عدد اليوم
شادي صلاح الدين (لندن)
رجح مستشار طبي رئيس للحكومة البريطانية انتهاء التجارب على لقاح فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» بحلول منتصف أغسطس المقبل، لافتاً إلى أن «اللقاح جاهز للاختبار وتم حقن أول إنسان به يوم الخميس الماضي».
وأوضح البروفيسور السير جون بيل، عضو فريق العمل الجديد للوصول إلى لقاح فيروس كورونا المستجد، والذي تدعمه لندن: «إن تجارب الاختبارات البشرية بدأت بالفعل في جامعة أكسفورد الأسبوع الجاري»، لكنه أكد أن السؤال الحقيقي لم يكن متى سيصبح اللقاح متاحاً، وإنما هل سيكون فعالاً أم لا؟
وتابع أستاذ الطب بجامعة أكسفورد: «سيتم اختبار اللقاح بمجرد تطعيم عدد كبير من الأشخاص وتعريضهم للفيروس واحتساب عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس بين من تم حقنهم»، مضيفاً: «إذا سارت الأمور على المسار الصحيح وثبتت فعاليته، فعندئذ أعتقد أنه من المعقول أن نعتقد أنه سيكون من الممكن الانتهاء من التجارب على اللقاح بحلول منتصف أغسطس».
وذكر السير بيل أن اللقاح المرشح الذي يتم اختباره في جامعة أكسفورد تم حقن إنسان به للمرة الأولى يوم الخميس الماضي، بعد مجموعة واسعة من دراسات السلامة.
واستطرد: «إذا تمكنا من رؤية دليل على استجابة مناعية قوية بحلول منتصف أو نهاية مايو، فإنني أعتقد أن الأزمة ستكون قد انتهت»، لافتاً إلى أن الخطوة التالية ستكون عندئذ «هي التصنيع على نطاق واسع وتوفير مليارات الجرعات».
ويأتي ذلك في الوقت الذي انتشرت فيه تقارير متضاربة حول الموعد الذي سيتاح فيه لقاح للوباء الذي حصد أرواح أكثر من 157 ألفاً حول العالم، حيث قال كبير المستشارين العلميين في رئاسة الوزراء، السير باتريك فالانس، «لن يكون هناك لقاح جاهز قريباً». لكنه اعتبر أن الأزمة في بريطانيا تتباطأ، على الرغم من إعلان 888 حالة وفاة جديدة مساء أمس، فيما تخطت حالات الوفاة في البلاد 15 ألف حالة.
وبلغ إجمالي عدد المصابين بالفيروس في أنحاء العالم مليونين و273 ألفاً، فيما تعافى 580 ألف شخص، ثلثيهم في الصين وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وفرنسا، وهي أيضاً الأكثر تضرراً بالوباء، حيث يزيد عدد المصابين في الدول الست على نصف أعداد المصابين عالمياً.
وأطلقت الحكومة فريق عمل لدعم العلماء في محاولاتهم لإيجاد لقاح ينقذ حياة الملايين حول العالم. ويعمل علماء جامعة أكسفورد بالفعل على إعداد مليون جرعة من اللقاح ليكون متاحاً بحلول سبتمبر لأنهم «واثقون من أن اللقاح سيثبت نجاحه».
وأكد باحثون بارزون أن ما يصل إلى 510 متطوعين بريطانيين يمكن إعطاؤهم الجرعة الأولى من لقاح مضاد لفيروس كورونا خلال الأسبوع المقبل.
وجاءت هذه التعليقات وسط ضغوط متزايدة على الحكومة لتوفير معدات الحماية الشخصية لموظفي الخطوط الأمامية في المستشفيات ودور الرعاية، بعد أن اتضح أن مديري هيئة خدمات الصحة العامة طلبوا من الأطباء والممرضات العمل من دون أثواب واقية كاملة عند علاج مرضى الفيروس.
وقال كريس هوبسون، الرئيس التنفيذي لمقدمي هيئة الخدمات الصحية الوطنية: «إن المخزون الوطني من الملابس الواقية الكاملة سينفد قريباً».
وتسعى حكومة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون للتعجيل بإنتاج لقاح وأدوية لفيروس كورونا باعتباره خطوة حاسمة لإنهاء القيود المفروضة على تحرك المواطنين في مختلف أنحاء بريطانيا، والتي أدت إلى ما يشبه الشلل للاقتصاد البريطاني.
وأعلنت الحكومة، مساء أمس الأول، تشكيل قوة العمل المكونة من شركة «أسترا زينيكا» البريطانية للأدوية وصندوق «ويلكوم» لتنسيق جهود مراكز الأبحاث الأكاديمية وشركات الأدوية من أجل الوصول إلى لقاح مضاد للفيروس وعلاج له. وإلى جانب 250 مليون جنيه إسترليني (312 مليون دولار، تم التعهد بها لتمويل البحث عن لقاح) تم رصد 14 مليون جنيه إسترليني لتمويل 21 من المشروعات البحثية، بما في ذلك مشروع تجربة استخدام عقار لعلاج الملاريا في علاج كورونا المستجد الذي تنفذه أيضاً جامعة أوكسفورد.
