الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

يونايتد وسيتي.. "روح الانتصار" في "ديربي النار"

يونايتد وسيتي.. "روح الانتصار" في "ديربي النار"
24 ابريل 2019 00:03

محمد حامد (دبي)

لم يشهد «البريميرليج» موسماً بهذه الدرجة من الإثارة والندية بين فريقين متنافسين على اللقب طوال تاريخه، فقد تغير وجه القمة ما يقرب من 30 مرة، ووقفت الصدارة حائرة بين طموح مان سيتي، الذي يسعى للظفر باللقب للمرة السادسة في تاريخه والرابعة في آخر7 سنوات، ليبرهن على أنه الكيان الكروي الأفضل في إنجلترا بلا منازع منذ انتقال ملكيته إلى أبوظبي في عام 2008، وبين ليفربول، الذي يحلم عشاقه بالحصول على اللقب للمرة الأولى منذ عام 1990، أي أنه اللقب الأول في حقبة «البريميرليج».
وعلى الرغم من أن ليفربول ليس طرفاً في موقعة الليلة بين مان يونايتد ومان سيتي في «الديربي» المؤجل من المرحلة الـ 31، فإن المباراة يمكن القول إنها تقام بين 3 أطراف، وهي على الترتيب مان سيتي الأقرب لحسم اللقب، ومان يونايتد الساعي لاستعادة الكبرياء أمام الجار، الذي تفوق عليه في العقد الأخير على مستوى البطولات، وكذلك الاقتراب خطوة من تأمين المركز الثالث أو الرابع الذي يشهد صراعاً ملتهباً بين توتنهام وتشيلسي وأرسنال، أما الطرف الثالث في قمة الليلة، فإنه يشاهد المباراة وكأنه يخوضها في أرض الملعب، وهو فريق ليفربول، الذي يتصدر برصيد 88 نقطة من 35 مباراة، ويلاحقه السيتي وفي رصيده 86 نقطة من 34 مباراة.
مان يونايتد يقف حائراً بين الجار الجامح الطامح للفوز باللقب، وتأكيد زعامته على مدينة مانشستر التي لم تكن تعترف إلا به قبل بداية الحقبة الظبيانية منذ 10 سنوات فقط، وبين ليفربول وهو العدو التاريخي الطامع للفوز بلقب الدوري للمرة الـ 19 في تاريخه، ليقترب من هدم الفجوة مع الشياطين الحمر من جديد، فقد ظفر يونايتد بلقب الدوري 20 مرة، منها 13 لقباً في عهد الأسطورة فيرجسون، الذي صنع أكثر من نصف تاريخ اليونايتد، وقد فرضت الساحرة معادلة تثير الجدل، حيث يقف عشاق الريدز الليلة في مصاف جماهير مان يونايتد لتشجيع العدو التاريخي.
وبعيداً عن المعادلات الحائرة، التي تبلغ حد التناقص لمان يونايتد، فإنه في جميع الأحوال لا يريد خدمة العدو التاريخي ليفربول، بل يفكر في الكبرياء المفقود عقب الهزيمة المذلة أمام إيفرتون برباعية، كما يسعى للفوز للاقتراب من تأمين المربع الذهبي الذي يتأهل بموجبه إلى دوري الأبطال، ويضاف إلى ذلك فخر الانتصار في «ديربي النار»، فالمباراة بطولة في حد ذاتها، شريطة أن تنسى جماهيره الهاجس الذي يطاردها، والحيرة التي تسيطر عليها، والتي تتمثل في اقتراب العدو ليفربول من اللقب في حال فاز يونايتد بموقعة الليلة.
بيب جوارديولا من جانبه لا يملك رفاهية الهزيمة أو حتى التعادل، خاصة أن مصيره ما زال في يديه، حيث يضمن له الفوز في «ديربي» الليلة الفوز بلقب الدوري بنسبة تتجاوز الـ 95 %، خاصة أن بقية مباريات الموسم أمام بيرنلي وليستر سيتي برايتون لا تشكل عبئاً على «بيب تيم» ويمكنه حسمها بسهولة «نظرياً على الأقل»، كما أن وداع دوري الأبطال أمام توتنهام في مباراة كان السيتي الأقرب للعبور إلى قبل النهائي، يحفز الفيلسوف لحسم الأمور لمصلحة السيتي وانتزاع لقب الدوري، والذي يبصم به على أسطورة الفريق الأفضل في إنجلترا، كما أن جوارديولا لديه فلسفة خاصة تقول إن لقب الدوري يظل المقياس الأكثر عدالة للحكم على قوة أي فريق.
وفي حال نجح «البلو مون» في حصد لقب «البريميرليج» للموسم الحالي، فإن جوارديولا سوف يؤكد أسطورته، وأفضليته الكاسحة بالنظر إلى نسبة تحقيقه للفوز بلقب الدوري قياساً بعدد مواسمه في عالم التدريب، فقد فاز بالليجا 3 مرات مع البارسا ومثلها في «البوندسليجا» مع البايرن، ولقب مع السيتي، ليصبح مجموع بطولات الدوري التي انتزعها 7 في 9 مواسم، وهو يتطلع للقب ثامن في 10 مواسم في التدريب.

«مباراة الحراس».. إيدرسون و دي خيا في «تحد خاص»
حينما يكون شعار المواجهة «لا بديل عن الفوز»، فإن الأنظار تتجه تلقائياً صوب حراسة المرمى، وفي «ديربي» الليلة، يملك مان يونايتد عناصر تهديفية من العيار الثقيل، وعلى رأسهم لوكاكو ومارسيال وراشفورد، ومن خلفهم الهداف بول بوجبا، وفي المقابل عند مان سيتي، لا يتوقف سيرجيو أجويرو عن التهديف، ومعه المتوهج منذ بداية الموسم الحالي، والمرشح القوي للقب أفضل لاعب في البريميرليج رحيم سترلينج، فضلاً عن عناصر الوسط أصحاب الفكر الهجومي والتهديفي، مما يعني أن دافيد دي خيا حامي عرين مان يونايتد، وإيدرسون حارس مان سيتي سوف يكون لهما دور حاسم في تحديد هوية الفريق الفائز.
موقعة الليلة تحمل تحدياً خاصاً للحارس الإسباني دي خيا الذي يريد إبرام اتفاقية مصالحة مع عشاق اليونايتد بعد الأداء المتواضع لنجوم يونايتد أمام إيفرتون، والسقوط برباعية، وقبلها وداع دوري الأبطال، وفي المقابل يتطلع إيدرسون إلى إثبات أحقيته بثقة بيب جوارديولا، والمشاركة في قطع الخطوة العملاقة نحو لقب «البريميرليج» وتعويض الجماهير عن ضياع الحلم القاري.
دي خيا يؤكد أن موقعة يونايتد مع السيتي هي الفرصة الأكثر روعة لإثبات أحقية اللاعبين بحمل قميص مان يونايتد، في حين يشدد إيدرسون على أن مباراة «الديربي» هي الأهم في موسم مان سيتي، فالفوز بها يجعل فريقه الأقرب للفوز بلقب الدوري، على الرغم من أهمية ما تبقى من مباريات.

حارس «البلو مون»: جاهزون بجميع أسلحتنا لمباراة الموسم
من مدينة ساو باولو البرازيلية، التي عاش بها قبل الرحيل إلى القارة العجوز لخوض تجربته الاحترافية، اعتاد إيدرسون حامي عرين السيتي والبرازيل الحالي مشاهدة مباريات الديربي بين مان يونايتد ومان سيتي، وعلى الرغم من أن الفاصل بين ساو باولو البرازيلية ومدينة مانشستر الإنجليزية يتجاوز 9500 كم، إلا أن الشغف بالمواجهات الكروية الملتهبة مثل ديربي مانشستر لا يعترف بالمسافات، وفوارق التوقيت، ولا يقيم وزناً لاختلاف الثقافة الكروية بين بلد وآخر.
إيدرسون، الذي يوصف دائماً بأنه الحارس المثالي لطريقة وأداء السيتي، وفكر بيب جوارديولا، الذي يسعى دائماً للاعتماد على حارس بعقلية قلب دفاع، أكد أنه كان يشعر بشيء من التوتر حينما كان يشاهد ديربي مانشستر حينما كان في البرازيل، وعقب رحيله إلى البرتغال استمر شغفه بهذه المواجهة، التي دائماً ما تكون ساخنة، وارتفعت حدة إثارتها مع انتقال ملكية مان سيتي إلى أبوظبي، ودخوله دائرة الأندية المنافسة على اللقب، بل إنه تمكن من الفوز به 3 مرات في آخر 7 سنوات، وهو ما لم يحققه أي فريق إنجليزي آخر في الفترة ذاتها.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة «مانشستر إيفيننج نيوز» التي تصدر في مدينة مانشستر، قال حامي عرين «البلو مون» ومنتخب السامبا البرازيلي: «من الصعب أن تتحدث عن الفارق بين مشاعرك وأنت تشاهد أحد أقوى الديربيات في العالم عبر شاشة التلفاز من مسافة تبعد ما لا يقل عن 10 آلاف كم، وبين وجودك في قلب الحدث، إنه أمر مثير بطبيعة الحال، والفارق بين الحالتين لا توجد كلمات دقيقة يمكنني الاستعانة بها للتعبير عنه».
وتابع إيدرسون: «سوف نقاتل بجميع أسلحتنا من أجل حسم «الديربي»، إنه أكثر إثارة هذه المرة، لأن الفوز به يعني اقترابنا بدرجة كبيرة من حسم لقب الدوري، لن نفكر فيما هو أبعد من هذه المباراة، ولن ننشغل ببقية مباريات الموسم بالطبع، هذه الموقعة هي الأكثر أهمية بالنسبة لنا الآن، سوف نقدم كرة القدم التي اعتدنا عليها، وحينها سوف نحقق الفوز، ونقطع خطوة عملاقة نحو لقب الدوري».

حارس «الشياطين»: «قميص المان» لا يستحق «الخذلان»
يحمل شارة القيادة، وفي كثير من المباريات، بل في مواسم بأكملها يجعل عشاق اليونايتد يعتقدون أنه الحارس الأفضل في العالم بلا منازع، وفي مباريات أخرى، ومواسم مثل الحالي، يهاجمه جمهور مان يونايتد ويطالب برحيله، لارتكابه أخطاء فادحة تؤدي إلى خسائر أكثر فداحة للشياطين الحمر، وآخرها ما حدث في ربع نهاي دوري الأبطال أمام البارسا، والهزيمة المذلة على يد إيفرتون في المباراة الأخيرة لليونايتد في بطولة الدوري، والتي انتهت برباعية للفريق الأزرق.
دافيد دي خيا يقف على أعتاب مرحلة فاصلة في مسيرته الكروية، حيث يقترب من تجديد عقده الذي ينتهي في صيف 2020، وسط حالة من الجدل، ما بين مؤيد للإبقاء عليه باعتباره أحد أفضل حراس العالم، وما بين من يطالب برحيله مع بوجبا، نظراً لأنهما لا يقدمان أفضل ما لديهما لليونايتد، ويتطلعان دائماً للرحيل صوب الريال أو غيره من الأندية التي لا تعاني من أجل الوقوف فوق منصات التتويج.
وتماشياً مع ما يعتقده دي خيا من أن مان يونايتد قد لا يعود قريباً، فقد طالب اللاعب بالحصول على ضمانات لدخول النادي بورصة الانتقالات وإبرام الصفقات ثقيلة العيار، ليعود يونايتد من جديد للمنافسة بجدية على البطولات والألقاب، وأشارت الصحافة الإنجليزية إلى أن دي خيا ووكيل أعماله خورخي مينديز يطالبان بحصوله على راتب أسبوعي تبلغ قيمته 350 ألف جنيه استرليني للموافقة على تمديد العقد.
وخرج دي خيا عن صمته عقب الخسارة المذلة أمام إيفرتون برباعية الأحد الماضي، مشدداً على أن ما حدث يؤشر إلى أن قميص مان يونايتد يجب أن يحظى بمزيد من الاحترام من اللاعبين، حيث يتوجب عليهم القتال بصورة أكثر قوة للحفاظ على هيبة هذا الكيان الكبير، وأضاف: «نعلم جيداً أننا يجب أن نتحسن، ولكن الكلمات دون أفعال لا تعني شيئاً، سوف نعطي كل شيء لهذا النادي وجماهيره، وعلينا إثبات ذلك في مباراة الديربي أمام مان سيتي، نشعر بالخجل ونعتذر عن مباراتنا أمام إيفرتون، ما حدث لا يليق بلاعبين يرتدون قميص مانشستر يونايتد».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©