الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جمعة وفان دايك وبيكيه «مغامرة فارس»!

جمعة وفان دايك وبيكيه «مغامرة فارس»!
21 ابريل 2019 00:14

محمد حامد (دبي)

على الرغم من أن تحول قلب الدفاع إلى مركز المهاجم الصريح بتعليمات المدير الفني، أمر نادر الحدوث في كرة القدم، سواء المحلية أو العالمية، وبالنظر إلى أنه يحدث في ظروف قهرية ولأسباب تخرج عن إرادة اللاعب والمدرب معاً، فإن حجم المخاطرة التي يقوم بها المدافع الذي يترك مركزه، ويصبح مهاجماً تجعله بطلاً في حال نجح في المهمة الصعبة، أو موضع انتقادات، هو والمدير الفني إذا لم تسفر المغامرة عن نتيجة، وفي الحالتين يمكن القول إنها «مغامرة فارس»، أي لاعب يملك قلباً شجاعاً وطاعة عمياء للمدير الفني الذي يملك قرار تغيير مراكز ومهام الجميع كيفما شاء.
فارس جمعة مدافع الجزيرة الذي تحول إلى مركز المهاجم الصريح في مباراة فريقه أمام دبا الفجيرة في «الجولة 21» لدوري الخليج العربي، بقرار داميان المدير الفني للفريق الجزراوي، أصبح مثار تعليقات وأحاديث الجماهير، حيث يرى البعض أن فارس جمعة قام بتنفيذ توجيهات المدير الفني، فهو في نهاية المطاف لا يملك الحق في الاعتراض على المدرب أو عدم تنفيذ تعليماته، ولم يتمكن فارس جمعة من صنع الفارق لاعباً مهاجماً، وتعادل الجزيرة بهدفين لمثلهما مع دبا الفجيرة.
ما فعله دميان يحدث في ملاعب العالم في ظروف بعينها، ووفقاً لسيناريو المباراة، وكان غياب علي مبخوت مهاجم وهداف الجزيرة سبباً في الدفع بفارس جمعة مهاجماً، لأن المدرب كشف أن الهدف من إشراك فارس جمعة مركز المهاجم ينبع من الرغبة في زيادة الضغط الهجومي على المنافس.
«مغامرة الفارس» الذي يترك مركزه الأصلي الذي يجيد فيه، ويشعر فيه بالثقة لم تسفر عن نتيجة إيجابية في حالة فارس جمعة أمام دبا الفجيرة، إلا أن فيرجل فان دايك نجم ليفربول والمنتخب الهولندي يظل صاحب أفضل تجربة تغيير مركز من مدافع إلى رأس حربة، فقد شهدت مباراة هولندا وألمانيا التي أقيمت في نوفمبر الماضي في دوري الأمم الأوروبية واقعة مثيرة، حينما التقطت الكاميرات فان دايك وهو يقرأ ورقه تلقاها من رونالدو كومان المدير الفني لهولندا، وهي الورقة التي تحمل تعليمات له بالتحول من قبل الدفاع إلى مركز المهاجم الصريح.
ونجح المنتخب الهولندي بقلب تأخره أمام ألمانيا بنتيجة 0-2 إلى التعادل 2-2 في الدقائق الأخيرة من المباراة، ليحجز مقعداً له في نصف نهائي البطولة الصيف المقبل، ليتضح أن تعليمات مكتوبة على ورقة صغيرة تم تسليمها للمدافع فان دايك، وكشف لاحقاً أن تعليمات كومان جاءت لتضع مدافع ليفربول مهاجماً صريحاً، بجوار لوك دي يونج في الدقائق الأخيرة من المباراة، والمفارقة أن المدافع الهولندي نجح في التسجيل في الشباك الألمانية، بل إنه فعلها بطريقة رائعة تفوق بعض المهاجمين، كما أن توقيت الهدف قبل صافرة النهاية مباشرة جعله أكثر إثارة.
المدافعون ليسوا في حاجة إلى التحول لمركز المهاجم الصريح، لكي يتمكنوا من تسجيل الأهداف، فقد أحرز أسطورة هولندا ومديرها الفني الحالي رونالدو كومان 253 هدفاً، على الرغم من مركزه لاعباً مدافعاً، وسجل دانيال باساريلا مدافع الأرجنتين السابق 175 هدفاً، وبلغ عدد أهداف فرناندو هييرو نجم الريال وإسبانيا 163 هدفاً، وبدوره سجل لوران بلان مدافع فرنسا 153 هدفاً، كما أحرز روبرتو كارلوس الذي كان يحمل لقب قاعدة الصواريخ المتنقلة 113 هدفاً، ومن بين المدافعين غزاة المرمى في الجيل الحالي سيرجيو راموس نجم الريال وإسبانيا والذي سجل 107 أهداف، بل إن رصيده التهديفي في الموسم الحالي 11 هدفاً.
واقعة فارس جمعة لا تتعلق باللاعب المدافع صاحب القدرات التهديفية الذي يسجل ويعود إلى مركزه في الخلف، بل باللاعبين الذين تلقوا تعليمات مباشرة بالتحول كلياً في مباراة بعينها أو لعدة دقائق إلى مركز رأس الحربة، وجاءت واقعة فان دايك لتكون المثال العالمي الأشهر في هذا الجانب، كما سبق لنجم البارسا جيرارد بيكيه أن تلقى تعليمات مباشرة من بيب جوارديولا المدير الفني لـ «البارسا» في هذا الوقت بالتقدم إلى الأمام، والبقاء في منطقة جزاء فريق الإنتر، في إياب نصف نهائي بدوري الأبطال عام 2010، وسجل بيكيه هدفاً بطريقة مهارية خاصة ليحاكي أفضل المهاجمين، ولكنه لم يكن كافياً لإنقاذ «البارسا» الذي ودع البطولة لسابق هزيمته ذهاباً بثلاثية لهدف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©