الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مناعة القارة السمراء قوية بشبابها.. ولكن

مناعة القارة السمراء قوية بشبابها.. ولكن
12 ابريل 2020 01:34

سمر إبراهيم (القاهرة)

سارعت الدول الأفريقية لاتخاذ تدابير احترازية صارمة ومبكرة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، لاسيما تطبيق الإجراءات الصحية الدقيقة تجاه المسافرين في المطارات، وتعقيم الطائرات، حسبما أكدت السفيرة الدكتورة نميرة نجم، المستشار القانوني لمفوضية الاتحاد الأفريقي في تصريحات لـ«الاتحاد».
وأكدت بيانات منظمة الصحة العالمية، أن القارة السمراء تعتبر الأقل من حيث عدد الإصابات والوفيات بالفيروس بين قارات العالم، وتتركز الإصابات بالأساس في دول جنوب أفريقيا والجزائر ومصر والمغرب.
ويرى خبراء أن احتمالية انتشار الفيروس في دول قارة أفريقيا، خاصة دول جنوب الصحراء أقل، لأن هذه الدول تعتبر الأكثر شباباً، حيث لا تزيد نسبة الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً على 3 في المئة من إجمالي السكان مقارنة بنحو 20 في المئة في القارة الأوروبية. وتعتمد هذه الرؤية على تقارير منظمة الصحة العالمية والتقارير الدولية التي تشير إلى أن الفيروس يمثل تهديداً أكبر على حياة الأكبر سناً والذين يعانون أمراضاً مزمنة.
غير أن هذا الطرح يتناقض مع تأكيدات باحثين ومنظمة الصحة العالمية، بأن الفيروس يستهدف أيضاً فئة الشباب، ولو بنسبة أقل.
من جانبه، تبنى دومينك شتراوس- كان، المدير الأسبق لصندوق النقد الدولي، في مقال لدورية «أفريكا ريبورت»، رؤية تشاؤمية بشأن الوباء في أفريقيا، مستنداً في ذلك إلى «مؤشر الهشاشة للأمراض المعدية» الذي أعدته «مؤسسة راند» في عام 2016 وكشف عن أن هناك 22 دولة أفريقية، من بين 25 دولة، هي الأكثر هشاشة على مستوى العالم.
وبالتوازي، اتجهت أبحاث علمية إلى تفسير انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس في الدول الأفريقية حتى الآن استناداً إلى أن الدول التي لديها برنامج تطعيم ضد بكتيريا السُل، تنخفض فيها معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا.
وقالت دراسة أعدها خبراء كلية «جونز هوبكنز بلومبرج» للصحة العامة: «إن معدل الوفيات بفيروس كورونا المستجد، بين الدول التي أعطت أطفالها لقاح السُل، أقل بنسبة 5.8 مرات من وفيات الدول التي أوقفت استخدام هذا اللقاح». وربما تفسر هذه الدراسة، انخفاض أرقام الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، في معظم دول أفريقيا.
وقالت نميرة نجم لـ«الاتحاد»: «إن جهاز مكافحة الأمراض والوقاية التابع للمفوضية عزز من القدرات الفنية للدول لمكافحة الفيروس، عبر استغلال مقري للمركز في دولتي جنوب أفريقيا، والسنغال».
وأضافت: «بالتعاون مع حكومتي الدولتين، تم تدريب عدد من الكوادر على إدارة الأزمة طبياً، وكيفية مواجهة الفيروس، ومن ثم نقل تلك الخبرات إلى زملائهم في تلك الدول، كما تم تحديد عدد من المراكز الإقليمية داخل القارة للحد من انتشار الفيروس».
وكان الاتحاد الأفريقي، قد كشف عن تجاوز عدد حالات الإصابة في أفريقيا 10 آلاف.
وأوضحت المستشار القانوني لمفوضية الاتحاد الأفريقي أنه تقرر إصدار قرار لإنشاء صندوق أفريقيا لمواجهة فيروس كورونا، مع منح الولاية مؤقتاً لرئيس المفوضية، وفتح حساب بنكي لاستقبال التحويلات المالية عليه، لدعم الدول التي تحتاج للحصول على معدات طبية. ويقول أسامة أبوبكر، الباحث السوداني بمركز الخرطوم للدراسات السياسية والاستراتيجية: «إن قارة أفريقيا تُعتبر من القارات الأقل انتشاراً للفيروس حتى الآن، ولكن هذا لا يعني أنها بمنأى عن حدوث كوارث بسبب انتشار الفيروس في القريب العاجل، لاسيما في ظل ضعف الأنظمة الصحية والأزمات الاقتصادية التي تعاني منها دول عديدة، ومن ثم تتضح خطورة الموقف مستقبلاً».
وأكد أبوبكر لـ«الاتحاد»، أن القارة استطاعت الاستفادة من وصول الفيروس متأخراً لدولها، كما استفادت من تجارب الدول الأوروبية والآسيوية في المكافحة، كما اعتمدت على اتخاذ الإجراءات الاحترازية المبكرة عبر إغلاق الحدود مع دول الجوار، وإجلاء جاليتهم من ووهان بالصين ووضعتهم بالحجر الصحي لمدة 14 يوماً، فضلاً عن إغلاق المدارس وفرض حظر التجوال في عدد من الدول.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©