرَت في بادئ الأمر انفراجة لا يُستهان بها على صعيد الحرب الأهلية الليبية- سيصب في صالح الجيش الوطني، الذي يشن منذ أبريل الماضي، حملة عسكرية للقضاء على الميليشيات المتحصنة في طرابلس.
وبحسب تقرير الصحيفة، سيشكل اندلاع المعارك من جديد على مختلف جبهات القتال في ليبيا، خطراً بالغاً على حكومة السراج، في ضوء أنها «عاجزة عن حماية نفسها بنفسها»، وتعتمد على الجماعات المتطرفة، بجانب استعانتها بدعم عسكري مباشر من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأشار التقرير إلى أن الميليشيات التي توفر الدعم في الوقت الحاضر لحكومة طرابلس، تتمركز في الأساس في العاصمة ومدينة مصراتة، قائلاً إن «الجانب الأكبر منها يتبنى توجهات متشددة، ويرتبط بصلات وثيقة مع جماعة الإخوان (الإرهابيين) الأوسع نطاقاً». وأكدت «التايمز» أن هذه الجماعة الدموية تحظى بدعم علني من جانب أردوغان، مُشيرة إلى أن هذا الدعم يشمل أنصارها والتنظيمات المنبثقة عنها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، أبرزت الصحيفة البريطانية في تقريرها رد فعل الرئيس التركي الغاضب، على رفض حفتر التوقيع على وثيقة اتفاق طُرِحَت خلال اجتماعات موسكو، نظراً لأن الوثيقة لا تكفل -بحسب تقارير- كف يد أنقرة عن التدخل في الأزمة الليبية، والحيلولة دون اضطلاعها بأي دور على هذا الصعيد، بزعم الإشراف على الهدنة الدائمة التي كان يجري التفاوض بشأنها.
وأشار التقرير في هذا الصدد إلى التهديدات الجوفاء التي أطلقها أردوغان أمس، وزعم فيها أن بمقدور بلاده «تلقين حفتر درساً»، واتهم قائد الجيش الوطني الليبي بـ«الهروب من موسكو»، لتفادي التوقيع على الاتفاق المقترح مع حكومة السراج. وتجاهل الرئيس التركي بذلك إرسال أنقرة مسلحين سوريين متحالفين معها إلى ليبيا، قبل أن تضطر لنشر عدد محدود من عسكريي جيشها هناك، بدعوى الاضطلاع بدور استشاري لا قتالي في هذا البلد.
وفي مؤشر على رفض روسيا للتهديدات التركية التي تشكل خطراً على المساعي الرامية للحفاظ على وقف إطلاق النار القائم بين حكومة السراج وقوات الجيش الوطني الليبي، سلطت الصحيفة الضوء على تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، على أن بلاده «لم تتخل عن جهود الوساطة» المبذولة لإنهاء الصراع الدموي الدائر في ليبيا، وتشديده على أن موسكو ستواصل تحركاتها على هذا المضمار، وذلك في وقت لا يزال المشير حفتر يحظى فيه -كما تقول «التايمز»- بدعم دبلوماسي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخلُصت الصحيفة البريطانية في ختام تقريرها إلى القول إن الإخفاق الذي واجهته أحدث جولات التفاوض الخاصة بالأزمة الليبية، يجعل من المشكوك فيه أن تتمكن ألمانيا من أن تعقد في عاصمتها برلين يوم الأحد المقبل مؤتمراً يتناول الملف نفسه، رغم إعلان المستشارة أنجيلا ميركل بالفعل دعوتها لكل من حفتر والسراج لحضور المؤتمر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©