الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الهلال "تيكي تاكا" والنجم "إيقاع سريع"

الهلال "تيكي تاكا" والنجم "إيقاع سريع"
18 ابريل 2019 19:28

عمرو عبيد (القاهرة)

يجمع نهائي كأس زايد للأندية الأبطال بين عملاقين كبيرين في عالم الكرة العربية، يمثلان مدرستين كرويتين مختلفتين، في القارتين الأفريقية والآسيوية، ويعتمد كلاهما على امتلاك الكرة وبناء الهجمات بصورة جماعية، كما يتفوق الفريقان في إمكانية إحراز الأهداف خلال الأشواط الأولى، بصورة أكبر من أهداف الفترات الثانية، مع الوضع في الاعتبار أن كليهما أحرز أهدافاً حاسمة في الأشواط الثانية، حيث حصل عليها النجم الساحلي في بداية الفترات الثانية، بينما سجل الهلال قرب النهاية، لكنهما يختلفان في التطبيق التكتيكي، حيث يتميز الهلال السعودي بغزارة التمريرات والاستحواذ الكبير على الكرة، في ظل أسلوبه الفني الكلاسيكي المتغير بين خطة 4-2-3-1 و4-3-2-1، بينما يتفوق النجم الساحلي التونسي بسرعة الإيقاع والتحول، لاسيما أنه يطبق تكتيك 3-4-3 في كثير من المباريات التي خاضها في الموسم الجاري.
وتشير الإحصاءات الخاصة بالأسلوب التكتيكي لكلا الفريقين، إلى أن «الزعيم» السعودي هو الأكثر استحواذاً على الكرة، بنسب كبيرة جداً، بلغت في المتوسط 61%، وشهدت بعض مبارياته في الموسم الحالي في مختلف البطولات، المحلية والخارجية، تجاوزه نسبة 70% فيما يتعلق بامتلاك الكرة «تيكي تاكا» وكان من النادر أن يتخلى صاحب القمة السعودية عن الكرة، في حين أن مواجهات «جوهرة الساحل»، خاصة خارج ملعبه أو أمام فرق تجيد الاحتفاظ بالكرة، شهدت تبايناً واضحاً فيما يتعلق بهذا الأمر، حيث بلغ متوسط نسبة استحواذه على الكرة 51.6%، لكنه لم يكن صاحب الكرة في بعض المباريات، خاصة في المواجهات القارية الأفريقية.
وفي كأس زايد للأندية الأبطال، خاض كلاً منهما 8 مواجهات من أجل بلوغ المباراة النهائية، نجح «الزعيم» في تحقيق 6 انتصارات، بنسبة نجاح تبلغ 75%، مقابل التعادل في مباراة واحدة وخسارة مواجهة أخرى، وحافظ الفريق على نظافة شباكه في 7 مباريات، بنسبة 87.5%، بينما أخفق في التسجيل مرتين فقط، وهو ما يمثل ربع عدد المباريات، وأحرز الهلال 12 هدفاً، بمعدل 1.5 هدف في المباراة، ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة فقط.
على الجانب الآخر، أحرز النجم الساحلي التونسي 5 انتصارات، بنسبة نجاح تبلغ 62.5%، مقابل التعادل مرتين والخسارة في مباراة واحدة، وسجل الجوهرة 10 أهداف، بمعدل 1.25 هدف في المباراة، في حين استقبل مرماه 3 أهداف، بمعدل 0.4 هدفاً في المباراة الواحدة، ولم يتمكن الفريق التونسي من بلوغ شباك منافسيه في 3 مباريات، وخرج بشباك نظيفة في خمس مباريات، بنسبة 62.5%.
المحاولات الهجومية للفريقين جاءت متناسقة للغاية مع التكتيك الفني المتبع لكل منهما، حيث شهدت مباريات «الزعيم» في جميع البطولات غزارة واضحة فيما يخص التسديدات على المرمى، بمتوسط يبلغ 15 محاولة في كل مباراة، منها 6 تسديدات بين القائمين والعارضة، وهو ما يعني أن دقة محاولات الفريق «الأزرق» بلغت في المتوسط 42.5%، وهو ما يختلف عن منافسه التونسي، الذي سدد 9 كرات على الأقل في المباراة الواحدة، منها ما يقارب 5 دقيقة، لتبلغ نسبة الفعالية 51%، وهو ما يشير إلى بلوغ النجم مرمى منافسيه عبر أقل عدد ممكن من المحاولات الهجومية.
ويعود ذلك إلى سرعته الفائقة، وتبادل الكرات القصيرة مع التحرك السريع من لاعبيه من دون الكرة، ويتأكد ذلك من خلال الإحصاءات الفنية الخاصة بأهدافه، سواء في بطولة زايد العربية أو في مختلف البطولات، حيث سجل «جوهرة الساحل» 90% من أهدافه عبر الهجمات سريعة الإيقاع، التي لم تمرر خلالها الكرة أكثر من 3 مرات، وتنوعت هجماته بين التنظيم والمرتدات الخاطفة، إذ سجل عبر هاتين الطريقتين 60% و40% من الأهداف على الترتيب.
أما «الزعيم»، فاتسمت إحصاءات أهدافه بالهجوم المنظم هادئ الإيقاع، وهو ما يتماشى مع تكتيكه الكلاسيكي المعتمد على الاستحواذ والتمرير الغزير، وبلغ الهلال شباك منافسيه بنسبة 83% عبر الهجوم المنظم المتدرج بالكرة، مقابل 17% لأهداف المرتدات السريعة، في حين أن الإيقاع الهادئ صبغ 58% من إجمالي أهدافه، مقابل تسجيل 42% بهجمات سريعة.
ومن المنتظر أن تخرج المباراة مثيرة للغاية، خاصة على الأطراف وعبر الطرفين، اللذين منحا الفريقين أغلب الأهداف، وأنتجت الأجنحة 60% من أهداف النجم الساحلي، مقابل 40% للعمق الهجومي، وربما يبدو «الأحمر والأبيض» أكثر توازناً وتنوعاً في هذا الأمر، لأن عملاق «القلعة الزرقاء» أحرز 83% من أهدافه عبر الطرفين، وكان التفوق النسبي لصالح الطرف الأيسر، فيما كان الطرف الأيمن لبطل تونس هو الأبرز، وتعد التمريرات العرضية وسيلة فعالة جداً لكليهما في بلوغ شباك المنافسين، إذ أسهمت العرضيات في تسجيل نصف عدد أهداف «جوهرة الساحل» التونسي، مقابل المشاركة في 42% من أهداف العملاق السعودي.
كما تظهر نقطة اختلاف أخرى تتعلق بالركلات الثابتة، وهو ما يدركه متابعو الكرتين الأفريقية والآسيوية، خاصة فرق دول الشمال الأفريقي، حيث يجيد أبطالها التعامل مع الركلات الثابتة بمهارة فائقة واستغلال مثالي، وتكشف الأرقام عن تفوق النجم في هذا الأمر، إذ أحرز 40% من أهدافه بواسطة تلك الألعاب، خاصة الركنيات والركلات الحرة غير المباشرة، ولهذا يسجل الفريق عادة 20% من أهدافه عبر ألعاب الهواء والتسديدات الرأسية، بينما يختلف الوضع لدى الزعيم السعودي، الذي أحرز 22% من أهدافه عبر تلك الركلات، من دون تميز واضح لتطبيق أسلوب واضح فيها، ولا تزيد نسبة تسجيله الأهداف بالرأس على ما يقارب 10%.
أحرز الفريقان العدد الأكبر من الأهداف عبر محاولات داخل منطقة الجزاء، لكن أهداف النجم شهدت بعض التنوع، حيث سجل 80% منها داخل المنطقة، مقابل 20% من خارجها، وهو ما يختلف عن أهداف «الزعيم» التي بلغت ما يزيد على 90% من داخل المنطقة، وهو ما يفسر ارتفاع معدلات تسجيله من توغلات عميقة داخل منطقة الـ6 ياردات، مع تفوق التمريرات البينية القصيرة على غيرها من التمريرات الحاسمة، في حين لا يسجل النجم الساحلي كثيراً من هذا العمق، وشهدت أهدافه ظهور مميز للتمريرات الطويلة خلف الظهيرين والعمق الدفاعي للمنافسين، خاصة في الهجمات المرتدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©