الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«جنود مجهولون» في معركة «كورونا»

«جنود مجهولون» في معركة «كورونا»
12 ابريل 2020 01:32

أحمد مراد (القاهرة)

في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على «الجيش الأبيض» من أبطال الصفوف الأمامية للمعركة ضد فيروس «كوفيد ـ 19» من الأطباء وطواقم التمريض وغيرهم، هناك جنود مجهولون للبعض يشاركون بجد ومثابرة في أعمال مواجهة الفيروس القاتل.
وفي هذا الإطار يقف سائقو سيارات الإسعاف في طليعة الصفوف لنقل المصابين إلى المستشفيات، ونقل جثث ضحايا الفيروس إلى المقابر، إضافة إلى عمال النظافة بالمستشفيات حول العالم وعمال النظافة بالشوارع والميادين في شتى المدن والمناطق بمختلف أنحاء العالم وعمال شركات التعقيم الذين يقومون بأعمال رش وتطهير مباني ومقرات الشركات والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة والمنازل والحدائق والأندية.
وراء مشهد الأطباء وفريق التمريض الذين يقفون في الصفوف الأمامية في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد، هناك مئات الآلاف من عمال النظافة بالمستشفيات حول العالم يعملون تحت الظل، ولا تسلط عليهم الأضواء، ويمارسون أعمالهم الشاقة ليل نهار في تطهير جدران وأرضيات وغرف المستشفيات، الأمر الذي يعرض حياتهم لخطر الإصابة بالفيروس.
وفي الفترة الأخيرة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر تصفيق عدد من الأطباء والممرضات في مستشفى إيطالي لعمال النظافة بالمستشفى، تقديراً لدورهم المهم في مكافحة الفيروس.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد وجهت بعض النصائح لعمال النظافة في المستشفيات للوقاية من فيروس كورونا المستجد، واعتبرتهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس نتيجة تعاملهم مع أسطح وجدران وأرضيات المستشفيات التي قد تحمل الكثير من الفيروسات، ومن الوارد جداً أن تنتقل العدوى إليهم.
وشددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة أن يرتدي عامل النظافة الكمامات والقفازات دائماً، مع غسل اليدين باستمرار، والاستحمام بالمياه والصابون عند الرجوع للمنزل، وغسل الملابس جيداً ووضعها في الشمس لفترة، والعمل على تقوية الجهاز المناعي من خلال تناول الأطعمة الصحية ومنها الخضراوات والفواكه مع الإكثار من تناول السوائل الطبيعية.

عمال النظافة في الشوارع
تفشي فيروس كورونا المستجد ضاعف من حجم المسؤوليات والأعمال الملقاة على عمال النظافة بالشوارع والميادين في شتى أنحاء العالم، الأمر الذي جعلهم وجهاً لوجه في مواجهة الفيروس القاتل نظراً لتعاملهم مع المخلفات، لا سيما مخلفات المستشفيات، فضلاً عن أن النظافة العامة تعد أول سبل المواجهة.
وتقديراً لدور عمال النظافة في مواجهة كورونا المستجد، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي «هاشتاجات» شكر وتقدير لهؤلاء العمال لما يقدمونه من خدمات جليلة للمجتمع.
وكشفت شركة لسوق الوظائف عن ارتفاع الطلب على عمال النظافة بنسبة 75% في مارس الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
وفي لفتة إنسانية، تبرع عامل نظافة صيني بكل مدخراته المقدرة بـ12 ألف يوان لصالح الطاقم الطبي في مدينة ووهان، وترك لهم ورقة مكتوبًا فيها: «كل تقديري لكم فقد عملتم بجد، هذه مساهمة صغيرة من عامل نظافة من مدينة دونغ قانغ».
وكانت سلطات مدينة فوتيان شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ الصينية قد استعانت بروبوتات على شكل مركبات من دون سائق لتنظيف الشوارع بهدف حماية عمال النظافة من التعرض للتهديد المحتمل لفيروس كورونا الجديد.

سائقو سيارات الإسعاف
منذ أن تفشى فيروس كورونا المستجد في الصين وانتقاله إلى شتى أنحاء العالم، يقف سائقو سيارات الإسعاف في طليعة الصفوف لنقل المصابين إلى المستشفيات، ونقل جثث ضحايا الفيروس إلى المقابر، الأمر الذي يجعلهم في مرمى نيران الوباء باعتبارهم من الفئات الأكثر احتكاكاً بحاملي الفيروس القاتل، مما تسبب في نقل العدوى إلى العشرات من هؤلاء السائقين، من أبرزهم جمال طالحي سائق سيارة إسعاف بمستشفى بوفاريك بمدينة البليدة الجزائرية الذي توفي متأثراً بإصابته بالفيروس، بعدما عمل لأيام طويلة بعيداً عن عائلته وأطفاله الخمسة في نقل العشرات من المصابين إلى المستشفى.
وفي كل بلدان العالم، لا تتوقف «آلة التنبيه» الخاصة بسيارات الإسعاف التي تدوي في شوارع المدن لنقل المصابين إلى مستشفيات العزل الصحي.

الحصن الأول
شدد الدكتور مصطفى فودة، الخبير في شؤون البيئة، على أهمية الدور الذي يلعبه عمال النظافة في كل الأوقات سواء في وقت الأزمات الصحية أو في الأوقات العادية، مؤكداً أن دورهم يتعاظم في الأوقات الحرجة، لا سيما تلك الأوقات التي يعاني فيها العالم من أزمات صحية ناجمة عن تفشي الأوبئة والأمراض والفيروسات.
وأكد فودة لـ«الاتحاد» أن عمال النظافة يمثلون «الحصن الأول» للبيئة، حيث يساهمون بشكل كبير في الحفاظ على البيئة وحمايتها من خطر الملوثات الناجمة عن تراكم القمامة والمخلفات، داعياً العالم كله إلى الاعتراف بالدور العظيم الذي يؤديه عمال النظافة في خلق بيئة آمنة ومناسبة للحياة البشرية.
وأشار فودة إلى أنه آن الأوان لكي يحصل عمال النظافة على حقوقهم المعنوية والمادية بشكل يتناسب مع أهمية عملهم ودورهم المحوري في حياة المجتمعات الإنسانية.

يوم عالمي
ثمن الدكتور أشرف عمر، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات في مصر، دور عمال النظافة بالمستشفيات وسائقي سيارات الإسعاف في المعركة الشرسة التي يخوضها العالم ضد فيروس كورونا المستجد، مطالباً بوضع منظومة صحية عالمية لحماية هذه الفئات من خطر الإصابة بالفيروسات.
وأكد عمر لـ«الاتحاد» أن عمال النظافة داخل المستشفيات وسائقي سيارات الإسعاف يستحقون التكريم على تفانيهم في سبيل أداء الواجب المهني والإنساني رغم الأخطار التي تحيطهم وسقوط زملاء لهم على مستوى العالم ضحايا بعد إصابتهم بالفيروس القاتل. وقال عمر: «مؤسسات المجتمع الدولي والمنظمات العالمية وفي المقدمة منها منظمة الصحة العالمية مطالبة بتكريم هؤلاء الأبطال المجهولين بالشكل الذي يتناسب مع تضحياتهم الكبيرة، وهنا أشدد على ضرورة أن يكون هناك يوم عالمي لعمال النظافة وسائقي سيارات الإسعاف، بحيث يتم الاحتفال به بشكل سنوي بعد انتهاء الأزمة بإذن الله».

عمـال التعقيـم
مع تفشي فيروس كورونا المستجد في مختلف دول العالم، زاد الطلب على عمال وشركات التعقيم بنسب كبيرة جداً وصلت في بعض البلدان إلى 400%، الأمر الذي ضاعف أهمية الدور الذي يلعبه عمال شركات التعقيم في مجال مكافحة الفيروس من خلال أعمال رش وتطهير مباني ومقرات الشركات والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة والمنازل والحدائق والأندية، فضلاً عن الأماكن العامة والشوارع، وقد رصدت عدسات كاميرات وسائل الإعلام آلاف الصور والفيديوهات التي تظهر عمال التعقيم وهم يرتدون ملابس مخصصة، ويقومون بتعقيم المنشآت والشوارع والأحياء في فترات متأخرة من الليل في غالبية دول العالم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©