عدد اليوم
جمعة النعيمي (أبوظبي)
أكد الباحث والمدرب عبد مرزوق الظهوري، من أكاديمية ربدان، أهمية تضمين استشراف المستقبل في حياة الفرد والمجتمعات، باعتباره حاجة ملحة في جميع مؤسسات الدولة والشركات الخاصة، لأهميته في صياغة سيناريوهات التطور، والتوجه نحو المستقبل، واختيار المسار الأفضل والأنسب لبيئة العمل.
وأوضح خلال ورشة استشراف المستقبل بمبنى جريدة الاتحاد، أمس، بأن استشراف المستقبل هو عملية منهجية تشاركية، تقوم على جمع المعلومات المؤثرة، لخلق تصور للسيناريوهات المختلفة وممكنة الحدوث، وبالتالي وضع رؤى متوسطة وطويلة الأجل، يمكن من خلال تنفيذها لعب دور فاعل في مواجهة السيناريوهات غير المرغوبة، وزيادة إمكانية حدوث المفضلة منها.
ولفت الظهوري إلى أن مراحل استشراف المستقبل تضم: التكهن خلال زمن الفراعنة، وعصر النهضة الأوروبية والصراع الأميركي والاتحاد السوفييتي.
وأوضح في سيناريو بأنه سيزداد استخدام السيارات ذاتية القيادة والهايبرلوب، مما سيقلص استخدام السيارات، وبالتالي انخفاض ارتكاب المخالفات والحوادث، وبالتالي ستقلص الحاجة إلى رجال المرور، كما ستنشأ أنواع جديدة من الجرائم المرتبطة بنمط الحياة الجديدة، وبالتالي سيكون هناك حاجة لظهور إدارة متخصصة ضمن الشرطة لضبط النوع الجديد من الجرائم.
وأشار إلى أن هناك فرقاً بين الاستشراف والتخطيط الاستراتيجي، حيث إن التخطيط الاستراتيجي يعطي سيناريو معيناً، في حين أن استشراف المستقبل يعطي أكثر من سيناريو واحد، واختيار السيناريو المتوقع حدوثه، كما أن التخطيط الاستراتيجي يبدأ بالتوقع، وصولاً إلى التفكير الاستراتيجي، بينما استشراف المستقبل هو دراسة الحالة من البداية قبل وقوع أو اتخاذ أي قرار.
وأكد أن استشراف المستقبل يتعلق بفهم النظام المحيط بالمؤسسة وفهم تأثيره عليها، كما أن الاستشراف لا ينجح إلا إذا كان من قبل القيادة.
ولفت إلى أن سنغافورة تعتبر أول دولة بدأت في استخدام الاستشراف منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وتبعتها فنلندا بوضع الاستشراف في دستورها في تسعينيات القرن الماضي، ولحقتها كندا عندما استخدمت منهج الاستقراء والاستشراف لتحديد التهديدات المحتملة والفرص الممكنة.
ودعا الظهوري إلى ضرورة وضع استشراف المستقبل في حياة كل فرد، لضمان الحصول على أكثر من سيناريو محتمل، واختيار الأفضل والممكن حدوثه.
