الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الشارقة القرائي» جنة معرفية للصغار والكبار

«الشارقة القرائي» جنة معرفية للصغار والكبار
23 ابريل 2019 01:04

أزهار البياتي (الشارقة)

تواصل الشارقة احتضان مهرجانها القرائي الحادي عشر لأدب الطفل، والذي يواصل سلسلة فعالياته الشائقة حتى يوم 27 أبريل الجاري، حاملا شعار «استكشف المعرفة»، معتمدا جملة من البرامج والأنشطة وورش العمل التي تجمع عناصر المتعة بالفائدة، تدور في معظمها في فلك تعزيز رافد القراءة وغرس حب المطالعة بين الأطفال واليافعين، في سبيل جعلها ثقافة عامة وأسلوب أمثل للحياة.
ولعل المتابع لحيثيات هذه الواحة الثقافية والترفيهية والجنة المعرفية، يكتشف كيف أن مشاركات دور النشر العربية والعالمية، تكبر وتتسع عاماً بعد آخر، مستعرضة إصدارات جديدة في أدب الأطفال، بالإضافة إلى ما تقدمه من روافد معرفية متعددة المشارب والمجالات، من تلك التي تنتصر لاهتمامات الطفل المعاصر وتنسجم مع خياله، حلمه، وطموحاته كافة، معلية من شأن القراءة بشكل خاص، ومستقطبة الأجيال الجديدة نحو التوجه للكتاب الورقي كمصدر معرفي أساسي عند الصغار والكبار على حد سواء، حيث تتصدر كافة أجنحة هذا المهرجان المتفّرد آلاف العناوين الجديدة والمطبوعات المخصصة في مختلف حقول المعارف والآداب والعلوم.

قوالب عصرية
وتتحدث تغريد الصعايدة عن تأثرها بفعاليات الشارقة القرائي، قائلة: «جئنا من الأردن للإمارات خصيصا لزيارة هذا المهرجان الثقافي الهام، مصطحبة معي هذه المرة ابنتي ريتال ذات العشرة أعوام، وذلك بعد تأثرنا بما شهدناه من زيارة سابقة في العام الماضي، والجدير بالذكر أن فعاليات الدورة الحالية من الشارقة القرائي تبدو لي أكثر اتساعا وتنّوعا، وتضم في جعبتها الكثير من الأنشطة والبرامج التعليمية والترفيهية مع ورش العمل المهارية التي يصعب على المرء اللحاق بها جميعا، أو حتى اختزالها في يوم واحد، لذا فضلت أن نقسم زيارتنا على عدة أيام، بحيث نستمتع بمختلف الفعاليات الفنية والمسرحية والثقافية على حد سواء، ومن وجهة نظري فإن هذا الحدث الريادي على مستوى العالم يستحق أن يشار له بالبنان، كونه يجمع كل الروافد الثقافية للآداب والمعارف والعلوم في بؤرة واحدة، ويصيغها جميعا وفق قوالب ابتكارية وعصرية، تستقطب اهتمام الطفل وتلتقي مع أفكاره ورغباته».
وتعبّر الصعايدة عن أهمية تنمية حس القراءة ودور الكتاب في تثقيف الجيل الجديد، موضحة: «كأم لطفلين أستشعر حجم مسؤولية أولياء الأمور في تعزيز ثقافة الأبناء وبناء شخصياتهم، خاصة في ظل سيطرة العولمة وثورة التقنيات الحديثة والعالم الافتراضي الذي سرق من الكتاب دوره وريادته، حيث يعد هذا الأخير رافدا ثقافيا مثريا لكل سمات التربية والعلوم والمعارف الاجتماعية والإنسانية مسهما في تطوير الأفكار، واكتساب الخبرات، وترقية المدارك والآفاق، مؤكدة أن تعويد الأطفال في مراحلهم العمرية المبكرة على القراءة وحب المطالعة، من خلال تحفيز فضولهم المعرفي وتشجيعهم على الاستزادة من موارد الأدب والعلم، يعمل على إثراء خيالهم، تلوين أفكارهم، وتنمية ملكاتهم الذهنية والمهارية، مما يحولهم مع مرور الوقت، لأشخاص واعدين، أكثر ذكاء وحلما وطموحا، لذا فإن إقامة مثل هذه المهرجانات والمعارض النوعية التي ترفع شأن الكتاب وتغرس شغف القراءة في الأذهان، أصبحت ضرورة حتمية في زمن العولمة والتقنيات الحديثة، وتشكل فرصة ذهبية للأطفال وذويهم للاطلاع على آخر المستجدات الأدبية والمعرفية في مختلف المجالات».

أسلوب حياة
ويعبّر طلال عبدالله عن أهمية تعويد الأبناء على زيارة معارض الكتب والاطلاع على أحدث الإصدارات الأدبية والمعرفية، قائلاً: «زيارة هذه التظاهرات الثقافية التي تحتفي بالكتاب الورقي وتسهم في الارتقاء بمفرداته، تعد أمرا بالغ الأهمية ومسؤولية تقع على عاتق كل من البيت والمدرسة معا، والأسرة التي تهتم بالكتاب وهواية القراءة بكل ما تحمله من متع وفوائد، تعد مثالية من وجهة نظري، فأنا كولي أمر مسؤول عن رعاية أطفالي، ومن المهم أن أغرس فيهم هذا السلوك، لتصبح سمة المطالعة لديهم نهجا وأسلوب حياة، مشجعاً إياهم على النهل من المصادر الثقافية والنواحي الأدبية التي تساهم في بلورة شخصياتهم وتوسيع مداركهم وإمكانياتهم الذهنية والمهارية، وأعتقد أن تقليد ثقافة الكتاب الورقي بأسلوبه الكلاسيكي المعتاد لابد أن تستمر كنمط متبّع في كل عائلة وبيت، وأن دفع الأبناء نحو عالم القراءة وتعويدهم على انتقاء كتبهم المفضلة، له أفضليات تربوية وأخلاقية تدعم السلوك وتنمي الفكر والخيال، وتكسب الطفل المزيد من التجارب والخبرات».

محتوى مفيد وممتع
وتصف الطفلة ريتال (10 أعوام)، تأثرها بزيارة الشارقة القرائي، مؤكدة: «هو مكان مدهش، فيه الكثير من الأنشطة والعروض المسرحية والفنية، كما اكتشفت معارض رسم بديعة وتعرفت على العديد من الأدوات الفنيّة والابداعية التي أثرت أفكاري وخيالي، خاصة تلك الورش العملية التي تطور المهارات اليدوية وعناصر الابتكار، كما أتاح لي المهرجان الاطلاع على أحدث الإصدارات الجديدة من كتب وقصص الأطفال واليافعين، خاصة المؤلفات المكتوبة باللغة العربية والصادرة من دور نشر في الإمارات، كونها تتميّز بالأغلفة الجميلة والطباعة الراقية، مع محتوى مفيد وممتع لايقل إبداعاً عن الكتب الأجنبية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©