الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جهات اتحادية ومحلية: استجابة مبكرة لتطورات الذكاء الاصطناعي

جهات اتحادية ومحلية: استجابة مبكرة لتطورات الذكاء الاصطناعي
23 ابريل 2019 01:16

آمنه الكتبي (دبي)

تؤكد استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، التي اعتمدها مجلس الوزراء خلال جلسته أول أمس، مجدداً على الأسبقية العالمية التي حققتها دولة الإمارات في مجال وضع استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والتشريعات والأطر المنظمة له، حيث تتطلع الدولة إلى الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات وتجاوز التحديات الحالية والمستقبلية في كافة القطاعات الحيوية ورفع كفاءتها التشغيلية بما يخدم أفراد المجتمع.
وسجلت جهات اتحادية ودوائر محلية وشركات من القطاع الخاص خلال السنتين الماضيتين استجابة سريعة ومبكرة لمواكبة حركة الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي عبر تطبيقات طورت من أجل رفع جودة الحياة في الدولة وتسريع الانتقال إلى الجيل الجديد من الخدمات والمعاملات.
ويعتبر قطاع الأشغال والنقل في الدولة من أوائل القطاعات التي سارعت إلى التطبيق الفعلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مشروعاته خاصة في مجال الطرق الاتحادية مما أسهم في تقليل مدة التنفيذ بنسبة 54 بالمائة، وتقليل استهلاك الوقود بنسبة 37 بالمائة، وتقليل الاعتماد على القوى العاملة بنسبة 80 بالمائة، وتقليل عددهم وعدد المعدات بنسبة 40 بالمائة.
وأكد معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية أن الوزارة حققت عدداً من الإنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكارات ذات العلاقة بمنظومة عملها حيث أطلقت منظومة الذكاء الاصطناعي في عملية تنفيذ الطرق الاتحادية، واعتمدت على الطاقة المتجددة، الشمسية والحركية في توليد الطاقة المستخدمة في إنارة تلك الطرق، كما طبقت معايير دولية مثل الـLEED والـPEARL في مشاريعها.
بدوره دشن قطاع البيئة في الدولة أولى تطبيقاته العملية لتقنيات الذكاء الاصطناعي حيث أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، في مطلع سبتمبر الماضي بمقر الوزارة بدبي مختبر الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد مواقع تراكيز الطاقة الشمسية ورصد وتحليل مستويات ومصادر ملوثات الهواء في الدولة وتحديد مستوى جودة المياه. كما أكد عدد من المسؤولين أن استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 تعزز من مكانة وريادة دولة الإمارات ورؤيتها الشاملة طويلة الأمد، والتي تمتد لخمسة عقود، وتشكّل خريطة واضحة للعمل الحكومي الطويل المدى، لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة.
ولفتوا إلى أن الذكاء الاصطناعي يعد أحد مشاريع تلك الرؤية المستقبلية، التي تترجم توجيهات القيادة، من خلال استهداف القطاعات الحيوية لإحداث فرق إيجابي في تحسين جودة الحياة.
وأشار المسؤولون لـ«الاتحاد» إلى أن الاستراتيجية تعزز تطوير وتنظيم أدوات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لتكون جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل الحكومي في الدولة، وبما يسهم في مواجهة المتغيرات المتسارعة، وتحقيق تطور نوعي في الأداء الحكومي على المستويات كافة، وتمثل هذه المبادرة المرحلة الجديدة بعد الحكومة الذكية، والتي ستعتمد عليها الخدمات والقطاعات والبنية التحتية المستقبلية في الدولة، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، الساعية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة.
وأشادوا بالاستراتيجية التي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة والعالم، وتهدف من خلالها إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031

خدمات غير مسبوقة
وقال داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي تأكيد على رؤية قيادتنا الرشيدة بالريادة العالمية وتقديم خدمات مستقبلية غير مسبوقة، لتحقيق سعادة مجتمعنا، ونحن في بلدية دبي نؤكد على تنفيذ توجيهات قيادتنا الرشيدة، وتبني وتضمين الاستراتيجية في جميع مشاريعنا، والخدمات التي تقدمها بلدية دبي في خدمة المتعاملين، وستتضمن خطتنا استقطاب القدرات العالمية وتدريب كوادرنا البشرية على مهارات وأساسيات الذكاء الاصطناعي لتصبح ثقافة قائمة لجميع مشاريعنا وخدماتنا.

غد أفضل للأجيال المقبلة
وأكد الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن اعتماد مجلس الوزراء استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، يعكس رؤية القيادة الحكيمة وجهودها في استشراف المستقبل، والاستعداد للتعامل الناجح مع تحديات الثورة الصناعية الرابعة، وترسيخ مكانة الدولة وريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، كما تمثل أساساً قوياً لبناء غد أفضل للأجيال المقبلة، مشيراً إلى أن كليات التقنية، كأكبر مؤسسة تعليم عالي تولي، أهمية خاصة للذكاء الاصطناعي ولديها تطبيقات ومبادرات وخطط في هذا المجال تتماشى مع توجهات القيادة، بهدف تمكين الشباب من استثمار الذكاء الاصطناعي في دراستهم التطبيقية ومشاريعهم.
وأوضح الشامسي، أن الكليات لديها رؤية مستقبلية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحليل «البيانات الضخمة» الخاصة بالطلبة في إعداد منهاج دراسي فردي لكل طالب يتناسب مع ميوله وقدراته، بالإضافة إلى أن خطة «الجيل الرابع» للكليات تتضمن إنشاء أكاديميات مهنية، منها أكاديمية الثورة الصناعية الرابعة، والتي ستطلق في (2020)، والتي ستدعم الطلبة الجدد الراغبين في تعديل مساراتهم الوظيفية، على نحو يرفد القطاعات الاقتصادية بالدولة بما يتماشى مع المستجدات التكنولوجية والمهارات.
وأضاف أن الكليات لديها أيضاً العديد من الشراكات مع مؤسسات محلية وعالمية ذات خبرة في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير قدرات الطلبة من خلال وورش عمل تدريبية متخصصة.

تعزيز أداء المنظومة الصحية
وقال علي العجمي، مدير إدارة تقنية المعلومات في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، تعمل الوزارة على خطة مستقبلية في توظيف الذكاء الاصطناعي للنهوض بالخدمات الصحية،
كما تعمل الوزارة على تدريب الموظفين على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي موضحاً أن القطاع الطبي من أولى القطاعات في العالم اعتماداً على التكنولوجيا الحديثة، وأكثر القطاعات استجابةً لأدوات المستقبل، وفي مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبين أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع وظفت تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزة الأشعة السينية للفحص الطبي، ضمن إجراءات الإقامة في الدولة، بهدف تحصين المجتمع من الأمراض السارية، والارتقاء بالخدمات الطبية والوقائية لإسعاد المتعاملين.
وأضاف: تستند هذه التقنية الذكية إلى الخوارزميات، التي يمكن تسخيرها عبر استخدام الذكاء الاصطناعي في أجهزة الأشعة السينية للتعرف على الأمراض السارية، عبر صورة الأشعة السينية للمريض والذي يقوم بدوره بتحديد احتمال الإصابة بالأمراض السارية، حيث تبلغ دقة التشخيص نحو 98 بالمائة، بينما سيحتاج 2 بالمائة فقط من الحالات لمراجعة أخصائي الأشعة، كما يستغرق تشخيص كل حالة 0.1 ثانية عوضاً عن 3 دقائق في الطريقة التقليدية لقراءة الأشعة ما يوفّر الكثير من الوقت والجهد.

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
وبدورها قالت عائشة بن بشر، مدير عام دبي الذكية، تسعى الاستراتيجية إلى جعل دولة الإمارات رائدة بمجال الذكاء الاصطناعي بحلول العام 2031، وخلق مزيد من الفرص الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين والحكومات وقطاع الأعمال، بقيمة نمو إضافية تصل إلى 100 مليار دولار، كما أن دبي الذكية تدعم وتعزز المبادرات الخلاقة كالبرنامج التدريبي، الذي أطلقته وزارة الذكاء الاصطناعي، والذي يستغرق مدة عام في مجال الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع جامعة أكسفورد، وقد تخرج من البرنامج مؤخراً الدفعة الأولى التي تضم 95 خريجاً.
وأطلقت دبي الذكية مختبر الذكاء الاصطناعي الخاص بها، لتحديد وتطوير حالات الاستخدام للذكاء الاصطناعي في مدينة دبي من جميع الجوانب الخدمية في المدينة، من الأمن والشرطة إلى تطوير الأراضي والتعليم والخدمات البيئية وغيرها، حيث يعد مختبر الذكاء الاصطناعي مركزاً حيوياً لإجراء التجارب ورفع كفاءة الحكومة بهذا المجال.
وأطلقت دبي الذكية «مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» في يناير العام الجاري، لكونها مركزاً للبيانات في المدينة، وتتيح هذه المبادرة مجموعة من الأدوات والمعايير، التي تسمح للجهات المطبقة لتقنيات الذكاء الاصطناعي عمل تقييم ذاتي لأدائها.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©