الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مطالبات بطرد «الحشد» و«فاطميون» و«زينبيون» من الأحواز

مطالبات بطرد «الحشد» و«فاطميون» و«زينبيون» من الأحواز
22 ابريل 2019 02:40

رشا العزاوي (أبوظبي)

تتعالى الأصوات المطالبة بطرد ميليشيات الحشد الشعبي وفاطميين وزينبيين والنجباء وحزب الله اللبناني التابعة للحرس الثوري من إيران، بعد أن دخلت إليها في 13 أبريل الجاري (قبل يومين من إدراج الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية).
وقال أعضاء في البرلمان الإيراني، إن دخول تلك القوات إلى بلادهم انتهاك لدستورها ولسيادة أراضيها، فيما أكدت المعارضة الإيرانية بجميع أطيافها رفضها تواجد تلك الميليشيات في بيان موحد صدر عن 4 أحزاب إيرانية معارضة بالإضافة إلى الهجمة غير المسبوقة من الإيرانيين على الحشد الشعبي على وسائل التواصل الاجتماعي متسائلين: لماذا تحتاج دولة لها جيشان، هما الحرس الثوري الإيراني والجيش التقليدي، بالإضافة إلى تعداد سكانها البالغ أكثر من 80 مليون إيراني إلى مساعدة الميليشيات الأجنبية في جهود الإغاثة من الفيضانات؟.
بدورهم، أكد مراقبون لـ «الاتحاد» أن تمركز تلك الميليشيات في محافظة الأحواز تحديداً هو إعادة تموضع لتلك القوات لاستهداف أمن الدول المجاورة والانتماء االقومي للأحوازيين العرب.

انتهاك للسيادة
واحتج أعضاء في البرلمان الإيراني على نشر الحشد الشعبي في محافظة الأحواز ذات الغالبية العربية الغنية بالنفط، جنوب غرب البلاد، مؤكدين أنه لايجوز لأي قوات عسكرية أجنبية دخول إيران إلا بموافقة الحكومة أو البرلمان. وأكد النائب الإيراني عبد الإصلاح حسين زاده، أن وجود قوات أجنبية في إيران من دون إذن الحكومة أو البرلمان يتعارض مع دستور بلاده، قائلاً: «ألم يكن فيلق الحرس الثوري والجيش قوات كافية؟ هل طلبنا من الإيرانيين المساعدة ورفضوا ذلك؟».
وتساءل عن السبب الحقيقي وراء دخول قوات الحشد الشعبي وميليشيا فاطميين الأفغانية، موضحاً «إن كان الدافع إنساني كما يتم زعمه، لماذا دخلوا الأراضي الإيرانية من دون الحصول على إذن؟ ولماذا لم يتم إبلاغ الحكومة والمجلس بذلك؟».
بدوره أكد النائب الشيرازي بهرام بارساي، أن «حدود الدول يجب أن تصان، وأن مرور قوات عسكرية أجنبية عبرها، من دون إذن مسبق، أمر غير مقبول». كما دعا العضو علي رضا رحيمي، وزارة الداخلية إلى تقديم تقرير رسمي حول دخول الحشد وميليشيات أخرى إلى إيران، كما طالب بتوضيحات من وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وحذر رحيمي من أنه سيستدعي رسمياً وزير الداخلية للاستجواب إذا وجد البرلمان أن تقريره غير مقنع.
يذكر أنه قد انتشرت يوم الخميس الماضي على مواقع التواصل صورة لاجتماع خلية أزمة شارك فيه الإرهابيان، قائد قوة القدس التابعة قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس قائد ميليشيا الحشد المطلوب دوليا. ولم تعلن أي جهة رسمية في إيران بما في ذلك المرشد الإيراني علي خامنئي أنها كلفت سليماني بإدارة المناطق المنكوبة بالفيضانات في إقليم الأحواز والذي كان دوره يقتصر سابقاً على قيادة العمليات الخارجية للحرس الثوري.
وأطلق الإيرانيون من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حملة يطالبون فيها بطرد ميليشيات الحشد وقائدها، وأظهر مقطع فيديو مشترك على نطاق واسع شخصاً احوازيا يحتج على وصول المهندس، ووصف إيرانيون الميليشيات التابعة للحرس الثوري بأنها قوات احتلال، فيما يرى آخرون أنهم في إيران لقمع الاحتجاجات المحتملة. وتصدر وسم ( HashdalShabi ) باللغة الفارسية على موقع «تويتر» اهتمام الإيرانيين وكرر العديد من المستخدمين أن دخول تلك الميليشيات مدنهم علامة مدى خوف النظام الإيراني من التمرد، فيما قارن البعض خامنئي بالقذافي رئيس ليبيا السابق في أيامه الأخيرة.
وقال المحلل والخبير السياسي البحريني عبدالله الجنيد لـ«الاتحاد»: «يؤكد استدعاء قوات الحشد الشعبي للتدخل في منطقة الأحواز تحت غطاء جهد إغاثي نتيجة السيول التي تجتاح إيران منذ أسبوعين حالة الاستنزاف التي وصلت إليها المنظومات الأمنية الإيرانية في التعامل مع حالة عدم الاستقرار السياسي داخليا مضافا إليها النتائج الكارثية للسيول، موضحاً أن السبب الأكثر وجاهة لدخول قوات الحشد الشعبي هو لعدم ثقة القيادة السياسية الإيرانية على منتسبي الأمن من منطقة الأحواز على قمع أي تصاعد في موقف الأحوازيين. إذ سبق للحشد أن اختبر في العراق في أكثر من منطقة وأثبت أنه أداة بطش طيعة في يد قاسم سليماني، أما ثانيا وذلك الأهم، أن النظام الإيراني يريد خلق فجوة بين عرب الأحواز وانتمائهم القومي بضربهم بأيدٍ عربية».

إعادة تموضع
بدوره أكد المدير الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه لـ «الاتحاد» أن عشائر عراقية أرسلت في وقت سابق قوافل مساعدات للمدن الإيرانية ورفضت السلطات الإيرانية إدخالها فيما سمحت لميليشيات الحشد وغيرها من القوات المسلحة التابعة للحرس الثوري بالدخول إلى البلاد وهذه دلالة بأن الهدف الأساسي من إدخال تلك القوات والآليات ليس مساعدة الإيرانيين بل لقمع ما بات يطلق عليها انتفاضة السدود.
وأضاف «هذه القوات تنتقل إلى بيوت ومناطق بصورة دائمة في الأحواز وهذه العملية هي مخطط خطير جدا هدفها تهديد أمن دول الخليج العربي بتوطين قوات الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها في الأحواز، إنها إعادة تموضع ومساندة للنظام الإيراني للتطهير العرقي وقمع التظاهرات الشعبية الغاضبة ضد النظام».

رفض المعارضة
وأدانت أربعة أحزاب وجماعات سياسية جمهورية إيرانية، وجود ميليشيات أجنبية، من بينها ميليشيات الحشد الشعبي وأيضا ميليشيا لواء «فاطميون» الأفغانية، في المناطق التي اجتاحتها الفيضانات في إيران، داعية إلى ترحيلهم من البلاد. وقالت مجموعات الأحزاب الأربعة، وهي اتحاد الجمهوريين الإيرانيين، والجبهة الوطنية الإيرانية، وتضامن الجمهوريين الإيرانيين والحزب اليساري الإيراني، في بيان مشترك إن سبب وجود تلك الميليشيات في إيران سياسي، وليس لأسباب إنسانية، موضحة أن هذه جماعات متهمة بارتكاب جرائم حرب، وأن وجودها في إيران يهدد المصالح الوطنية للبلاد.
وتابع البيان: بينما فرضت إيران قيوداً على المشاركة التطوعية للشعب الإيراني والرياضيين والمجتمع المدني في جهود الإغاثة، وفي بعض الحالات اعتقلت عمال الإغاثة وأعاقت عموما أعمال الإغاثة المستقلة، دعت الجماعات التي لديها ليست هناك خبرة أو قدرة في مجال الإغاثة من الفيضانات مشكوك فيها.

بدايات الأزمة
ووفقًا لصحيفة كيهان اليومية المقربة من مكتب خامنئي، فقد وصل كل من الحشد الشعبى والنجباء وميليشيا «فاطميون» الأفغانية إلى الأحواز بدعوة من قائد قوة القدس التابعة لسليماني. وتأتي دعوة سليماني في أعقاب تصريح أدلى به رئيس محكمة طهران موسى غضنفربادي، في منتصف مارس قال فيه: «من حق الحرس الثوري مساندة الحشد العراقي و،،فاطميون الأفغانية،، وزينبيون الباكستانية،، والحوثيون واستضافتهم على أرضنا، لأنهم جزء من الثورة الإسلامية».

إقالة مفاجئة لقائد الحرس الثوري
أقال المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، وبشكل مفاجئ، محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري، وعين نائبه حسين سلامي، خلفاً له.
وذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية أنه تم تعيين محمد علي جعفري مسؤولاً عن مقر عسكري تابع للحرس الثوري مختص بالأنشطة الثقافية والاجتماعية.
ولم تكن هناك تكهنات أو احتمالات واضحة عن صدور قرار بعزل قائد الحرس الثوري من منصبه وتعيين نائبه بديلاً عنه.
ويثير هذا التعيين تساؤلات بسبب توقيته، لا سيما بعد إعلان الولايات المتحدة، مطلع أبريل الجاري، الحرس الثوري منظمة إرهابية.
وجاء هذا التصنيف على اعتبار أن الحرس الثوري هو يد إيران الطولى لتنفيذ عمليات إرهابية في العديد من دول العالم.
ويعتبر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الحرس الثوري، يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب، باعتباره أداة من أدوات الدولة الإيرانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©