الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

بالوعي والادخار تتجاوز الأسرة أزماتها المالية

بالوعي والادخار تتجاوز الأسرة أزماتها المالية
7 ابريل 2019 02:37

أشرف جمعة (أبوظبي)

حين تنفد موارد الأسرة المادية قبل نهاية الشهر يضطر رب الأسرة للاقتراض من الأصدقاء.. هذا المشهد يتكرر كثيراً مع بعض الناس في دوامة الحياة، لكن هل من سبيل لعبور الأزمات المادية الطارئة والاعتيادية، ومن ثم البحث عن طرق لتجاوزها، خاصة أن معدلات الإنفاق تتحكم في ميزانية الأسرة، ومن ثم الإسراف والتعود على نمط معيشي معين وهو ما يتطلب ثقافة ووعياً بضرورة أن يكون هناك رؤية مالية واضحة داخل البيت تتوافق مع الدخل المادي ومتطلبات الحياة.

ظروف طارئة
يقول الاستشاري النفسي والاجتماعي الدكتور جاسم المرزوقي: لا يسلم فرد من الوقوع في فخ الأزمات المادية سواء كان ميسوراً أو غير ذلك وهو ما يستلزم أن يفكر المرء بطريقة واقعية ويدخر للمستقبل حتى لا يكون عرضة لمواقف صعبة قد تجعله غير قادر على مواجهة الظروف الطارئة، لافتاً إلى أن الكثير من الأفراد لديهم نزعة استهلاكية وهو ما يجعل مستوى الإنفاق أعلى من الدخل المادي، لذا فمن الضروري أن يقيم بعض أفراد المجتمع مواردهم ومن ثم التكيف مع الواقع، مشيراً إلى أن هناك سبلاً تمكن الفرد من تجاوز أزماته مثل أن يسعى إلى تحسين وضعه العملي وألا يتورط في الديوان ومن ثم الترشيد المنزلي بحيث يستغني عن بعض الأشياء غير الضرورية وهو ما يتطلب عدم إنفاق كل ما يتكسبه، بالإضافة إلى محاولة التثقيف المالي ما يجعل لدى الفرد القدرة على تفهم كل ما يدور حوله، وبهذه الطريقة يكون أكثر وعياً بالظروف الطارئة، وأن يكون متجاوباً مع دفع الفواتير المطلوبة الخاصة للخدمات دون تأخير حتى لا تتراكم عليه الديون.

دافع قوي
ومن واقع الحياة يذكر منسي سعيد «رب أسرة» أنه عانى مدة طويلة من الأزمات المادية، وهو ما جعله عرضة للاستدانة بصفة مستمرة من أصدقائه إلى أن وصل إلى مرحلة أنهم تخلوا عنه ورفضوا إقراضه ما جعله يفكر في حلول أخرى للخروج من حيز الضائقة المالية، مشيراً إلى أنه توقف عن التدخين ولم يذهب إلى المقهى بصفة دورية واستطاع أن يقلص إنفاقه في شهر إلى النصف تقريباً ولم يكن يصدق أنه حقق ذلك، ويلفت إلى أن زوجته ساعدته في ذلك إذ كانت دافعاً قوياً لتغيير حياة الأسرة بكاملها، ويلفت إلى أنه من الضروري أن يكون هناك وعي وثقافة وطريقة صحيحة للتعامل مع الأزمات المالية وأنه سعيد لأنه تعلم من هذه التجربة وأصبح أقوى بكثير من ذي قبل.

طعم الراحة
ولفت عادل نجيب «معلم» إلى أنه لم يكن لديه ثقافة الادخار لكنه أصبح يفكر بشكل مختلف في الفترة الحالية، خاصة أن لديه ثلاثة أطفال، وأنه يعمل على تلبية مطالب أسرته بشكل دائم، وأنه عندما حاصرته الديون فكر في طريقة يخرج بها من هذه الأزمة فبدأ يترك كل شهر مبلغاً من راتبه مع زوجته التي بدورها استطاعت أن تدخره للمواقف الطارئة، ويشير إلى أنه عرف طعم الراحة في الفترة الأخيرة بعد أن استفاق من دوامة الشراء وعدم الانتباه إلى أنه ينفق كل شهر ما يفوق طاقته ويعترف بأنه تجاوز أزمته بعد أن تعرض للكثير من العثرات في الحياة.

حياة أفضل
وأوضحت نهى ثروت «أم لطفلين» أنها عانت كثيراً بسبب سياسة زوجها المالية الذي لا يتورع عن الإسراف في كل شيء، خاصة أنه يجعل الأسرة تتناول العشاء خارج المنزل معظم أيام الشهر وهو ما يمثل عبئاً كبيراً على الميزانية، فضلاً عن أنه ينفق كثيراً على مظهره ومظهر الأولاد، وهو ما جعلها تلفت نظره إلى أن ما تحصل عليه من راتبها تنفقه بالكامل في البيت وتضطر للاستدانة ومن ثم الحصول على قروض، وأنها طلبت منه أن يتغير للخروج من هذه الأزمات الكثيرة إذ تخشى أن يأتي يوم ولا تستطيع دفع أقساط القرض، وتلفت إلى أن زوجها استجاب مؤخراً لها وأنها في هذه المرحلة تحاول العبور من الأزمات المالية بشكل سريع حتى تتغير حياة أسرتها للأفضل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©