الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المستثمرون يبحثون عن أعمال فنية بعد أزمة الائتمان

3 أغسطس 2009 02:26
بدأ المستثمرون الذين يواجهون صعوبات بعد أزمة الائتمان العالمية يتطلعون للاستثمار في مجال آخر غير الأسهم والسندات في سعيهم للحصول على إيرادات. ويقدم الفن المعاصر فرصا تجذب المستثمرين ذوي النظر الثاقب. ويقول دليل «آرتبرايس» الذي يجمع بيانات الأسواق إن أسعار أعمال الفنانين الذين ولدوا بعد عام 1945 تراجعت بواقع نحو الثلث منذ بلغت أوجها في أواخر عام 2007 ويقول محللون إن الوقت الحالي ربما يكون مواتيا للغاية لدخول هذا المجال. وقال دومينيك ميرش وهو صاحب معرض فني في سيدني «ما من شك أن الوقت الحالي ملائم جداً لشراء الأعمال الفنية المعاصرة. تجد أعمالاً مثيرة للاهتمام ورفيعة المستوى بأسعار معقولة بدون ارتفاع الأسعار كما كان يحدث خلال السنوات الماضية.» وتظهر بيانات آرتبرايس أن إيرادات بيع الأعمال الفنية المعاصرة في المزادات تراجعت إلى 11 في المئة من الإجمالي خلال النصف الأول من عام 2009 بعد أن كان 19 في المئة طوال عام 2008. ولكن صفقة شهيرة أبرزت الإمكانات في هذا المجال. فقد بيعت لوحة لديفيد هوكني تصور بيتي فريمان وهي مصورة أميركية محبة للأعمال الخيرية وراعية للأعمال الفنية مقابل ثمانية ملايين دولار في مايو وهو مبلغ قياسي لعمل من أعمال هذا الفنان ورغم ذلك ما زال يعتبر استثماراً جيداً. وقال سيمون دي بيري رئيس مجلس إدارة دار مزادات فيليبس دي بيري آند كومباني «أيا كان الذي اشترى هذا العمل فقد حصل على صفقة مثالية حقاً». وعبر دي بيري عن اعتقاده بأن أعمال هوكني ستتبع نفس الدرب الذي سار عليه فنان بريطاني آخر هو فرانسيس بيكون الذي بلغت أسعار أعماله عنان السماء بعد أن ظل يجاهد في البداية. وقال باتريك جرون صاحب «آرت انفست» ومقرها سويسرا إنه على الرغم من ذلك فإن تحقيق عائد كبير في سوق الأعمال الفنية ربما يستغرق ما يصل إلى عامين في الوقت الذي تتعافى فيه هذه السوق في وقت أطول من الاقتصاد بصفة عامة. وأضاف «السوق المعاصرة تتراجع قليلاً في الوقت الراهن، إنها فرصة طيبة لدخول هذا المجال». أما الأعمال الفنية التي تلقى رواجاً بشكل دائم مثل أعمال مونيه أو فان جوخ أو رمبرانت فقد أثبتت أنها تمثل مجالاً آمناً خلال الأزمة الاقتصادية في حين أن فئة الأعمال التقليدية بصفة عامة التي تعرف على أنها أعمال الفنانين الذين ولدوا قبل عام 1945 فقد فقدت ربع قيمتها منذ أواخر عام 2007. ودفعت شهية المستثمرين للأعمال الفنية البنوك في أنحاء العالم بما في ذلك «يو.بي.اس» وسيتي بنك ودويتشه بنك إلى تقديم خدمات استشارية إضافية في المجال الفني لعملائهم الأثرياء خلال الفترة التي سبقت رواج السوق الفنية. ولكن الأزمة المالية العالمية أجبرت البنوك على التركيز على أعمالها الرئيسية المتعلقة بإدارة الاستثمارات. وهناك مؤشرات مبكرة على أن السوق الفنية ربما تكون قد تجاوزت أسوأ أحوالها. وتراجعت أسعار الأعمال الفنية في 2008 وتراجع مؤشر مي موزيس الشامل للفنون والذي يجمع بيانات من مبيعات المزادات نحو 4.5 في المئة بعد خمس سنوات من النمو السنوي الذي بلغ في المتوسط نحو 20 في المئة. ويشير مؤشر «مي موزيس» إلى أن الاستثمار في الأعمال الفنية تفوق على الاستثمار في الأسهم العام الماضي ولكن لم يكن موقفه جيدا مثل السندات والأوراق المالية والذهب. ولكن كانت أحدث عائدات سنوية مركبة للاستثمار في الأعمال الفنية لأجل خمس وعشر سنوات مبهرة ولم يتجاوزها سوى الاستثمار في الذهب. وحققت لوحة تعود لعام 1911 لآنية بها زهور الربيع فوق مفرش أزرق عائدا قياسياً باعتبارها من أعمال الرسام الفرنسي هنري ماتيس لأنها بيعت مقابل نحو 36 مليون يورو كما أن عملا تجريديا للرسام الهولندي بيت موندريان حقق 21.5 مليون يورو. ويشير بعض المراقبين إلى أنه بما أن الأسعار مرتفعة نسبيا ومستقرة في الأعمال التقليدية وأن الأعمال الرفيعة المستوى محدودة فإن المشترين الذين يريدون تكوين مجموعات مهمة سيبحثون عن أعمال فنية خلال الربع قرن الماضي ومن هنا ترتفع الأسعار.
المصدر: زوريخ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©