الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وزراء ثقافة وكتاب عرب: سلطان القاسمي فتح فضاءات مدينته لكل الثقافات الإنسانية

وزراء ثقافة وكتاب عرب: سلطان القاسمي فتح فضاءات مدينته لكل الثقافات الإنسانية
23 ابريل 2019 00:54

أكد نخبة من وزراء الثقافة والكتاب والروائيين والفنانين العرب، أن اختيار الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، اللقب الذي يعد الأرفع من نوعه، يسجل تاريخاً للثقافة العربية، ويعكس حجم الجهد المعرفي والإبداعي الذي قادته الشارقة خلال أربعة عقود من الزمن، برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وقال معالي عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري: «إن اختيار الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لهذا العام، ليس فضلاً ولا منّة، وإن كان من الواجب أن نشكرَ لمنظمة اليونسكو هذا الاختيار ونثمنه، إلا أنّ الأولى أن نؤكد أنَّ هذا المكسب جاء نتاج عمل مكثف ومسار مشرّف وخطوات جبارة خطتها الشارقة على مر عقود برعاية دائمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بعد أن فتح أبواب وفضاءات الشارقة لكل الثقافات الإنسانية وعمل على تثمين دور الكاتب والمثقف في العالم العربيّ».

كلّنا مدينون لسلطان
وأوضح ميهوبي أن مسار إمارة الشارقة في دعم الإنتاج الأدبي والفكري والثقافي على مدار عقود ساهم بشكل كبير في حصولها على هذا اللقب، مضيفاً أن «الجميع يبقى مديناً للشيخ سلطان بهذا الدعم المشهود، و(اليونسكو) منظمة في غاية الأهمية لا تجامل ولا تقدّم الورد لمن لا يستحق، فهنيئاً للشارقة هذا الاختيار، بل هنيئاً لكل العالم العربي بمثقفيه وكتابه وناشريه، وأنا أدعوهم جميعاً إلى الاستثمار الحقيقي في التجارب الناجحة في سوق النشر العالمي من أجل خلق سوق عربية قوية لنشر وتوزيع الكتاب».
وقال الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة المصري الأسبق: «جاء إعلان (اليونسكو) اختيار الشارقة لتكون عاصمة عالمية للكتاب خلال عام 2019، تتويجاً لجهد دؤوب ومستمر بذله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبرؤية واضحة ترتكز على قيم المعرفة والإنسانية التي تنطلق منها حضارتنا الممتدة لقرون عديدة».
وتابع الدكتور النبوي: «لقد كانت مشروعات المعرفة التي تبنتها الشارقة شاملة كل الأجناس والأطياف والأعمار وترقى بالقيم، فلم نجد أنها تجاهلت فئة أو عرقاً أو مرحلة عمرية، كما كانت هذه المشروعات مستشرفة للمستقبل، طموحة في رؤيتها، يجد فيها كل مهتم ما يريد، وكل صاحب رغبة وشغف ما يضعه على الطريق الصحيح في اكتساب المعرفة الحقة التي تبني وتعمل على تقدم الأمم».
وأكد أن مشروع الشارقة الثقافي، أنتج أجيالاً صالحة للإنسانية وحققت إنجازات واعدة، نراها بأعيننا في مجتمعنا المحيط بنا، مضيفاً أن «تجربة الشارقة جديرة بالاقتداء والسير على نهجها، وهذا الاختيار من منظمة (اليونسكو) ليس تكريماً للشارقة فقط، بل هو تقدير لما تمثله قيمنا العربية والإسلامية وما قدمناه للحضارة الإنسانية».

الشارقة تستحق
بدوره، قال وزير الثقافة الأردني الأسبق جريس سماوي: «إن اختيار مدينة الشارقة من قبل (اليونسكو) لتكون العاصمة العالمية للكتاب إنما أتى حصيلة جهود عظيمة قدمتها هذه المدينة تجاه حركة النشر والقراءة والتثاقف العالمي، والتكريم الذي حصلت عليه هذه المدينة الشابة إنما يمثل استحقاقاً أكيداً لجهود تفوقت على الذات وعلى الصعاب من أجل أن تكون الشارقة المدينة والإمارة ودولة الإمارات سباقة في تقديم الكتاب والمعارف الإنسانية إلى القارئ العربي».
وأضاف: «هناك دور أيضاً على مجترحي الفعل الثقافي والكتاب وأصحاب القلم، بأن يقوموا بالدور الثقافي المناط بهم، ولا أحسبهم ألا يفعلون، حتى يتكامل طرفا المعادلة الثقافية: المبدع، والمتلقي، ونكون بذلك قد حققنا لشعوبنا بعض الذي ترنو إليه. بوركت جهود الشارقة، وبوركت كل حبات العرق التي يذرفها القائمون على هذا العمل الكبير في الشارقة، وبوركت رعاية واهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور والمثقف سلطان القاسمي، ومبارك لنا جميعاً هذا التكريم.. فالشارقة تستحق».
وقال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية: «يعتبر اختيار الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 من قبل (اليونسكو) تكريماً مستحقاً لإمارة تقدمت الصفوف منذ عقود عدة، حاملة لواء الثقافة العربية، وتصدر حاكمها المثقف العربي المشهد الدولي والإقليمي من خلال معارض الكتاب ومؤسسات الإمارة المختلفة لإعلاء الشأن الثقافي والاتجاه نحو الغايات العليا للفكر والثقافة. ولأن الشارقة أول مدينة خليجية تحصل على هذا اللقب، فإن ذلك يمثل وساماً رفيعاً يرصع سماء هذه الإمارة الواعدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بل هو أيضاً تكريم خاص لكل مواطن في دولة الإمارات، ووشاح قومي باسم الفكر والثقافة نعتز به جميعاً، ونفتخر بتحقيقه».


وقال الفنان المصري محمد صبحي: «ليس غريباً أن تختار (اليونسكو) الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، فكل المثقفين والمفكرين والفنانين، تابعوا تطور الاهتمام بالكتاب والثقافة في هذه المدينة التي تشع على كل ما له علاقة بالعقل والوجدان، وما يهمني كمثقف في الوطن العربي، أن هذه المدينة تكاد تكون الوحيدة التي تساوي الكتاب بلقمة العيش، في وقت اختفى فيه الكتاب، وإن وجد قليلاً فلا تجد من يقرأه، في الشارقة.. مواطن راقٍ وحاكم كل أدواته الفن والكتاب وتذوق الجمال، وعلينا كمثقفين تجاه هذه الطفرات والتقدم في العواصم العالمية للكتاب أن نثمن قيمة الكتاب، وندعو للعودة للقراءة، وأن نقدم نماذج قرأت فنضجت ففكرت فأبدعت».

الاستمرارية والحس العروبي
وذكر الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله، أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب يحمل تقديراً كبيراً للدور الثقافي الذي تقوم به الشارقة منذ سنوات طويلة، سواء عبر معرضها الذي هو واحد من أفضل معارض الكتب العربية، وعلى مستوى نشاطاتها وإصداراتها، وبخاصة تلك التي يكتبها الشباب، والجوائز الممنوحة لهم، أو على مستوى دعمها الجميل للمسرح، وحركة الترجمة، من وإلى العربية، بشفافية وصدق حقيقيين.
ولفت إلى أن «التراكم النوعي في المجال الثقافي، كان له الدور الأساس في ظني، مع الاستمرارية، وهذا الحس العروبي الإنساني الذي يلحظه بوضوح كل من يشارك في نشاطات تنظمها الشارقة، ويمكن أن أضيف أيضاً هذا التواضع الجميل الذي يعطي الثقافة، باعتبار العطاء واجب ودوْر، وليس تفضلاً».
وأوضحت الروائية اللبنانية نجوى بركات أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب من ضمن الأخبار القليلة التي تسرّ قلب كل مثقف عربي؛ لأن في الحدث مسعى للإضاءة على المشهد الثقافي العربي بمختلف أطيافه، وللفت النظر إلى ما ينتجه على المستوى الفني والأدبي.
وأردفت: «في المرة الأولى، اختيرت الإسكندرية بما تحمله من تاريخ إنساني عظيم يلامس البشرية كلها، وفي المرة الثانية بيروت بما تمثّله من تعددية وانفتاح وصلة وصل بين الشرق والغرب، واليوم الشارقة بما هي منارة الخليج العربي الناهض والساعي بهمّة إلى طبع الثقافة العربية بطابعه».
وأضافت: «أعتقد أن الشارقة، أثبتت بحكمة وبتواضع، أنها مُحبّة للثقافة وللمبدعين، ناهيك عن ترويجها لثقافة التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، الشارقة وبعيداً عن حبّ الاستعراض، تعمل منذ عقود، وبشكل دؤوب، على دفع الثقافة إلى واجهة اهتمامات المواطن الخليجي، واختيارها اليوم عاصمة عالمية للكتاب هو اعتراف بقيمة ما أنجزته إلى الآن».
وقال الكاتب والروائي المصري إبراهيم عبد المجيد: «اختيار الشارقة عاصمة للكتاب تتويج رائع للشارقة وما قدمته للثقافة العربية والعالمية وهي تستحق ذلك عن جدارة، فإطلالة الكتب في الشارقة إطلالة عالمية لا تحكمها اعتبارات محلية أو مؤقتة، بل هي أفق مفتوح على العالم، والكتاب محل حفاوة طول العام نشراً أو مسابقات أو فعاليات حول كل نوع أدبي أو علمي أو تاريخي أو ما تشاء من تجليات الروح الإنساني التي تظهر طوال العام في الشارقة، فلا غرابة أن يأتي هذا الاختيار بعد الإسكندرية وبيروت مدينتي البحر المتوسط».
وأضاف عبد المجيد: «باختصار، نحن أمام ظاهرة عالمية في مدينة صغيرة جغرافياً لا تتوسط العالم حقاً، لكن عملياً العالم في قلبها».

كلمة حق من «اليونسكو»
بدوره، قال طالب الرفاعي من الكويت «أن تُتوج الشارقة عاصمة للكتاب العالمي لعام 2019، ومن قِبل هيئة عالمية (اليونسكو)، فهذا ليس إنجازاً لشارقة الإمارات وحدها، وليس نجاحاً ثقافياً لشارقة الخليج وحدها، وليس حدثاً لافتاً للشارقة بعينها، لكنه تتويج للجهود الفكرية والثقافية والفنية التي دارت وتدور في الشارقة منذ سنوات وسنوات، وهو إلى جانب ذلك لفت لأنظار العالم إلى بقعة إشعاع معرفي وفكري وأدبي خليجية عربية، وهو دلالة واضحة تشير إلى أن الجهد الثقافي العربي المخلص يمكن له أن ينجح ويكون جهداً وحضوراً إنسانياً، وهنا لا بدَّ من التقدير والإشادة بالدور الأساسي والكبير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، فسموه شخصية مسكونة ومهمومة بالفكر والإبداع والثقافة والفن والإنسان، وكذا لا يفوتني تقدير الجهد الكبير والمثابر للشيخة بدور القاسمي، حيث استطاعت بشكل غير مسبوق أن تجنّد كوكبة من أبناء وأصدقاء الشارقة ليكونوا فريق عملٍ مخلصاً ومتعاوناً لتقديم وجه مشرق ومشرّف لشارقة الثقافة والفن».
وأضاف: «إن نظرة منصفة لما تقدمه الشارقة من جهد فكري وثقافي وفني ومعرفي جديد ومتجدد على مدار العام، يستحق كل ثناء وتقدير، ولقد بات هذه الجهد حاضراً في المنتديات العالمية، ومؤكد أنه كان لافتاً كي تتبناه (اليونسكو)، وتقول كلمتها الحق في تقديرها للشارقة عربياً وعالمياً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©