فوزية المهيري: نعمل على ترسيخ تراث الأجداد لخدمة مستقبل فتيات الوطن

يعمل مركز أبوظبي النسائي أحد أقسام «نادي تراث الإمارات» من خلال مجموعة البرامج والأنشطة المخصصة له؛ على تعزيز مجموعة القيم الأخلاقية والعادات الأصيلة في نفوس فتيات الدولة، فضلاً عن إحياء التراث والمحافظة عليه لديهن. تدير المركز الأستاذة فوزية المهيري، وتحرص على تنفيذ أهداف وبرامج المركز بغية تحقيق تطلعات النادي في بناء أجيال تعتد بماضيها وتبني حاضرها الذي يقود إلى مستقبل مشرق انبثق مركز أبوظبي النسائي عام 1998 عن «نادي تراث الإمارات» الذي تأسس في سبتمبر من عام 1993 برئاسة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وتنضوي تحت لوائه مجموعة فروع نسائية في مدن ومناطق إمارة أبوظبي. إيماناً منه بأهمية المساهمة في إعداد فتيات الدولة إنسانياً وثقافياً واجتماعياً- أسرياً، وتأكيداً على دورهن المستقبلي في بناء الأسرة والمجتمع. النشأة والتأسيس منذ سبعة عشر عاماً وحتى يومنا هذا يتابع المركز تنفيذ برامج الأنشطة التي تقرها إدارة النادي من خلال «إدارة الأنشطة»، ويواصل نجاحه في تحقيق الأهداف التي تأسس لأجلها. حول تأسيس المركز تقول مديرته فوزية المهيري: «تأسس مركز أبوظبي النسائي عام 1998 ليساهم في نشر وترسيخ تراث الآباء والأجداد لدى بناتنا طالبات مدارس الدولة لخدمة مستقبلهن وتأهيلهن ليصبحن عضوات فاعلات في المجتمع في إطار من ثقافة وتراث الدولة، وبما يتواكب مع طبيعة العصر ومتطلباته. فساهم المركز خلال سنواته المنصرمة في غرس وإحياء مجموعة من القيم والعادات الأصيلة في نفوس الفتيات وشغل أوقات الفراغ لديهن بما يعود عليهن بالفائدة، من خلال برامج تثقيفية عديدة تقام دورياً داخل المركز وفي معظم مرافق النادي في فصلي الصيف والشتاء، فضلاً عن تنمية مهاراتهن في مجالات (الآداب والعلوم والمعارف والفنون والأعمال اليدوية والرياضة) والاهتمام بالمستوى الدراسي لمتدربات الفرع ودفعهن نحو التفوق والنجاح». أهداف سامية إلى جانب الهدف الأعلى المتمثل في المحافظة على تراث الدولة وتعزيز الأخلاقيات والثقافة لدى الفتيات، ثمة أهداف سعى المركز نحو تحقيقها، تشير إليها المهيري، وتقول: «يهدف المركز إلى تأكيد الالتزام بتراثنا وإثراء النفس بكل معطيات الثقافة والمعرفة والعلوم المتعلقة بذلك، ونشر الثقافة الفكرية لتعميق الحس الوطني لدى عضواته فتيات الدولة، وغرس المثل الأصيلة في أوساطهن والارتقاء بمستوى الوعي لديهن للالتزام بالقيم النبيلة، بحيث تستفيد من برامجه وأهدافه كافة طالبات الدولة من فتيات الإمارات ليس في أبوظبي وحدها بل في كافة إمارات الدولة (تتم دعوة طالبات المدارس للقيام برحلات إلى جزيرة السمالية أو عمل مخيمات ومعسكرات داخلها). وبذلك يبرز تعميق الانتماء الوطني لدى بناتنا وتعريفهن بتاريخ وطنهن وتراث أجدادهن كهدف أسمى يؤكده النادي دائماً». برامج تراثية يحقق المركز جملة أهدافه الساعي إليها من خلال تنظيم مجموعة برامج متعلقة بالتراث والمعاصرة، تشير إليها المهيري، وتقول: «يخصص المركز مجموعة من البرامج التي تندرج في سياقين: تراثي وحديث. وتنفذ هذه البرامج خلال شهور العام شتاءً وصيفاً. ويكون الدوام في فترة الدراسة مسائيا، وفي إجازة نهاية الأسبوع يكون صباحيا. بينما في الربيع والصيف تنفذ البرامج غالباً في الصباح». تضيف: «نقوم بإطلاق دورات تستمر لمدة 3 أشهر، وهي عبارة عن ورشات تراثية مثل «العادات والتقاليد» التي تعتبر إحدى أهم الدورات المسلكية والاجتماعية المهمة للطالبات. وورشة التدريب على المهن التقليدية القديمة، مثل «التلي» وكيفية حياكته واستخداماته. وكذلك «الخوص» وأدواته وطريقة صنعه. إضافة إلى ورشة إنجاز المشغولات اليدوية، وورشة الحنّاء، والمأكولات المحلية، وكيفية صنع الألعاب الشعبية، وغيرها من الدورات التي تتم جميعها بإشراف استشاريات إماراتيات من ذوات الاختصاص». حداثة ومعاصرة تضيف المهيري موضحة مجالات البرامج العصرية: «ثمة برامج حديثة ومعاصرة مخصصة لبناتنا عضوات النادي تغطي المجالات الفكرية والثقافية والعلمية تتصل بعلوم الكمبيوتر والفلك والمسابقات العلمية والأدبية، كتشجيع الطالبات على المطالعة من حيث إعداد المسابقات للتلخيص واختزال قراءاتهن في إطار مسابقات ثقافية تشجيعية. وكذلك إجراء الدراسات والبحوث واستخدام مكتبة مصادر المعلومات وشبكة الإنترنت، وفنون الرسم والأعمال اليدوية الحديثة، ودورات في إعادة التصنيع وتدوير النفايات، ورحلات تثقيفية إلى مركز زايد العدل، وصالة الفلك، وباقي مرافق النادي، إضافة إلى برنامج الرياضات القديمة- الحديثة مثل: الفروسية والرماية والسفينة التراثية والشراع الرملي والألعاب المتنوعة التي تؤثر إيجاباً على نمو واتزان الطالبات النفسي والجسدي، وتعمل على تنمية قدراتهن وتعزز روحية الجماعة والتعاون». أنشطة وفعاليات يخصص المركز النسائي كافة فعالياته لاستحضار ماضي الجدات وحياتهن اليومية في كافة المرافق التي يقيم فيها أنشطته خاصة جزيرة السمالية التي تتوفر فيها البيئات البحرية والبرية والزراعية، لتتعرف الحفيدات على تفاصيلها، تقول المهيري في ذلك: «تقام للطالبات معسكرات تراثية متنوعة في السمالية قوامها الاهتمام بالتراث، يطلعن خلال تلك الفعاليات على حياة الأجداد اليومية وتاريخ المنطقة من خلال مرافق الجزيرة التي تطلق فعاليات لا حصر لها تتصل بالفروسية والرماية والتعرف على الهجن ومناحل العسل، ودورات بيئية لاتقان المهن القديمة لدى الجدات، وممارسة الألعاب الشعبية. وهناك نشاط الرحلات إلى قرية بوذيب للقدرة للمشاركة بسباق الفروسية ومتابعة عروضه الشيقة، وإلى سويحان للمشاركة في سباق الإبل والمزاينة، ورحلات أخرى لمتابعة السباقات البحرية (المحامل والشراعية والتجذيف)، ورحلات منتظمة إلى القرية التراثية لتعريف الطالبات بالمهن التقليدية سباق الزوراق الشراعية». تضيف المهيري: «تتوقف الأنشطة في فترة الامتحانات ثم نعاود النشاط وبشكل مركز لمدة شهرين في الصيف حيث تتنوع الأنشطة والبرامج ويتم استقبال أعداد كبيرة من الطالبات ويتم عمل دورات تربوية ومحاضرات صحية ودينية إضافة إلى البرامج الترفيهية المتنوعة والرحلات والمخيمات في السمالية، مع مراعاة تأمين أجواء باردة ومكيفة لاتقاء حرارة شمس الصيف». وبذلك تجني فتيات الدولة فائدة كبيرة من التظاهرات التراثية التي يتصدى لها مركز أبوظبي النسائي من خلال ‹›نادي تراث الإمارات›› عبر تنفيذ برامج فكرية وثقافية وأنشطة تراثية تربطهن بوطنهن لتحقيق شعار المواطنة الحقيقية. فضلا عن ترسيخ أهداف عظيمة في نفوسهن من خلال تثقيفهن كجيل يافع بتراث الآباء والأجداد. جديد X جديد - شارك مركز أبوظبي النسائي في ملتقى «الثريا» الذي اختتم فعالياته مؤخراً. - المركز حالياً بصدد إعداد مفاجآت متنوعة تحقق لعضواته المتعة والفائدة معا. - تطلق إدارة المركز فور انتهاء امتحانات العام الدراسي (في صيف 2010) دورات متنوعة تراثية ومعاصرة. - يستعد المركز منذ الآن لتحضير سلسلة أنشطة وفعاليات يدرجها لعضواته خلال ملتقى «السمالية» في فصل الصيف.