الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عاطل عن الأمل

عاطل عن الأمل
1 يوليو 2009 22:28
ضمن برنامجه المتواصل بهدف تفعيل الحِراك الثقافي؛ والمسرحي في غزة المحاصرة، قام قسم المسرح التابع لمركز ثقافة الطفل الفلسطيني ـ جمعية الثقافة والفكر الحر بغزة بعرض العمل المسرحي المُصوّر (LCD) الذي يحمل عنوان «عاطل عن الأمل»، من إخراج الفنان المسرحي نعيم نصر ومن تمثيل الممثلين الغزيين: عبد الفتاح شحادة وهيفاء فرج الله ومحمود ماضي ومحمود أبو مصطفى. والملاحظ أن المسرحية هي مسرحية مضطهدين حيث يشدنا العنوان منذ البداية بغرابته، فنظن أن المقصود هو عاطل عن العمل، وهذا هو فعلاً حال البطل «مقبول» لكن يبدو أن بطلنا متشائم ويائس ولا يجد مخرجاً من همومه وهذا ما يظهر منذ المشهد الأول حتى المشهد الأخير. وإذا كان الإبداع يطرح أسئلة أكثر مما يقدم أجوبة فإن هذا النوع خاصة من المسرح (المضطهدين) يطرح أسئلة فقط ويبحث عن إجابات لها من أصحاب المشكلة ذاتها وهم هنا الشباب. في المشهد الأول هناك حوار بين مقبول وأصحابه الذين لا تعجبهم أحلامه في الإصلاح والتغيير وآرائه في الفساد، ثم يقابل إحدى الصحفيات، ويدور النقاش حول مدى تقبل المجتمع للفنان الحقيقي والمبدع الشاب واعترافهم بتميزه، فنجد أن الصورة سوداء فلا احترام للفنان ولا لإبداعه، ويدور الحديث هنا خصيصاً عن المبدع الفلسطيني المدفون في ركام واقعه السياسي والعادات البالية في حين أن صور التافهين والتافهات من المتطفلين على الفن تملأ شاشات الفضائيات. في المشهد الثاني نجد مقبول يواجه أحد المسؤولين بعد كتابه لمقالٍ يدعو فيه للتغيير وإنصاف الشباب في العمل وبإعطائهم دورهم الحقيقي في المجتمع، لكن هذا لا يعجب المسؤول وينصحه أو يهدده حتى يتراجع عما كتبه، إلا أنه لا يقبل شأنه شأن كل مبدع حقيقي، بل يدعونا لتكتل شبابي يكون أقوى في مطالبته بحقوقه، كما أنه يطالب بالتغيير وبالكتابة عن الفساد من باب الديمقراطية والإصلاح. وفي هذا المشهد الزخم بآرائه والذي يشكل صلب المسرحية نجد القضايا الأساسية للمسرحية من فضح للفساد والواسطة والبطالة والفلتان الأمني وانعدام حرية الرأي والجهل الثقافي والخطف واقتحام مؤسسات الحكومة بل وهضم حقوق المرأة أيضاً. المشهد الثالث نجد مقبول وسط أسرته مع أخته وأبوه حيث يمنع الأب الأخت من السفر لمؤتمر شباب (وهنا تتجلى ذكورية المجتمع) كما يرفض أن يكمل ابنه دراسته ويريده أن يتزوج (وهنا نتبين الثقافة الشعبية التي تؤمن فقط بالزواج والإنجاب ولا تعترف بمواهب أخرى)، ثم يناديه صاحبه فيدخله مقبول بيته وهنا تحين لهذا الصاحب الفرصة في أن يلقي برسالة لأخته لكن الأب يضبطهما معاً ويقمع هذا الحب الوليد، وينتهي المشهد بعقاب الأب للابن والابنة معاً، وهنا نجد أن السلطة الأبوية الذكورية تقمع حتى الذكر والأنثى معاً. في المشهد الرابع نجد مقبول بعد أن فصل من العمل يضطر لأن يبيع لوحاته في الشارع وهنا يقابل ردود فعل مختلفة من المجتمع تمثل شرائح المجتمع الحقيقية، فمنهم من (يبهدله) وآخرون يستغلونه، أما الباقون فيضحكون منه. في المشهد الخامس والأخير نجد البطل مهزوماً فالجميع ضده حتى خطيبته تسأم من طول انتظار تحسن حاله حتى يتزوجا ولا يعرف بطلنا ماذا يفعل وينتظر منا الحل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©