الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الروبوت.. هل ينافس الطلبة على وظائف المستقبل؟

الروبوت.. هل ينافس الطلبة على وظائف المستقبل؟
24 ابريل 2017 12:26
دينا جوني (دبي) في تقرير نشرته مجلة التايمز للتعليم العالي المتخصصة، التي تصدر من لندن منذ السبعينيات، تبيّن أن خريجي الجامعات معرّضون لخطر استبدال الروبوتات بهم والأجهزة في مراكز العمل في المستقبل. وقد وضعت في تقريرها لائحة حددت فيها أكثر الوظائف عرضة للأتمتة، والتي تصب في 14 اختصاصاً مختلفاً، هي المحاسبة والمالية، والاقتصاد، والسياسة والعلاقات الدولية، دراسات الأعمال والإدارة، والفيزياء، والقانون، والرياضيات، والعلوم الاجتماعية، واللغات الحديثة، وعلم النفس، والكيمياء، والهندسة المدنية، والإنجليزية، والتاريخ. بالإضافة إلى خمسة اختصاصات أخرى قد تكون الأقل توجهاً للمكننة هي علوم الرياضة، والفنون الجميلة، وعلوم الكومبيوتر، والأحياء، والطب. ذكر التقرير أن المحاسبة والمالية هي الأكثر هشاشة أمام موجة التكنولوجيا لأن الاختصاصات المرتبطة بها مثل خبراء الضرائب، وتقنيي المالية، والمحاسبة ستتم أتمتة الوظائف المرتبطة بها بنسبة تتعدى الـ50 في المئة. ولن تتعدى نسبة الوظائف التي يمكن أن تتحول إلى آلية، والمرتبطة بقطاع الطب وإدارة الخدمات الصحية بالإضافة إلى العلماء والباحثين في هذا القطاع، أكثر من 2 في المئة. كما تعد وظائف علوم الكومبيوتر ضمن نطاق الوظائف الآمنة نسبياً. في الإمارات، تبذل القيادات الرشيدة والقيادات التعليمية جهوداً جبارة ليس فقط لتحفيز الأجيال الصاعدة على علوم الروبوت، وإنما خلق منافسات عالمية أبرزها «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت»، التي تستقطب من خلالها الدولة أبرز المهارات الدولية في هذا المجال، لكي تبتكر على أرضها، بما يتيح الفرصة للمواطنين والقاطنين من الطلبة التعرُّف على الإمكانيات اللانهائية لتقنيات وبرمجيات الروبوت وكيفية الاستفادة منها لتسهيل حياة الإنسان. وطرحت «الاتحاد» نتائج الدراسة أمام الطلبة والمسؤولين والخبراء، لتَبيّن مدى جاهزية كل طرف للواقع المستقبلي الجديد. ويبدو جلياً أن تلك المعطيات تشكِّل قلقاً حقيقياً للطلبة، الذين اعتبر بعضهم الروبوت بمثابة تهديد وخطر على مستقبلهم المهني، فيما نصح أحد الخبراء الطلبة اتخاذ الروبوت كصديق وليس كمنافس على «كعكة» الوظائف. أما القيادات التعليمية، فهي ما زالت مقتنعة أن الروبوت ستنحصر مهمته بالأعمال اليدوية الخفيفة والثقيلة، ولن تتخطى حاجز المهارات الإبداعية، وبالتالي فقد بنت مشاريعها في إعداد الطلبة على أساس غير دقيق. يقلل فرص التوظيف لا يوافق محمد حمدي هندسة كهرباء قسم الاتصالات في جامعة عجمان على أن يعمل في مكتب واحد يجمعه بروبوت، كما أنه لا يوافق أن تبدأ الروبوتات بشغل وظائف يقوم بها الإنسان. واعتبر أن دخول الروبوتات سوق العمل سيزيد من دون شك من نسب البطالة، لافتاً إلى أن ذلك سيخفف من فرص طلبة الجامعات مثله في الحصول على وظيفة. وقال إن الطالب اليوم يعاني في معظم الأحوال بعد التخرج قبل العثور على وظيفة لائقة، في وقت لا تتمتع الروبوتات بعد بالذكاء المطلوب بإنجاز وظائف الإنسان، متسائلاً عمّا سيحلّ بالموظفين في المستقبل، إذا ما فعلاً بدأت الروبوتات وتقنيات الذكاء الصناعي بشغل الوظائف. وتتساءل عفراء العويس مهندسة طاقة متجددة من جامعة الشارقة، أنه إذا كانت الروبوتات فعلاً ستؤدي الوظيفة، فماذا سيكون دور الأفراد في مختلف التخصصات. واعتبرت أن الروبوت يمكن أن يأخذ دوراً مساعداً في الوظائف المختلفة، وأن ينجز المهام التي تستهلك وقتاً طويلاً، فيخفف الضغط عن صاحب العمل أو المشروع، لكي يتفرَّغ لإتمام أعمال أكثر أهمية، فبالنسبة إليها كمهندسة، يمكن أن تستفيد من الروبوت في إعداد الحسابات التي لا يستطيع الكومبيوتر إتمامها، ليقدّم لها جملة من الخيارات والحلول المقترحة في نقل المشروع من نموذج مصغّر إلى مشروع يمكن تطبيقه على أرض الواقع. وشرحت أنه بذلك يمكن للمهندس أن يتفرَّغ لابتكار الأفكار الجديدة، والقادرة على حلّ المشاكل، وتنفيذ نماذج عنها يمكن عرضها على المسؤولين لتمويلها. ومن ثم التوجّه نحو الروبوت المتخصص، لإجراء مختلف الحسابات الرياضية والفيزيائية، التي يتطلّبها تطبيق المشروع على مستوى المدينة على سبيل المثال. يناقش محمد عارف، وكامل علي، وطلحة أحمد اختصاص هندسة طاقة متجددة من جامعة الشارقة، ورينات رباح اختصاص كيمياء، معاً فكرة الروبوت، ومدى تأثيرها على وظائف المستقبل. ويعتبرون أن تقنيات الروبوت مطبّقة فعلياً في العديد من الصناعات الثقيلة منها صناعة السيارات في اليابان، التي تعتمد في العديد من مراحلها على الروبوت الذي حلّ مكان الإنسان. ويجد محمد عارف أن اختصاص الهندسة المدنية أصبح يعجّ بالروبوتات، التي سيتزايد وجودها مع تطور الطباعة ثلاثية الأبعاد. ويعتقد أن الروبوت في المستقبل سيأخذ فعلياً جميع الوظائف، ولن يقوم الإنسان سوى بدور المشرف على العمل، أو المراقب لتفادي وقوع الأخطاء، مثلما هو حاصل في صناعة السيارات وغيرها. مستقبل العمل سيكون ضبابياً أما طلحة فيرى أن الروبوت في المستقبل القريب لن يكون أكثر من منفّذ ذكي لأوامر الإنسان، أما التهديد فيقع حقيقة مع تمكين الروبوت من التمتع بالتحليل المنطقي، عندها فمستقبل الأفراد والعمل والموظفين سيكون ضبابياً. ويرى الطلبة، أن الروبوت تتم برمجته لتنفيذ أوامر معينة، فإذا واجهته عقبة ما خلال تأدية العمل لا تتضمنها البرمجة، سيتوقف عن العمل، ليأتي الإنسان، ويتخطاها من خلال المنطق. واعتبر الطلبة أنه في تلك الحالة، فإن الكوكب لن يحتاج إلى 7 مليارات نسمة، لأنه بوجود الروبوتات قد يكفي 100 مليون إنسان فقط لتسيير أمور العالم. أما ديما أكرم من مدرسة الشهامة التي تتطلع للتخصص في هندسة الكيمياء أو البرمجة، فتعتبر أنه على الإنسان أن يسرّع من عملية التعلّم في مختلف المجالات، وأن يرفع من سقف المهارات والكفاءات التي يجب أن يتمتع بها، لأن التنافس مع الروبوت هو بالفعل معركة إثبات وجود في المستقبل. ولفتت إلى أن الروبوت أمر واقع لا محالة، لذا يجب على الطلبة في المدارس والجامعات التحضر لهذا الأمر من خلال تعزيز حضورهم العلمي والمهاري، لتعزيز استمرارية تفوق الإنسان. العمل في المجالات الخطرة أحمد محمد، وماجد مطر، وخليفة صالح من المدرسة الثانوية الفنية في عجمان لا يشجعون على استبدال الوظائف بالروبوتات، لأن من شأن ذلك أن يقلل من فرص العمل أمام الخريجين. أما الناحية السلبية من وجود الروبوت مع الإنسان في مقر عمل واحد، فهي أنها قد تدفع الموظف إلى التكاسل، فيلقي بالمزيد من الأعباء على زميله «الآلة» من دون أن يتذمر أو يرفض. واعتبروا أن أفضل المجالات التي يمكن للروبوت أن يعمل فيها هي تلك التي تعرّض حياة الإنسان للخطر مثل الألغام، والنفط، والفضاء، وغيرها. أما القيمة المضافة لعمل الروبوت في تلك القطاعات فهي سرعة إنجاز العمل ودقته مقارنة بالإنسان. يستغرب أحمد السلامي خريج هندسة ميكاترونيك من جامعة سيلانفور في ماليزيا فكرة وجود الروبوت كزميل له في العمل، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق من دون شك في المستقبل القريب. لكن من ناحية ثانية، يجد أن الروبوت هو البديل الأفضل لإنجاز أعمال لا تتطلب الكثير من المهارات، كما أنها تخفف من حوادث العمل مثل تنظيف زجاج المباني الشاهقة، أو تنفيذ أعمال البناء على ارتفاع شاهق. من ناحية ثانية، يجد السلامي فرصة إيجابية أمام تزايد استخدام الروبوت وهي الحاجة إلى اختصاصات ووظائف جديدة تواكب تلك التطورات مثل برمجة الروبوتات المتقدمة، وصيانتها، وتشغيلها. كما أن ذلك من شأنه تمكين الإنسان من التفرّغ للمهام الابتكارية والإبداعية بدلاً من استهلاك الوقت على مهام روتينية. ومن الإيجابيات أيضاً توفير الوقت والجهد والكلفة التشغيلية. أما النواحي السلبية في ذلك فهي تراجع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي قد يحوّل الإنسان للتصرّف مثل الآلة وليس العكس. الروبوت جزء من حياتنا أكد المهندس محمد الشامسي خبير الروبوت الإماراتي أن الروبوت هو المستقبل في كل القطاعات والوظائف. ولفت أن القيادات الرشيدة في الدولة واعية تماماً لتلك التحديات، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق العديد من المنافسات المحلية والدولية المتعلقة بالروبوت، بالإضافة إلى تضمين برمجة الروبوت في العديد من البرامج التعليمية في المدارس والجامعات. وقال إن بعض الجهات الحكومية بدأت تحاول إدخال الروبوت في توفير الخدمات، لتعمل لاحقاً على التوسع فيها. واعتبر أنه حالياً لا تتعدى إمكانيات الروبوت المستخدمة في الدولة القيام بالمهام الروتينية، إلا أن المجال مفتوح بالكامل لإمكانيات هائلة يمكن تحقيقها، خصوصاً أن الروبوت يلبي الرؤية التي تبنتها الحكومة لمستقبل الدولة، وأساس عدد من المبادرات التي تبنتها القيادات الرشيدة. وأكد أننا سنصل إلى يوم يصبح فيه الروبوت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، تماماً مثل استخدامنا للإنترنت والأجهزة الذكية في يومنا الحاضر، والتي كانت قبل 10 أو 15 سنة مجرد ترف محصور بكبرى الشركات وأصحاب الأعمال. ولفت إلى أنه على طلبة المدارس والجامعات اعتبار الروبوت كـ«صديق»، وليس كمنافس على «كعكة» الوظائف. ودعا إلى التفتيش عن المشكلات، التي يعاني منها الإنسان والتمعّن فيها، ومن ثم محاولة الابتكار في حلّها عن طريق الروبوت. وأكد أنه على الطلبة عدم التعامل مع الروبوت ككائن غريب آتٍ ليسحب الوظائف من بين أيدي الطلبة، وإنما كفرصة لبروز وظائف جديدة يمكن التسابق نحو امتهانها والإبداع فيها ليكون لهم السبق في الحصول عليها سواء في الإمارات أو في الخارج. دمج المواد الدراسية بالتكنولوجيا يرى الدكتور علاء عشماوي عميد كلية الهندسة في الجامعة الأميركية في دبي، أن التقدّم التكنولوجي سيتيح المجال للروبوت لأخذ حيز كبير في المهن المختلفة، لافتاً إلى أنه في النهاية يبقى موظف المستقبل هو من يبرمج ويقود العملية كاملة خصوصاً في مجال الهندسة والإنشاءات. وأشار إلى أن الجامعة الأميركية تجهز المهندسين الخريجين ليس عبر استخدام الأدوات والأساليب القديمة في العمل، وإنما عبر التدرب على أحدث التقنيات المستخدمة في المجال مثل الخرائط ثلاثية الأبعاد التي تدمج التصميم الهندسي بكيفية تنفيذه والمعروفة باسم BIM. كما أن مهندس المستقبل لم يعد عمله قائماً على الوقوف في الموقع ومتابعة العمال، وإنما الجلوس خلف الشاشة وتوجيه الآلات في كيفية إنجاز وتنفيذ التصميم. وأكد أن الجامعة تدمج في مناهجها المواد الدراسية والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في القطاع، بالإضافة إلى مواد إدارة المشاريع التي يدرسها تقريباً جميع الطلبة في مختلف الاختصاصات، لكي يتخرج الطالب ملماً وقادراً على مواكبة كل جديد. أما من أهم الجوانب التي تركز عليها الجامعة في مختلف الاختصاصات، فهي تعليم الطالب كيف يستمر في تعليم نفسه بعد التخرج، وكيفية تحصيل المعلومات الدقيقة، والتواصل مع المجتمع الأكاديمي والتكنولوجي لضمان التطوير المهني المستمر. وقال الدكتور خليفة السويدي من جامعة الإمارات إن استخدام التكنولوجيا المتطورة في التعليم له إيجابيات كثيرة لكنه يتطلب تغييراً في عقلية إدارة التعليم بشكل عام ودور المعلم بشكل خاص. ولفت إلى أن وظائف المستقبل سيتم التعامل معها في ظل الثورة الإلكترونية، فهناك وظائف ستقوم بها الآلة بدلاً من الإنسان أو تحت إشراف البشر، لذلك فهناك حاجة إلى تعليم يمكن الإنسان للانتقال من وظيفة إلى أخرى بكل سلاسة، لأن سوق العمل سيتغير، ولن تبقى الوظائف التي نعرفها اليوم، والتي يلتحق بها الإنسان من تخرجه حتى تقاعده. 90 في المئة من التقارير الصحفية خلال الـ15 عاماً المقبلة ستُنتَج إلكترونياً الصحفي الروبوت تستخدمه كبرى المؤسسات الإعلاميـــــــــة وينتج قصة جديدة كل 30 ثانية في أكتوبر من عام 2009، نشر مقال رياضي لافت عن فريق «لوس أنجلوس أنجلز» الذي فاز على «بوسطن رد سوكس» في بطولة البايسبول الأميركية، فتأهل لخوض المباراة النهائية ومواجهة الفريق الشهير نيويورك يانيكز. ويعد فوز «أنجلز» في المباراة أمراً استثنائياً يتداخل فيه الكثير من المشاعر والتعاطف، خصوصاً بعد مرور ستة أشهر فقط على مقتل أحد أبرز لاعبيه الصاعدين في حادث سيارة مع سائق مخمور. تمَّ حينها التركيز على هذا النص بحدِّ ذاته دون غيره من عشرات المقالات التي نشرت في الصحف المحلية، لأن الكاتب ليس صحافياً عادياً، إنه روبوت! جاء ذلك في السرد المطوَّل للكاتب مارتن فورد في كتابه الذي نال شهرة واسعة «نهضة الروبوت... التكنولوجيا وتهديد العمالة». استخدم فورد في كتابه العديد من القصص والأمثلة في مختلف القطاعات، والتي تبرز دور الروبوت في المهن اليوم، واحتمالية توسعها بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، ليس فقط في الأعمال اليدوية والخطرة، وإنما في المهمات التي طالما اعتبرت حصرية للإنسان. وشرح فورد أنه استخدم في إعداد النص الرياضي برنامج تقنيات علوم السرد «ستاتس مانكي»، الذي ابتكره عدد من الطلبة والباحثين في مختبر المعلومات الذكي في جامعة نورثوسترن بالولايات المتحدة الأميركية. وقد تم تطوير البرنامج لمكننة المواضيع الصحافية الرياضية، من خلال صياغة المعطيات الموضوعية إلى نص متكامل وصحيح في اللغة والإملاء والقواعد. إلا أن النظام المذكور قد تخطى عملية مجرد سرد الوقائع كما هي، وإنما كتب قصة تتضمن المعلومات بالإضافة إلى الصفات والإسقاطات الأساسية التي قد يضمِّنها أي صحفي رياضي ضمن مقالته. وتستخدم تكنولوجيا علم السرد من قبل كبرى المؤسسات الإعلامية اليوم ومنها «فوربس»، لإنتاج مواضيع في عدد من المجالات منها الرياضة والاقتصاد والسياسة. وينتج البرنامج قصة جديدة كل 30 ثانية تقريباً، ينشر معظمها في عدد من مواقع الإنترنت المعروفة، والتي تفضل إداراتها عدم الإفصاح عن استخدامها لتلك الخدمة. وفي أحد المؤتمرات الإعلامية في العام 2011، توقع مؤسس علوم السرد كريستيان هاموند أن 90 في المئة من التقارير الصحافية خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة سيتم إنتاجها إلكترونياً. وقد تم تطوير «ستاتس مانكي» لاحقاً من خلال فريق يجمع طلبة علوم الكومبيوتر والصحافة، ليخرجوا ببرنامج يتمتع بالذكاء الصناعي أطلق عليه اسم «كويل». وقد أظهر هذا البرنامج أن الوظائف القائمة على المعرفة والمهارات الفكرية التي طالما كانت محصورة بالخريجين من أصحاب المهارات والمهنيين المحترفين، هي أيضاً غير محصَّنة ومعرَّضة للأتمتة. فالتحليل على سبيل المثال يحتاج إلى جمع معلومات من عدد من المصادر، وتصميم نموذج إحصائي أو مالي، ومن ثم كتابة تقارير وعروض مفهومة. وفي حين قد تبدو تلك المهمة هي أقل عرضة للأتمتة، إلا أن الأمر قد تمَّ بالفعل، وسيشهد تزايداً ملحوظاً مع تطور البرامج التحليلية. والأمر الآخر الذي يجعل تلك الوظائف غير صامدة أمام موجة الأتمتة، هو أنها لا تحتاج أكثر من برمجيات معينة لكي تطبق، في حين أن الوظائف الأخرى التي تتطلب مهارات أقل وقدرة بدنية أكبر، تحتاج إلى تجهيزات أكثر تعقيداً. وقد يدفع بهذا الاتجاه عامل آخر مهم هو الشكاوى الصادرة عن أصحاب العمل بخصوص خريجي الجامعات الذين يفتقرون إلى المهارات. ففي عدد من الدراسات المسحية في الولايات المتحدة وبريطانيا تبيّن أن نحو ربع نسبة الخريجين من الجامعات يعانون من ضعف في الكتابة، وأحياناً القراءة. وفي تلك الحالة، فإن البرمجيات الذكية في حال تمكنت في المستقبل من مزاحمة أكثر المحللين كفاءة، فإن نمو الوظائف القائمة على المعرفة لن تبقى بأيدي خريجي الجامعات، خصوصاً الأقل جهوزية لتحديات المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©