"التسول المقنع".. خداع بحيل مكررة

أحمد مرسي (الشارقة)

حذرت القيادة العامة لشرطة الشارقة من التعاطف مع محترفي التسول «المقنع»، الذي يمارسه باعة جائلون، يستدرون عطف المارة ببيعهم أشياء زهيدة الثمن، بأكثر من قيمتها وادعاء المرض وغيرها من الحيل.
وقالت: من صور التعامل مع مثل هؤلاء أن يبع أحدهم زجاجة مياه، ومن ثم استدرار عطف المشتري لتقديم مبلغ أكبر، فيما يقوم العديد منهم بحيل واهية مكررة ومحفوظة لدى الكثيرين، متمثلة بادعاء ضياع محفظته أو حاجته للتزود بالبترول أو زيادة المصروفات وارتفاع نفقات أسرته، بالإضافة إلى ادعاء الإصابة بالعديد من الأمراض التي تلازمهم وتلازم أسرهم، لافتة إلى أن البعض يتصنع العاهات أو يستعين بطفل ليكسب عطف المحسنين.
وطالبت شرطة الشارقة المحسنين بتحويل تبرعاتهم وزكواتهم إلى الجهات المعنية، والتي تقوم بدورها بتحويلها للمصارف الزكوية المستحقة داخل البلاد أو في الخارج.
وقالت القيادة العامة لشرطة الشارقة، إن هناك العديد من الحملات التي تنفذ بصورة مستمرة لضبط المتسولين والباعة الجائلين وتركز على أماكن تواجدهم وممارسة نشاطهم المخالف لقانون العمل والإقامة داخل الدولة، كما أن هذه الحملات تتزايد خلال الفترة الحالية، وخاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك حيث تستغل هذه الفئة حب الناس لعمل الخير مع قرب حلول الشهر الفضيل.ودعت شرطة الشارقة والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، الجمهور للتعاون معهما في ضبط المتسولين والباعة الجائلين والأشخاص المخالفين لقانون العمل داخل الدولة، من العاملين على كفالات الغير أو من الذين يأوون أشخاصاً مخالفين أو متسللين للدولة، والإبلاغ عنهم وعدم التهاون أو التعاطف معهم وخاصة أن الكثير من الحملات التوعوية أثبتت لجوء الكثير منهم لحيل وألاعيب وأكاذيب، يحاولون من خلالها استعطاف الناس.
وأكدت الجهتان ضرورة التصدي لمثل هذه السلوكيات السلبية لما له من عواقب سيئة تضر بالأمن والأمان اللذين تتميز بهما دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتفصيلا، أوضح المقدم سالم الشامسي، نائب مدير إدارة متابعة المخالفين في الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بالشارقة، أن القانون الاتحادي رقم «9» لسنة 2018 في شأن مكافحة التسول كان واضحاً في كافة بنوده، وتعريفه للتسول بأنه استجداء بهدف الحصول على منفعة مادية أو عينية بأية صورة أو وسيلة، وتأتي حملات المكافحة بهدف الحفاظ على الصورة الحضارية للمجتمع وحمايته من الجرائم المرتبطة بالتسول ومكافحة جريمتي التسول والتسول المنظم والوقاية منهما.
ونوه إلى أن القانون كان محدداً في عقوبته لمن يمارس التسول بأي شكل من أشكاله، بالحبس لمدة ثلاثة أشهر وبالغرامة التي لا تقل عن 5 آلاف درهم لمرتكبي الجريمة، ويعد ظرفاً مشدداً إذا كان مرتكب جريمة التسول صحيح البنية وله مورد ظاهر للعيش، أو أن يصطنع الإصابة أو عاهات مستديمة أو تظاهر بأداء خدمة للغير أو استعمل أية وسيلة أخرى من وسائل الخداع والتغرير بقصد التأثير على الآخرين لاستدرار عطفهم.

أخبار ذات صلة

«النقطة 37» تمنح «الملك» صدارة «تمهيدي» دوري اليد

النائب العام للدولة يختتم زيارته الرسمية للنيابة العامة في روسيا الاتحادية

عقوبات
وأضاف أن القانون كان واضحاً أيضاً مع الأشخاص الذين يثبت إدارتهم لجريمة التسول المنظم بالحبس لستة أشهر وغرامة مالية 100 ألف درهم، ومن يستقدم أشخاصاً ليستخدمهم في مثل هذه الجريمة، والحبس ثلاثة أشهر وغرامة 5 آلاف درهم أو بإحدى العقوبتين لمن شارك في جريمة التسول المنظم.
ولفت إلى تلقي بلاغات بالفعل الفترة الماضية حول عدد من الأشخاص يمارسون التسول وباعة جائلين أيضاً يظهرون على إشارات المرور، في المناطق السكنية والصناعية بالإمارة، ووسط الأحياء السكنية بين الطرقات يستعطفون الأهالي ويحثونهم على مساعدتهم بعد اختلاف قصص من العوز والمرض، وهو أمر مرفوض، تعمل الجهات الأمنية على القضاء عليه ومحاربتهم وضبطهم وتقديمهم للعدالة لممارستهم عمل اعتبره القانون جريمة.
وأشار، إلى أن العديد من الضبطيات بينت أن هناك أشخاصاً لا يستحقون المساعدة ويلجؤون لحيل وأكاذيب لا تمت للواقع الذي يعيشونه بصلة، وأن من بين هؤلاء الأشخاص الكاذبين، شخص تم ضبطه منذ أكثر من ثلاث سنوات، ادعى أن ذراعه مقطوعة، وكان يخبئها في جانبه، وكذلك تم العثور لدى البعض منهم على أموال كبيرة بحوزتهم وحوالات مالية يتم تحويل مبالغ مالية من خلالها بصورة منتظمة لبلدانهم.

مخالفون
وأكد المقدم سالم الشامسي، نائب مدير إدارة متابعة المخالفين في الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بالشارقة، أن الهيئة تقوم أيضاً بحملاتها لضبط الأشخاص المخالفين لقانون العمل داخل الدولة، من العاملين على كفالات غير كفالتهم أو من الذين يأوون أشخاصاً مخالفين أو متسللين للدولة.
وقال إن هذه الحملات تختص بضبط المخالفين الذين يضرون بأمن وأمان البلاد بعد فرصة كبيرة منحتها البلاد لهم في تعديل أوضاعهم من خلال حملة «أحم نفسك.. بتعديل وضعك»، والتي استمرت لأشهر طوال الفترة الماضية.
وذكر أن الحملات التي توجهها الإدارة تكون وفقاً للبلاغات الواردة إليها من اتصالات الأهالي عبر «ساهم» على الرقم 80080، ورقم «901» مع شرطة الشارقة للإبلاغ عن الأشياء غير الطارئة، وكذلك أرقام الإدارة الأخرى، للإبلاغ عن مثل هذه السلوكيات المرفوضة والمخالفة لقوانين العمل داخل الدولة، وبالتالي يتم ضبطهم، وبالتنسيق مع نيابة الإمارة، والتحقيق معهم وفق الإجراءات القانونية المتبعة.
وطالب الأهالي بضرورة التفاعل مع مثل هذه الحملات الأمنية التي تصب في صالح البلاد وأن يتجاوب الأهالي ويتفاعلون معها، لتحقيق واقع تعمل الجهات الأمنية على تحقيقه في أن تكون البلاد على القائمة العالمية في الأمن والأمان.