الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«المغرب في أبوظبي».. 71 فناناً يقدمون روائع الفنون والموسيقى المغربية

«المغرب في أبوظبي».. 71 فناناً يقدمون روائع الفنون والموسيقى المغربية
21 ابريل 2019 01:57

أحمد السعداوي (أبوظبي)

تواصل فعالية المغرب في أبوظبي، في مركز المعارض بالعاصمة الإماراتية تقديم نماذج من لآلئ التراث والحضارة المغربية عبر زخم واسع من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والتراثية، التي حظيت بإقبال جماهيري لافت منذ اليوم الأول لانطلاق النسخة الرابعة من الحدث الذي تشهده أبوظبي، ويكون خير شاهد على قوة ومتانة علاقات الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين الممثلين لجناحي الوطن العربي على سواحل المحيط الأطلنطي والخليج العربي، حيث تنافس أبناء المغرب عبر 9 فرق موسيقية و71 فناناً في تقديم روائع الفنون والموسيقى المغربية الأصيلة مع انطلاق الحدث الكبير الذي يستمر حتى 30 أبريل الجاري، ليرسموا فسيفساء رائعة من ألوان الموسيقى المغربية التي تميزت بتنوع استثنائي من بين أنواع الموسيقى المنتشرة في أنحاء العالم.

موسيقى تقليدية
في الثالثة والنصف عصر كل يوم وحتى التاسعة مساء، حيث موعد انتهاء فعاليات المغرب في أبوظبي، تصدح ألوان الموسيقى المغربية في تواصل مستمر، بين أندلسية، وأمازيغية، وكناوة، وتخت موسيقي تقليدي، حيث يذهب الجمهور في رحلة بعيدة إلى أعماق الإرث الفني المغربي، الذي يطل على جمهور أبوظبي بشكل مميز خلال النسخة الرابعة من فعالية المغرب في أبوظبي، التي مثلت خير سفير للحضارة والموروث الشعبي المغربي إلى دولة الإمارات.
ويقول، نبيل الخالدي، المدير الفني لفعالية المغرب في أبوظبي، والمشرف على جميع الفرق الموسيقية والأهازيج المقدمة خلال أيام المهرجان، حيث تمثل هذه الفنون أشكالا ثقافية وحضارية مختلفة يضمها المجتمع المغربي، فهناك الموسيقى الأندلسية، التي لا زلنا محافظين عليها في المغرب من إرث امتد مئات السنين وصولاً إلى عصور الحضارة الإسلامية في الأندلس، وهناك طرب «الملحون» وهو نمط موسيقي مغربي يمضي على الشكل الأندلسي.
ويذكر أن هناك فرقاً أيضا قادمة من مدينة وجدة من الشرق المغربي وتؤدي الطرب الغرناطي، وهو لون من الفن كان يؤدى في مدينة غرناطة في العهد الأندلسي، ولكنه استقر لاحقاً في المغرب بمدينة وجدة وفي كل من الجزائر وتونس، وتقدم هذا الغناء أستاذة الموسيقى والمتخصصة في الطرب الغرناطي، بيان بلعياشي، وكذلك فرقة العيساوة، والمعروفة بتقديم فنونها في المواسم والأعياد الدينية. وهي عبارة عن أشعار وغناء صوفي التي يقدمها ياسر الشرقي في مدينتي أصيلة والرباط. أما فرقة التخت الشرقي المغربي فتصحبه المطربة ليلى البرّاق وهي أستاذة جامعية في المغرب، وتشمل عروض الفرقة عزفاً على العود والقانون وغيرها من الأدوات الموسيقية الشرقية التقليدية. حيث تقدم أغاني مغربية عصرية وموشحات مغربية.

الحكواتي
ومن أبرز الفنون التي يتضمنها المهرجان المغربي، الحكواتي، والذي يركز هذا العام على حكايات النساء ودور المرأة المهم في المجتمع المغربي عبر العصور، حيث يقدم يومياً للجمهور الفنان والكاتب المسرحي المغربي محمد الدرهم، حكاية تتناول أحد جوانب التاريخ النسائي في المغرب من القرون الوسطى إلى العصر الحالي، وترافق أداء الحكواتي العزف على القانون للفنانة المغربية حبيبة الرياحية، لتكمل مع زملائها وزميلاتها من الفنانين رسم الأجواء المغربية الاستثنائية في هذا الحدث الثقافي والحضاري المهم، حيث بلغ عددهم 9 فرق بإجمالي 71 فناناً من أنحاء المغرب ويقدمون مختلف أشكال الفن الموسيقي التراثي والمعاصر المعروف في المغرب.
من جهته قال سفيان جديرة فنان وباحث مغربي مشارك بالفعالية، إنه يشارك ضمن فرقة مكونة من 7 أفراد تخصصوا في تقديم ألوان الموسيقى الأندلسية، وتعتبر جزءا أساسيا من الهوية الموسيقية المغربية، وذات مرجعية إيبيرية وعربية تبلورت وتكونت في الأندلس، وبالتالي فهي تحضر في مختلف الساحات الثقافية المغربية في المغرب، ومن الطبيعي ان تكون ممثلاً لجزء من الموروث الفني المغربي في الفعاليات الخارجية، وبالتالي فإن حضورها إلى أبوظبي يأتي مكملاً لهذا الدور، وأوضح أن هذا التنوع الذي يتميز به الفن المغربي يرجع إلى جغرافيا وتاريخ المغرب، الذي يمزج بين الأفريقي والأندلسي والمشرقي والأمازيغي، والتي أسهمت جميعا في بناء نموذج ثقافي وحضاري فريد في المنطقة والعالم.

ثراء موسيقي
وعن سبب ثراء الذي تتميز به الموسيقى المغربية، أوضح عادل استيتو الفنان المغربي، المقيم بأوروبا والذي كان يزور المهرجان أمس الأول، أن هذا التنوع يرجع إلى التمسك بالإرث الموسيقي العريق الذي مرت به المغرب عبر عصور مختلفة وفي الوقت ذاته محاولة تقديم موسيقى عصرية تلقى القبول من الأجيال الجديدة والجمهور الذي تختلف ذائقته باختلاف العصور والمؤثرات الحياتية المختلفة، غير أن الغناء المغربي التقليدي يتميز بعودته إلى المقامات الغنائية العربية الأصيلة التي لها جمهورها الواسع ليس فقط في العالم العربي، وإنما في أنحاء واسعة من أوروبا والعالم الخارجي، خاصة وأن كثيراً من فناني المغرب نجحوا في المزج بين الأصالة والمعاصرة وتقديم هذا الإرث الكبير في إطار عالي الجودة استطاع إحياء هذه الفنون التاريخية في القلوب والعقول. ولفت إلى أن هذا التفاعل الجماهيري الكبير، الذي يلاحظه زائر فعالية الأسبوع المغربي يؤكد نجاح الحدث في توصيل جسور المحبة والفن مع الجمهور في الإمارات من مختلف الجنسيات، خاصة في ظل الأجواء التنظيمية الرائعة التي تغلف العروض الفنية والتراثية المغربية على مدى أيام الحدث المستمر نحو أسبوعين تقريباً.

14 ألفاً يتفاعلون مع حفلات كورنيش أبوظبي
أَحْيَت نُخبة من نجوم الطرب والموسيقى المغربية مساء أمس، حفلاً فنياً غنائياً ثانياً في منطقة عَ البحر في كورنيش أبوظبي حضره أكثر من 8 آلاف شخص من عشاق الموسيقى والطرب المغربي الأصيل، وذلك في إطار فعالية «المغرب في أبوظبي»، التي تستضيفها العاصمة الإماراتية وتستمر حتى 30 أبريل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وقُدر عدد الجمهور في حفلي الخميس والجمعة بما يقارب من 14 ألف شخص.
وشَهِدَ الحفل إقبالاً جماهيرياً كبيراً وامتلأت ساحة المكان بآلاف الزوار الذين قَدِمُوا من أبوظبي ومختلف إمارات الدولة، كما توافد الآلاف من الجالية المغربية لمتابعة وتشجيع نجومهم المفضلين برفقة عائلاتهم وأصدقائهم، حيث أحيا الحفل كل من سعيدة شرف، وعبد الحفيظ الدوزي، وفرقة أولاد البوعزاوي، وزينة الداودية، ولمياء الزايدي، وعبد العالي أنور، ومحمد درهم، والرايسة فاطمة تيحيحيت، وباتول المرواني، والمعلم باقبو، قدّموا مجتمعين باقةً متنوعة من شتى أطياف الموسيقى والطرب المغربي كالكناوي والأمازيغي والأندلسي والصحراوي والشعبي والعصري.
وبدأ الحفل، الذي فتحت أبوابه بالمجان أمام الجماهير، قرابة الساعة التاسعة مساءً بمقطوعتين للفرقة الموسيقية، ومن ثم اعْتَلى المنصة لمياء الزايدي، وعبد العالي أنور وأدوا أغاني حبيب القلب، وأنا ماني فياش، وموال، وانضم إليهم فرقة كناوة، وأدوا علاش يا غزالي، و اش داك تمشي للزين، وخليني بعيد، وتفاعل الجمهور مع صعود خالد البوعزاوي الذي قدم كوكتيلاً شعبياً بعنوان مال حبيبي، ومن ثم استمتع الجمهور بأداء محمد الدرهم، ونبيل الخالدي، والمعلم باقبو، ولمياء الزايدي، الذيم أطربوا الجمهور بأغنيتي، ناكشا، وحمودة.
ومن ثم صفق الجمهور بحماس للرايسة فاطمة تيحيحيت التي انضمت للمعلم باقبو، وقدموا أغنية مولاي إبراهيم، ومن بعدها تفاعل الجمهور مع الرايسة تيحيحيت عبر تقديمها لمجموعة من المنوعات الأمازيغية.
وقدّم بعدها عبد الحفيظ الدوزي مجموعة من أجمل أغانيه التي ألهبت الأجواء وتفاعل معها الجمهور بحماس شديد، تخللها عرض مقتضب للقفطان المغربي، ومن ثم أدّت زينة الداودية باقة من الأغاني الشعبية بمشاركة فَنّانِيْ الإيقاع وسط تشجيع الجمهور.
تقدَّمَت بعد ذلك سعيدة شرف لتبدأ فقرتها بأغنية هاهو ما جاو، وزبيدة وأتبعته بكوكتيل حساني غنت فيه ماني، وثم التحقت بها باتول المراوني وفرقتها، وقدمتا معاً لوحة صحراوية طربية ساحرة توجتها برقصة «الكدرة» الشهيرة، وغنت باتول بعد ذلك أغنية الصحراوي تحت الخيمة.
وانتهى الحفل بتتويج للأغنية الوطنية المغربية من خلال غناء جماعي لإحدى الروائع، وغنوا مجتمعين أغنية نداء الحسن، التي ألهبت حماس الجمهور لما لها من وقع معنوي وتاريخي عند المغاربة لتختتم بذلك أمسية فنية طربية ناجحة بامتياز.

فن الملحون
فن الملحون، يعود إلى مئات السنين في التراث المغربي وتحديداً إلى عصر الدولة الموحدية، ويعتمد بشكل رئيس على الزجل المغربي، المستمد من اللغة العامية في المغرب، حيث يركب كل لحن بحسب الكلمات المنطوقة، وله عديد من الأغراض الشعرية مثل المد والفخر والغزل. ما يمنح أداء الملحون تميزا وفرادة عن كثير من ألوان الفنون الأخرى المعروفة في التراث المغربي.

«الحضرة الشفشاونية»
فرقة «الحضرة الشفشاونية» كان لها وجودها اللافت بين ألوان الموسيقى والفنون المغربية عبر ارتداء أعضائها القفطان المغربي التقليدي، بألوانه الزاهية والمزركشة، ما يمنح مستمعي هذا النوع من الموسيقى ذي الطراز الأندلسي شعوراً بالأجواء المغربية الأصيلة، خاصة وأن هذا النوع من الفنون كان مرتبطاً في البداية بالأعراس والمناسبات الخاصة، قبل أن ينطلق لاحقاً إلى المجتمع الخارجي في المغرب والبلدان الأخرى، ليكون فناً خاصاً له جمهوره الذي يترقبه ويتذوق أداءه ذا النمط الصوفي.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©