"كارلايل" تستحوذ على حصة أقلية في "سيبسا"

حاتم فاروق (أبوظبي)

أعلنت كل من شركة مبادلة للاستثمار «مبادلة»، شركة الاستثمار الاستراتيجي التابعة لحكومة أبوظبي، ومجموعة «كارلايل»، المسجلة في بورصة ناسداك باسم CG، أن صناديق استثمارية تابعة لـ «كارلايل» سوف تستحوذ على حصة أقلية في شركة «سيبسا»، المملوكة بالكامل لـ«مبادلة»، في صفقة قد تصل قيمتها إلى 4.8 مليار دولار (ما يعادل 17.7 مليار درهم).
وبموجب الصفقة - التي سوف تخضع لموافقات الجهات التنظيمية المعنية، ويتوقع اكتمالها بنهاية العام الحالي 2019 - ستستحوذ «كارلايل» على حصة تتراوح بين 30% و40% في «سيبسا» التي تعد أكبر شركة خاصة في مجال عمليات النفط والغاز على مستوى القارة الأوروبية، تقدر قيمتها السوقية بنحو 12 مليار دولار (أكثر من 44 مليار درهم).
وكانت «مبادلة» قد اتبعت استراتيجية لبيع هذه الحصة في «سيبسا» من خلال اعتماد خيارين أساسيين، تمثل الأول بطرح اكتتاب عام في سوق المال في مدريد، والثاني من خلال السعي لإبرام صفقة خاصة مع أحد الشركاء المحتملين.
وقال مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات في «مبادلة»: «نحن سعداء بهذا الاتفاق مع «كارلايل» وانضمامها إلينا كشريك في «سيبسا»، خاصة أن «كارلايل» تتمتع بسمعة مرموقة كشركة استثمار عالمية تدير استثمارات ضخمة في قطاع الطاقة العالمي».
وأكد الكعبي لـ«الاتحاد» أن عملية إتمام الصفقة جاءت في توقيت مناسب للطرفين، لافتاً إلى أن الصفقة تتماشى مع استراتيجية «مبادلة» الاستثمارية في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات، بعدما سجلت «سيبسا» أعلى مستويات من الربحية، واحتلت المركز الرابع بين أكبر الشركات الإسبانية من حيث الأعلى في الإيرادات، لافتاً إلى أن «سيبسا» تعد في الوقت الراهن إحدى الشركات العالمية المتخصصة في مجال الطاقة، حيث تغطي أعمالها جميع مراحل سلسلة القيمة في صناعة الهيدروكربونات، إضافة إلي أنها تعمل في مجال الطاقة المتجددة وتصنيع المنتجات من المواد النباتية الخام.
وأوضح الكعبي أن هناك اتفاقاً بين «مبادلة» و«كارلايل» على قوة أعمال «سيبسا» والفرص التي تمتلكها للنمو، حيث يعمل لدى الشركة حالياً أكثر من 10 آلاف موظف في أكثر من 20 دولة حول العالم، وتمتلك وتدير أكبر شبكة لتوزيع الوقود والمحروقات والتي تضم نحو 1824 محطة خدمة في إسبانيا والبرتغال، فضلاً عن كونها أكبر منتج عالمي لمادتي «الكيل البنزين الخطي» و«كيومين»، وثاني أكبر منتج لمادة «الفينول»، إلى جانب أنها أكبر جهة مشغلة لثاني أكبر حقل نفطي في الجزائر.

وأضاف الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات في «مبادلة»: «تعتبر هذه الصفقة منعطفاً جديداً في مسيرة «سيبسا» الممتدة لـ 90 عاماً، حيث عملت «مبادلة» خلال السنوات الماضية مع فريق عمل «سيبسا» لبناء شركة متخصصة في مجال الطاقة المتكاملة..ونحن نتطلع لانضمام «كارلايل» التي تتمتع بخبرة عريقة في مجال الطاقة، كشريك في «سيبسا»، للعمل مع فريق الإدارة فيها نحو تعزيز وتطوير وتنمية الشركة»، مؤكداً أن «مبادلة» نجحت في الاستحواذ الكامل على «سيبسا» منذ 8 سنوات بعد مرور ثلاثة عقود على دخولها كمستثمر رئيسي بها.
وقال الكعبي: «نحن واثقون من قدرتها على مواصلة الأداء المتميز على المستويين التشغيلي والمالي، وقد انعكس ذلك جلياً في تقديرنا لقيمة الشركة خلال مرحلة المفاوضات»، مؤكداً أن استراتيجية «مبادلة» في إدارة «سيبسا» تتمثل في الاستفادة من منصتنا المرنة والديناميكية للحصول على فرص النمو المنتشرة في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن مواصلة تعزيز التكامل الرأسي، لافتاً إلى أن «سيبسا» تركز في تنفيذ تلك الاستراتيجية على ثلاثة محاور رئيسة هي تعزيز الأعمال الأساسية، بما يضمن تحقيق النمو على المدى القصير، إلى جانب زيادة العوائد من خلال الاستفادة من فرص النمو في الأسواق المجاورة، وأخيراً تطوير قدرات الشركة تلبية للتوجهات الجديدة في قطاع صناعة الطاقة.
بدوره، قال مارسيل فان بويكي، رئيس «كارلايل انترناشيونال إنيرجي بارتنرز»: «نحن سعداء بالدخول في شراكة مع «مبادلة» وفريق الإدارة التنفيذي في «سيبسا» من خلال التزامنا بالاستثمار في الشركة التي تمتلك إمكانيات وفرصاً مستقبلية واعدة في قطاع الطاقة العالمي.. ونتطلع للعمل معاً لتعزيز مسار نمو «سيبسا»، بما يعود بالنفع على عملائها ومورديها والعاملين فيها.. ويمتلك فريقنا سجلاً حافلاً بالإنجازات ويتمتع بقدرات مميزة في المجالات المالية والتشغيلية بقطاع الطاقة، وخبرة واسعة في قطاعات الاستكشاف والإنتاج والتكرير والتسويق».
وسيتم تأكيد حصة كل مساهم عند استكمال الصفقة بشكل نهائي قبل نهاية العام الجاري، علماً بأن «مبادلة» ستبقى المالك لحصة الأغلبية، وسيتم تمويل هذه الصفقة من قبل الصناديق الاستثمارية التابعة لـ «كارلايل» وشركائها من المستثمرين.
وتتمتع «سيبسا» بسمعة واسعة كشركة إسبانية متخصصة في مجال عمليات الطاقة المتكاملة، وحققت مكانتها من خلال النمو القوي وعمليات الاستحواذ الاستراتيجية.