الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء يؤكدون أهمية دمج أطفال التوحد في المجتمع

خبراء يؤكدون أهمية دمج أطفال التوحد في المجتمع
23 ابريل 2010 20:29
لم تتوقف الجهود البحثية الطبية والنفسية عن محاولات إيجاد طرق ووسائل وأساليب عملية لعلاج وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بما يتناسب ونوع الإعاقة، أو حول جدوى إدماجهم في المجتمع مع نظرائهم من الأسوياء.فالطفل التوحدي يحتاج لرعاية خاصة من ذويه، وليس من المنطق بطبيعة الحال أن ننتظر منه أن يصل في معامل ذكائه للطفل السوى. ومن ثم اجتهد الباحثون نحو إكساب هؤلاء الصغار المهارات الأساسية وتنمية حصيلتهم اللغوية، وزيادة معلوماتهم وخبراتهم الاجتماعية التي تمكنهم من التواصل مع البيئة التي يعيشون فيها. ومن ثم تباينت وجهات النظر حول تجارب دمج الطفل التوحدي مع غيره من الأسوياء ما بين مؤيد ومعارض، إلا أن هذه الجهود انصبت نحو استخدام وتطوير أساليب التواصل غير اللفظية مع الأطفال التوحديين الذين لايستطيعون الكلام، وظهرت نظريات عديدة تبنتها مراكز تأهيلية مختلفة في كافة أنحاء العالم. يشير الدكتور علي هنداوي استشاري طب الأطفال بمركز الهنداوي الطبي في أبوظبي إلى طبيعة برامج تأهيل أطفال التوحد قائلاً “ لكل طفل كيانه وتركيبته الخاصة التي تختلف من طفل لآخر. وأطفال متلازمة داون مثلاً ليس لديهم مشكلة خاصة بهم من ناحية التخاطب بشكل عام، ويسهل عليهم اكتساب مفردات جديدة أكثر من استطاعتهم ربط هذه المفردات والكلمات لتكوين جملة صحيحة. وهذا يعني أن المتخصصين في مجال علاج النطق يستطيعون استعمال خبراتهم وقدراتهم في علاج مشاكل التخاطب بتصميم برامج العلاج بشكل فردي مبني على قدراته ومهارات الطفل اللغوية بعد التقييم الكامل له. ومن المهم إشراك العائلة في برنامج العلاج. وخلال المرحلة الدراسة يجب أن يكون علاج التخاطب والنطق متعلّقا بالمرحلة التعليميّة للطفل وحاجاته في التواصل في الفصل وحاجات المواد التي تدرس له”. ويضيف الدكتور هنداوي:” أن الأساس في عملية التواصل والتخاطب هو التفاعل الاجتماعي، وبعض المهارات العامة مثل تبادل الأدوار في الحديث بين الطفل ومدربة عن طريق اللعب والتقليد والتمثيل، ويمكن أن يصمم البرنامج العلاجي بناء على أساس مهارات الطفل اللغويّة، لذلك فالعلاج قد يستهدف مهارات سمعيّة أو تخاطبية ومهارات النطق وحركة الفم واللسان، ومن الممكن استعمال التدريب على مهارة معينة لدعم وتقوية مهارة أخرى كاللغة التعبيرية أو الشفوية أو لغة الكتابة، ومن الممكن أن يعدل البرنامج فيجعل البرنامج على أساس المقررات التي يدرسها الطفل في المدرسة”. العلاج التحليلي كما تشير الدكتورة موزة المالكي، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة الدوحة إلى برنامج تأهيلي واسع الانتشار، ويساعد على تعلم أطفال التوحد وتيسير اندماجهم التعليمي مع الأسوياء، يسمى برنامج “لوفاس”، وتقول” ظهرت عدة طرق لعلاج التوحد منها ما هو مبني على العلاج الطبي، أو العلاج النفسي باستخدام الموسيقى واللعب، أو العلاج السلوكي مثل برنامج LOVAAS، أستاذ الطب النفسي بجامعة لوس أنجلوس، عام 1978، وهو برنامج يعتمد على العلاج التحليلى السلوكي أو تحليل السلوك Behavior Analysis Therapy، وهذا النوع من التدخل قائم على النظرية السلوكية والاستجابة الشرطية بشكل مكثف ولا تقل مدة العلاج عن أربعين ساعة في الأسبوع ولمدة عامين على الأقل، ويُركز هذا البرنامج على تنمية مهارات التقليد لدى الطفل، وكذلك التدريب على مهارات المطابقة Matching واستخدام المهارات الاجتماعية والتواصل. ولقد أكدت بعض البحوث إلى النجاح الكبير الذي حققه استخدام هذا البرنامج في مناطق كثيرة من العالم. ويعتبر البرنامج الأشهر على المستوى العالمي الذي حقق نتائج إيجابية. ولأن النتائج كانت مشجعة عمل لوفاس وتلاميذه على إعداد برنامج يعتمد على فكرة التدريب على المهارات المحددة مع التكرار للوصول إلى درجة الإتقان، وكانت المهارة التي يريد تعليمها تجزأ إلى مهارات جزئية ينتقل من مرحلة إلى أخرى تدريجياً وهذا كان ميلاد ما عرف بالتدريب من خلال المحاولات المنفصلة. وبعد سنة من التدريب اكتسب الأطفال المهارات المستهدفة، لكن وبعد عودتهم إلى البيئات الطبيعية خسروا كل ما تعلموه لأن التعليم كان في بيئة مغلقة تختلف عن البيئة الطبيعية لذا أصبح هدف التدريب هو إيجاد بيئة قريبة من البيئة الحقيقية لتدريب الأطفال. ويركز على السلوك الحالي للطفل التوحدي أكثر من التركيز على القضايا التشخيصية كما انه يركز على الوضع الراهن للطفل ولا يهتم بتاريخ الحالة وأسبابها، ويهدف البرنامج إلى تمكين الطفل من الاستفادة من طرق التعليم العادية وإن انخفضت قدراته بشكل أقل من المتوسط، وتعديل وتطوير البيئة التعليمية للطفل”. وسائط الدمج تقول هاجر الحوسني الأخصائية النفسية بمنطقة أبوظبي التعليمية “ ما من شك أن دمج أطفال التوحد في المدارس العادية، وإشتراكهم مع أقرانهم الأسوياء يسهمان في تحقيق إنعكاسات نفسية واجتماعية إيجابية على أطفال التوحد، ومن شأنهما أن يعززا جوانب النمو العقلي والنفسي والإنفعالي واللغوي لديهم، ويمكن ذلك من خلال دمج الأطفال من ذوي الاضطرابات الانفعالية البسيطة في الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية، حيث يتلقى هؤلاء الأطفال البرامج التربوية المناسبة لهم في الصفوف الخاصة، مع الاستعانة ما أمكن بالوسائل المتوافرة، وبتهيئة الجو المدرسي العادي في المدرسة العادية على أساس قيام هؤلاء الأطفال بدراسة البرامج والمناهج المقدمة للأطفال العاديين في الصفوف العادية، مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات هؤلاء الأطفال في الصف العادي. ويمكن أيضاٍ الإستعانة بالعلاج بالعمل هو أحد الأساليب الهامة في علاج ذوى الاحتياجات الخاصة بصفة عامة وأطفال التوحد بصفة خاصة وهو عبارة تعويد الطفل على ممارسة مجموعة من الأنشطة والمهارات المتعلقة بالعمل والتي تسهم في تطوير الطفل ذوى الاحتياجات الخاصة وزيادة استعداده للاستقلالية وتعويض العجز الناتج عن الإعاقة، كما انه يركز على الكيفية التي يقضي بها ذوى الاحتياجات الخاصة أوقاتهم كي ينجزوا الأدوار المنوطة بهم في الحياة ضمن بيئات متعددة. والعلاج بالعمل يساعد بلاشك في تحسين أداء المعاق، والتغلب على جوانب القصور والعجز الناتجة عن الإعاقة، ويحقق أهدافاً جمة منها التعرف على مدى استجابة الأطفال للعمل، وتدريبهم على بعض المهارات الأساسية، وتعويدهم على العمل والاعتماد على النفس، وتنمية التواصل لدى طفل التوحد، وتنمية التآزر البصري الحركي، وتنمية عملية الإنتباه، وتفريغ الطاقة الزائدة وفي حالات عديدة تساعد في علاج فرط النشاط الحركي”. وتشير الحوسني إلى أهمية العلاج الحسي الحركي الذي يساعد على استقلالية طفل التوحد فى الحياة العملية والانخراط بشكل ايجابي في المجتمع . وبواسطة هذا النوع من العلاج يستطيع الطفل أن يعطي لحركاته معنى وظيفياً من الناحية الحسية والحركية، فضلاً عن العلاج التثقيفي بعرض الأفلام والقصص الهادفة التى يستطيع أن يدركها طفل التوحد كل على قدر حالته. صعوبات وشروط يجب أن ندرك ويدرك العاملون فى مجال التربية الخاصة أن طفل التوحد لا يستطيع أو بمعنى أدق هو ضعيف فى الخيال وبالتالي هو غير قادر على ابتكار العاب بشكل عام والعاب رياضية بشكل خاص وبالتالي لابد من وجود شخص يقوم بابتكار الألعاب الرياضية وتصميمها ليس على مستوى المادة فقط ولكن على مستوى الأداء وطريقته ولابد أن تكون مناسبة للطفل وقدراته.فمن الملاحظ أن طفل التوحد طفل عنيد وفى غالب الأوقات يرفض الجديد لأنه أيضاء نمطي روتيني وبالتالي عند محاولة تدريبه على ممارسة اللعبة الرياضية لابد من مراعاة ذلك. ويجب أن تكون البرامج الرياضية المقدمة لطفل التوحد ضمن مشتقات برنامج تنمية المهارات المصمم للطفل ولا تكون بصورة عشوائية حتى تصل إلى أهدافها الحقيقية التي قام مصمم البرنامج بوضعها من أجله، ويجب أن تكون برامج التربية البدنية لها أهداف محددة مثل ضبط بعض السلوكيات لدى الطفل ويمكن معرفة نجاح هذه البرامج من معرفة مدى التقدم فى قدرة الطفل التوحدى فى القدرة على ضبط هذه السلوكيات. ويمكن استخدام برامج أخرى مساعدة مع برامج التربية البدنية أو بمعنى أدق دمج جزئيات البرنامج العام للطفل لتحقيق أهداف مشتركة على سبيل المثال استخدام الموسيقى وهى جزء من البرنامج العام للطفل فى مساعدة الطفل على القيام بحركات على أنغام هذه الموسيقى وبالتالي نستطيع تحقيق هدف موسيقى وهدف عام وهدف رياضي فى نفس الوقت.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©