الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زايد سخَّر ثروة النفط للبناء وتأمين مستقبل الأجيال

زايد سخَّر ثروة النفط للبناء وتأمين مستقبل الأجيال
29 مارس 2018 19:51
بسام عبد السميع (أبوظبي) «صنع المستحيل وأسس دولة عظيمة، وطنيٌ عربيٌ إسلاميٌ إنسانيٌ، مواقفه بطولية، حكيم عصره وزمانه، شخصية يندر تكرارها، رافقته أياماً جميلة وستبقى ذكريات وحاضر ومستقبل، زرع فينا الصرامة، والشجاعة، والثقة، والرضا بالقضاء والقدر، والأمل، والحلم، وكان جامعة نتعلم جميعاً منها، إنه زايد الأمة، زايد الحكمة والخير والعطاء».... عبر تلك الصفات والمعاني، تناول الإعلامي خليل عيلبوني مدير مكتب معالي الدكتور مانع العتيبة، المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، محاضرته «زايد والنفط» في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. وألقى عيلبوني محاضرته، بحضور سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ونخبة من المفكرين والمثقفين، ولفيف من الكتاب والصحفيين، وعدد من الدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة، وذلك مساء يوم الأربعاء الموافق 28 مارس 2018 قدم عيلبوني الشكر إلى سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، على توجيه الدعوة إليه للحديث عن رؤية المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، (طيب الله ثراه)، للنفط، مثمناً الدور المهم الذي يقوم به المركز في دعم صانع القرار وفي خدمة المجتمع، منوهاً بأن المركز بات صرحاً علمياً وبحثياً كبيراً، ليس على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية فقط، وإنما على مستوى العالم أيضاً. زايد الجامعة وأكد عيلبوني أن الشيخ زايد، رحمه الله، كان جامعة تعلم فيها كثيرون، مشيراً إلى أنه نفسه طالب وتلميذ مجتهد في جامعة الشيخ زايد، مشيراً إلى مقولة الشيخ زايد التي ذكر فيها: «إذا كان الله قد مَنَّ علينا بالثروة فإن الواجب علينا أن نسخر هذه الثروة لصالح الشعب»، حيث رأى أن النفط كان عبارة عن وسيلة من الوسائل لبناء الدولة، وكان يعرف أن هذه الثروة ستنضب في وقت ما، لذلك أكد أن الاستمرار في مجرد إنتاج النفط وبيعه ليس أمراً مفيداً، ولا بد من البحث عن وسائل أخرى للاستفادة منه بشكل كامل، كما كان سموه حريصاً أيضاً على أن يكون للنفط سعر عادل يُستخدم جزء منه في بناء الدولة والجزء الآخر يستثمر لصالح الأجيال القادمة. وذكر المحاضر، أن الشيخ زايد رأى أنه ينبغي الاستفادة من النفط في إنشاء قطاع صناعي متطور، باعتبار الصناعة من مصادر الدخل، وقد تجسد ذلك في أن أول وزارة للنفط تم تأسيسها بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة حملت مسمى (وزارة النفط والصناعة)، كما رأى سموه أنه ينبغي الاستفادة من الغاز والذي كان يتم حرقه، إذ رأى سموه ضرورة تسييله واستخدامه، الأمر الذي كان يعكس وعياً كبيراً بضرورة الاستفادة من ثروة النفط بصورة كاملة وعدم إهدار أي جزء منها. ترشيد الإنتاج وأشار عيلبوني، إلى حرص الشيخ زايد على ترشيد إنتاج النفط بهدف الحفاظ على هذه الثروة، حيث كان سموه يؤكد دائماً ضرورة عدم إرهاق حقول النفط من خلال إنتاج كميات كبيرة، ليؤكد بذلك رؤية ثاقبة واستراتيجية في كيفية التعامل مع الثروة النفطية، فالهدف هو الحفاظ عليها واستثمارها بشكل صحيح يفيد في بناء الدولة من دون أن يضيع حق الأجيال القادمة. وتحدث عيلبوني عن الموقف العظيم الذي اتخذه الشيخ زايد في حرب أكتوبر عام 1973، إذ أصر على قطع كامل للنفط عن الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية التي تدعم إسرائيل في مواجهة مصر وسوريا، فلم يوافق سموه على اقتراحات بقطع نسبة 5% أو 10% من إنتاج النفط، وإنما أصر على أن يكون قطعاً كاملاً، حيث تم الإعلان في 17 أكتوبر عام 1973 أن أبوظبي تقطع النفط عن أميركا والدول الغربية، وذلك اعتباراً من اليوم التالي مباشرة، الأمر الذي كان له صدى كبير لدى القادة العرب، حيث أكد الرئيس الجزائري آنذاك هواري بومدين، أن قرار الشيخ زايد بقطع النفط يعد موقفاً بطولياً يعكس روح التضامن العربي. وأكد المحاضر، أن قطع النفط لم يكن فقط هو كل ما قام به الشيخ زايد أثناء حرب أكتوبر 1973، حيث أرسل مبعوثين إلى الرئيس المصري محمد أنور السادات، والرئيس السوري حافظ الأسد، ليبلغهما أنه يضع كل إمكانياته تحت أمرهما، وأضاف المحاضر أن الشيخ زايد قدم الكثير، وسيأتي اليوم الذي سيُكشف فيه عن حجم المساعدات التي قدمها، حيث كان سموه عربياً قومياً وطنياً إنسانياً. قيام الدولة وأكد عيلبوني، الذي كان له شرف إذاعة إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الشيخ زايد كان حريصاً على عدم اعتماد النفط كمصدر وحيد للدخل، إضافة إلى وعيه لاستغلال الغاز الناجم عن عمليات الحفر في الإنتاج والبيع بدل الحرق. وتناول عيلبوني رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للنفط منذ تسلّمه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966، وتطور هذه الرؤية في ظل اهتمامه الكبير بالإدارة المثلى للثروة النفطية، وقد شمل ذلك الاهتمام بالغاز وصناعة النفط، وتحقيق أسعاره العادلة. وتابع: «لقد صرح المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) في أكثر من مناسبة بأن الثروة النفطية ملك للشعب، وشدد على أن النفط إلى زوال، لذا يجب علينا التفكير بمستقبل الأجيال القادمة، وتسخير هذه الثروة لخلق مصادر جديدة للدخل. وقال عيلبوني: «جئت إلى أبوظبي قادماً من القاهرة مطلع يناير 1971، وكانت جزيرة صغيرة، وصحراء لا يوجد فيها سوى شارع يمتد من المطار إلى المدينة، وشارع حمدان، وشارع زايد الثاني، ما حدث في أبوظبي وقيام اتحاد الإمارات لم يكن يجاريه الخيال، فزايد صنع المستحيل». أقوال زايد وأضاف:«التقيت بالشيخ زايد، لأول مرة في مدينة العين، وشاهدته كيف يتحدث مع المواطنين، ويشعر بآلامهم، ويخاطبهم بأسمائهم، فقد كان قريباً من الناس فلا حراسة ولا حجب». وأوضح عيلبوني، أن التاريخ أثبت حكمة زايد ورؤيته الثاقبة ونظرته المستقبلية العميقة، وحرصه على بناء دولة قوية واقتصاد قوي تتعدد فيه مصادر الدخل، وكان حريصاً على ابتعاث الشباب من أبناء الوطن ليدرسوا الاختصاصات التي تحتاجها نهضة الإمارات، كما وجه للاهتمام بالصناعة عامة، وليس الصناعة التي تقوم على البترول فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©