عدد اليوم
شادي صلاح الدين (لندن)
نظم العشرات من أبناء الجالية الصومالية في العاصمة البريطانية، لندن، مظاهرة وسط المدينة تطالب النظام القطري بوقف التدخل في شؤون بلادهم، محملين تميم وحكومته مسؤولية تدهور الأوضاع في الصومال.
وحمل المتظاهرون لافتات، كتبت عليها «لا لدعم الدكتاتورية»، و«لا لدعم الإرهاب»، «وفارماجو لا يأبه»، و«فارماجو ليس إنساناً»، و«قطر دولة ترعى الإرهاب»، «فلتخرج قطر من الصومال»، «أبعدوا الضرائب البريطانية عن أيدي الطغاة الصوماليين»، و«المال السياسي القطري يقتل الأبرياء في الصومال»، مرددين هتافات معادية للنظام القطري، منددين بالتدخل القطري في الشأن الصومالي.
كما حمل المتظاهرون صور عدد من المواطنين الصوماليين، الذين قتلوا على يد تنظيم الشباب الإرهابي الذي يتلقى دعماً من نظام تميم.
كانت معلومات استخباراتية كشفت تمويل تميم لحركة الشباب الإرهابية التي تأسست عام 2004 داخل الصومال، وتسببت عملياتها في مقتل عشرات الآلاف، ووسعت من أنشطتها الإرهابية عبر الحدود، لتستهدف كينيا على وجه الخصوص، بالإضافة إلى عدد من دول الجوار.
وطالب المتظاهرون الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو بالتنحي عن السلطة فوراً، مؤكدين أنه أصبح لعبة في يد القطريين، وينفذ أجندتهم الخاصة.
واعتاد الرئيس الصومالي في الفترة الأخيرة القيام بعدة زيارات غامضة إلى قطر، حيث زار الدوحة مؤخراً في زيارة هي الثالثة له منذ وصوله إلى سدة الحكم في عام 2017. وبلغ حجم الأموال التي يحصل عليها فرماجو من نظام الحمدين نحو 73 مليون ريال قطري. كما منح تميم النظام الصومالي مبلغ 20 مليون دولار في شهر فبراير الماضي.
ومع تجاهل المجتمع الدولي، وغضه الطرف عن الروابط الغامضة القائمة بين النظام القطري والحكومة الموالية لها في مقديشو، يتواصل تدفق الإمدادات القطرية من الأسلحة والأموال على حكومة فرماجو، من أجل أهداف خفية قد تؤدي إلى انفجار الوضع الأمني في الصومال مجدداً.
وعلمت «الاتحاد» أن المظاهرات التي جرت في لندن ضد فرماجو وقطر، تعتبر أوسع مظاهرات نظمتها الجالية في الفترة الأخيرة.
وتعاني الصومال أزمة سياسية كبيرة، حيث تشهد شوارع العاصمة مقديشيو مظاهرات بصورة شبه مستمرة. وكان متظاهرون غاضبون أشعلوا النار في إطارات السيارات في بعض شوارع العاصمة مقديشو، احتجاجاً على اعتداءات القوات الحكومية المستمرة على سائقي عربات «التوك توك»، الذين قتل الكثير منهم خلال الأشهر القليلة الماضية، دون اتخاذ الحكومة الصومالية أي إجراءات لمحاسبة المسؤولين عن قتلهم.
ويخشى المتظاهرون من استمرار سعي نظام الحمدين بكل قوة للسيطرة على مفاصل الصومال، واستغلال موافقة رئيسها فرماجو على كل المطالب القطرية، لتحقيق مخططه التخريبي في القارة الأفريقية، وتحويل مقديشو إلى مركز لوجستي لنشر التطرف بالقارة السمراء، وخاصة مع تجاهل الدوحة مؤخراً الحظر الدولي المفروض على تسليح الجيش في الصومال، وسلمت الجيش الصومالي 68 مدرعة.
