الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ «الاتحاد»: خلايا «داعشية» وراء تفجيرات سريلانكا

خبراء لـ «الاتحاد»: خلايا «داعشية» وراء تفجيرات سريلانكا
22 ابريل 2019 02:40

دينا مصطفى (أبوظبي)

أكد خبراء في الإرهاب الدولي والجماعات المسلحة لـ «الاتحاد»، أن الهجوم الإرهابي المروع في سريلانكا استهدف التنوع العقدي في هذا البلد الهادئ، وحصد أرواح ضحايا من المسيحيين والأجانب وكذلك الشرطة، بما ينذر بتمدد الإرهاب في شرق آسيا في ظل عدم تمكن المجتمع الدولي من القضاء على الفكر الإرهابي العالمي، ويهدد بخطر كبير في المرحلة المقبلة.
ورجح خبير شؤون الحركات المتشددة والإرهاب الدولي منير أديب، أن يكون الفاعل هو تنظيم «داعش» الإرهابي؛ لأنه بعد إعلان سقوط التنظيم في سوريا والعراق وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 22 مارس الماضي انتهاء التنظيم في الرقة والموصل، بدأت «داعش» تبحث عن وجود جديد لها، وبما أنها موجودة بشكل كبير في أفريقيا واستطاعت أن تخترق القارة العجوز «أوروبا»، لم يتبق أمامها سوى آسيا، وبالتالي فهي تبحث عن وجود جديد لها هناك، خاصة سريلانكا؛ لأن هذه الدولة بها تنوع جغرافي وعقدي يسمح باختراقها.
وأضاف أن البوذيين يمثلون الديانة الأولى (70%)، يأتي بعدهم الهندوس الذين يمثلون 12% ثم الكاثوليك 6%. وأضاف أن هذا التنوع العقدي يجذب التنظيمات المتطرفة للقيام بعملياتهم الإرهابية وقد يرجع السبب إلى الحرب التي انتهت بين متمردي «نمور التاميل» والنظام التي استمرت لفترة طويلة، وجعلت الولايات المتحدة تدرج منظمة نمور التاميل منظمة إرهابية عام 1997. وهذه الحرب حصدت أرواح 65 ألف شخص. وأوضح أديب أنه بعد هذه الحرب، أصبحت هناك حالة من السكون الشديد في هذه الدولة الهادئة التي تقع جنوب شرق القارة الهندية، وتتمتع سياحياً بالهدوء الشديد وبعد انتهاء هذه الحرب دفع هذا الهدوء تنظيم داعش إلى محاولة إحياء أو إقامة دولته أو إثارة الفوضى حتى يتمكن من الوجود فيها وتم استهداف كنائس.
وقال أديب، إن استهداف الكاثوليك في صبيحة عيد الفصح، وهو عيد واحتفال كبير للمسيحيين وكذلك استهداف فنادق لقتل الأجانب لتصل أعداد القتلى من الأجانب إلى 35، مؤشر يؤكد أن وراء هذه العملية تنظيم «داعش» الإرهابي الذي أراد أن يستهدف هذه الدولة الهادئة التي لم يصل إليها من قبل، وقد حاول تنظيم القاعدة استهداف هذه المنطقة من قبل، ولكنه لم ينجح في أن تكون له ميليشيات داخل هذه الدولة الهادئة البعيدة تماماً عن الإرهاب، كما رأيناها بالصورة المروعة بالأمس. ورأى أن المجتمع الدولي مازال مقصراً في القضاء على «داعش»، فقد حاول القضاء عليه أمنياً وعسكرياً، ولكنه لم يطرق الباب الثالث والأهم وهو الفكري والعقدي. وقال إن التنظيم كان متواجداً في الرقة والموصل، وعندما خرج المئات والآلاف ممن كانوا ينتمون إلى هذا التنظيم ذهبوا إلى دول عربية وأوروبية وأفريقية وآسيوية، وبالتالي أصبح من الصعب استهداف هذه المجموعات التي هربت إلى عواصم أوروبية وأفريقية.
وشدد على أن داعش لم ينته قولاً واحداً. فـ «داعش» وصل إلى مالي منذ فترة طويلة، وهي دولة أفريقية نظام الحكم فيها غير مستقر، ما دفع الميليشيات والمجموعات إلى التواجد فيها وفي جنوب ليبيا أيضاً. وشدد على أن المجتمع الدولي لم تكن لديه رؤية أو استراتيجية عامة لهذه الرؤى التكفيرية، خلال مواجهة «داعش» في الرقة والموصل، فمثلاً يسمح بتوغل حركة الإخوان الإرهابية داخل أوروبا، بينما حتى هذه اللحظة لم يصنف المجتمع الدول أو أميركا وأوروبا حركة الإخوان منظمة إرهابية، رغم أنه معروف أن هذه الحركة هي جسر عبر عليه العشرات والآلاف من المتطرفين الذين انتقلوا من «الإخوان» إلى «القاعدة» و«داعش» وغيرها من التنظيمات، وهكذا انتشر الورم السرطاني في عواصم عربية عدة، فـ «داعش» انتقل وتمدد لعدم وجود رؤية استراتيجية. وأضاف: «المجتمع الدولي قد يكون نجح في مواجهة داعش عسكرياً وجوياً ولكنه فشل فكريا.
وأضاف: «إن دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وضعت رؤية عامة لمواجهة الإرهاب، تبدأ بمواجهة هذه التنظيمات، مروراً بالوقوف أمام الدول التي تدعم وتمول هذه التنظيمات المتطرفة عبر مصارف متعددة ومختلفة، لكن للأسف المجتمع الدولي لم يدعم هذه الرؤى، وبالتالي نجد الآن الإرهاب وهو يضرب آسيا وسيضرب أوروبا مستقبلاً». وأوضح أن مواجهة (داعش) لا تتم عبر الضربات الجوية بينما التنظيم موجود على أرض الواقع وهو مخترق أوروبا ومازال موجوداً في عواصم عربية، فمثلاً الجيش الوطني الليبي يحرر طرابلس من الجماعات الإرهابية والمجتمع الدولي يفرض حظراً لتوريد الأسلحة للجيش الوطني الليبي الذي يقوم بمعركة شريفة لمواجهة الإرهاب في طرابلس حتى لا ينتقل إلى إيطاليا وفرنسا».
من جهته، قال ماهر فرغلي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب لـ «الاتحاد»، إن الحادث في سريلانكا مروع بكل المقاييس ومأساة حقيقية وقد تكون أي جماعة هي وراء استهداف سريلانكا ولحين إعلان أي تنظيم مسؤوليته عن الحادث فهناك جماعة التوحيد الإسلامية الإرهابية الموجودة هناك والتي أشارت إليها الشرطة بعد الحادث، وبالتالي لا يمكن الجزم من الجماعة المسؤولة عن ما حدث، خاصةً أنه كانت هناك اعتداءات من البوذيين على المساجد والكنائس بالحجارة قاموا بطلب المساعدة من الأمم المتحدة للتحقيق في المذابح القديمة في سريلانكا، وهذا سبب احتقانا كبيراً.
ورجح فرغلي أن هذا الشكل التنظيمي في تنفيذ الهجوم يشير إلى أنها جماعة منظمة ودقيقة وفي الأغلب جماعة «داعش». وشدد على أن «داعش» لم ينتهِ، والذي انتهى هو سيطرته المكانية أما الأفكار والاستراتيجيات فقد تحول فقط إلى حالة ما قبل عام 2006. ومن التمركز على الأرض إلى الانتشار وعمل خلايا والاعتماد على الذئاب المنفردة. وقال إن ولاية شرق آسيا الذي أعلن عنها «داعش» هي ولاية موجودة في أفغانستان وباكستان والهند مع تواجد قاعدة في الهند وإندونيسيا. وتلك الجماعات متواجدة في المنطقة وقد يكونوا نجحوا في الدخول إلى سريلانكا. كما أنه نجح قبل أيام في قتل العشرات في سوريا، مؤكداً على وجود «داعش» بقيادته وأبوبكر البغدادي موجود واللجنة المنظمة التي تقود التنظيم، ولكنه فقط تحول من إدارة الجهاز العسكري إلى الجهاز الأمني والخلايا مع رسم خريطة جديدة للعمليات الإرهابية. وأضاف فرغلي أن داعش خلق مساحات جغرافية جديدة لعملياته، ونحن في انتظار عمليات رخوة وآمنة يعني مناطق نحن لا نتوقع فيها أي عمليات، والآن هو يختار مناطق هادئة غير المناطق البعيدة عن الأنظار وبدأ مرحلة جديدة ونقل عناصره إلى تلك الأماكن وتمركز في هذه المناطق، وهذا يشير إلى خطر كبير جداً في الأيام المقبلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©