السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

متحف يروي قصة الأمس.. 300 قطعة أثرية تستحضر تاريخ «المغرب في أبوظبي»

متحف يروي قصة الأمس.. 300 قطعة أثرية تستحضر تاريخ «المغرب في أبوظبي»
22 ابريل 2019 02:37

أحمد السعداوي (أبوظبي)

300 قطعة تراثية وأثرية على مساحة 800 متر مربع شكلت متحفاً استثنائياً ضمن فعاليات المغرب في أبوظبي، كشف جانباً مهماً من الإرث الحضاري العريق للشعب المغربي الممتد عبر قرون، وسط حضور جماهيري لافت حرص على متابعة الفعاليات التي تضمنها الحدث الكبير «المغرب في أبوظبى» الذي تشهده العاصمة وانطلق في الثامن عشر من الشهر الجاري، ويستمر هذا الزخم من العروض الاستثنائية للحرف والموسيقى وألوان الحضارة والتراث المغربي، في أجواء من الضيافة والتنظيم الراقي الذي تميزت به أبوظبي خلال استضافتها مثل هذه الأحداث المهمة.

أيقونة تاريخية
«المتحف التراثي»، وهو الاسم الذي حملته هذه الأيقونة التاريخية التي زينت فعالية المغرب في أبوظبي، مثّل حلقة وصل بين الشرق والغرب عبر ثراء معروضاته التي تنوعت بين المخطوطات والنقود الإسلامية والقناديل الزيتية والأواني الخزفية الإسلامية، والحلي النقدية، وأدوات الفروسية، وغيرها من ملامح الحياة العريقة في المجتمع المغربي والتي لا يزال أبناؤه حريصين على التمسك بها وتقديمها إلى العالم في أبهى صورة. كما يعرض المتحف نماذج من الفنون التشكيلية المغربية، بوصفها أحد أوجه الأصالة والعراقة التي تتميز بها الثقافة والتاريخ المغربي.
ويقول أنس السديراتي، مدير متحف التاريخ والحضارات في مدينة الرباط، والمسؤول عن المتحف التراثي بفعالية المغرب في أبوظبي، إنه لأول مرة يقوم المتحف بعرض 300 قطعة أثرية وتراثية ضمن فعاليات المغرب في أبوظبي، وهو ما شكل طفرة استثنائية ضمن النسخة الرابعة للحدث السنوي الذي يؤطر ويوثق العلاقة التاريخية بين الشعبين الإماراتي والمغربي، ويأخذ المتحف في هذه الدورة مساراً تعريفياً أكثر رحابة لتراث المغرب المتنوع، والمتفرد انطلاقاً من الحضارات القديمة مثل الرومانية والإسلامية من خلال قسم خاص بالنقود الذي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من ألف عام، منذ الأسرة الأولى للدولة الإدريسية في القرن الثامن الميلادي، إلى حدود الدولة العلوية الحالية، في القرن التاسع عشر، حيث تعرض أحدث قطعة نقدية ضمن المتحف التراثي.

التراثي والأثري
وأوضح أن المتحف يعرض قطعاً تراثية وأثرية أخرى مثل أوانٍ خزفية ومخطوطات ومحابر وأدوات زجاجية، وكذلك متابعة تاريخية لمسار تحول هذه النقود إلى حلي نقدية التي لا يزال استخدامها شائعاً في المغرب كحلي نقدية تستخدمها النساء للتزيين وإضفاء لمسة جمالية على الملابس، خاصة التراثي منها، حيث يتضمن المتحف أيضاً مجموعة كبرى من الحلي تعرض لأول مرة في متحف خارج المغرب، وهي مجموعة ملكية، تأتي ضمن الأزياء الوطنية المغربية في مختلف المدن، بما تشمله من أزياء حضرية وقروية ولكل منها سماته المتفردة، فضلاً عن الأزياء الصحراوية، حيث يتميز كل نوع منها بخصوصية فيما يتعلق بإضافة الحلي إلى هذه الأنواع من الملابس المغربية الأصيلة، وكذلك من حيث الزخرفة والمواد المستعملة في تزيينها، ومنها الذهب والفضة والنحاس. ومن أقدم المواد المعروضة في المتحف يبين السديراتي، وجود نسخة من القرآن الكريم ومُد نبوي، يعودان إلى القرن الأول الهجري، وهناك أفاريز خشبية تعود إلى الدولة المارينية في القرن الثالث عشر الميلادي وهو منقوش بآيات قرآنية، وهناك نقود رومانية نادرة تعود إلى حقبة الإسكندر الأكبر وتم العثور عليها في موقع «الوليلي» بالقرب من مدينة مكناس، فضلاً عن نقود لأباطرة رومانيين، عثر عليها في مواقع قديمة بشمال المغرب، وهناك قوارير عطرية تعود إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد وتتميز بندرتها في شكلها وحجمها وخصوصيتها الجمالية.

الفارس المغربي
وينتقل الزائر إلى قسم آخر في المتحف التراثي، ممثلاً في «الفروسية»، وتعرض نماذج للفارس المغربي ولباسه التقليدي والسرج الذي كان ولا يزال يستعمله الآن خاصة في العروض والفعاليات التراثية، إضافة إلى الأكسسوارات التي كان الفرسان يستعملونها مثل الخناجر والبنادق، وحامل البارود، وكذلك الحامل القرآني، وحامل التمائم للحماية ضد الشر في الأسفار والمعارك. أما القسم الأخير، بحسب السديراتي، فهو عن الفن التشكيلي المغربي، ويعرض نماذج من أعمال الرواد الأوائل وصولاً إلى الفنانين المعاصرين عبر 30 لوحة تعكس جانباً من المشهد التشكيلي المغربي، وكذلك المدارس المختلفة المغربية ومنها مدرسة الدار البيضاء ومدرسة تطوان، حيث تختلف كل مدرسة في محتوياتها وتأثيراتها، سواء من تأثروا بالمدرسة الفرنسية أو الإسبانية طيلة القرن الماضي.

نقطة وصل
ويشدد السديراتي على أهمية تواجد نماذج من الإرث المغربي في الفعاليات العالمية، موضحاً أنه عرض هذه التحف في أبوظبي خصوصاً، يعتبر نقطة وصل بين الشرق والغرب، بما يسهم ذلك في التعريف بالإرث المغربي المتنوع الذي يحمل روافد كثيرة منها المتوسطية، العربية، الصحراوية، الأفريقية، الأمر الذي أثر على الهوية المغربية ومنحها تفرداً نال إعجاب وتقدير العالم، من هنا نسعد بمشاركة هذا الثراء المعرفي والحضاري والثقافي مع أبناء الشعوب الأخرى.

750 قطعة نقود فضية
قال أنس السديراتي، مدير متحف التاريخ والحضارات في مدينة الرباط، والمسؤول عن المتحف التراثي بفعالية المغرب في أبوظبي، إن أبرز ما في المتحف التراثي، كنز يعرض للمرة الأولى ويتكون من 750 قطعة نقود فضية، عثر عليها عن طريق الصدفة من قبل فلاح مغربي أثناء قيامه بسقي الأرض، حيث كان ملفوفاً في قطعة جلدية، وقد تم العثور على المجموعة كاملة التي تعود إلى ما بين القرنين الـ 18 و الـ19.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©