الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«بوليتيكو»: إخفاقات أردوغان خلال قمة «الناتو» وراء التصعيد

«بوليتيكو»: إخفاقات أردوغان خلال قمة «الناتو» وراء التصعيد
3 يناير 2020 01:23

دينا محمود ((لندن)

أكد محللون سياسيون أميركيون أن تصعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مواقفه حيال ليبيا وتهديده بإرسال قوات تركية ومزيد من الطائرات المسيرة لدعم حكومة فايز السراج لمواجهة الجيش الليبي، فضلاً عن إرسال مزيد من الطائرات المسيرة للشطر الذي تحتله تركيا من قبرص جاءت بعد عودته خاوي الوفاض من قمة الناتو الأخيرة التي عُقِدَت في ديسمبر الماضي.
وأشار المحللون، في تصريحات نشرتها صحيفة «بوليتيكو» الأميركية واسعة الانتشار، إلى أن هذه الخطوات التركية المتهورة التي شهدتها الأسابيع الأخيرة من 2019، أعقبت سلسلة مجازفات أقْدَم عليها النظام الحاكم في أنقرة طيلة العام الماضي، وشملت اجتياح الشمال السوري بزعم محاربة عناصر إرهابية هناك، وتهديد أوروبا بالسماح بتدفق «طوفان» من اللاجئين على دولها كما حدث قبل سنوات، بجانب تسلم منظومة صواريخ روسية متطورة للدفاع الجوي من طراز «إس - 400»، فضلا عن القيام بعمليات تنقيب غير شرعية قبالة السواحل القبرصية.
وحذروا من أن عام 2020 سيكون حافلاً بمزيد من المصاعب والانتكاسات لنظام الرئيس التركي خاصة أن الكثير من مغامراته على الساحة الخارجية خلال العام الماضي، أدى إلى إثارة سخط العديد من القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وشدد المحللون على أن تقويض أردوغان للتحالف، الذي استمر لعقود بين بلاده والغرب، سيؤدي إلى «عواقب عنيفة»، مُحذرين من أن النظام الحاكم في أنقرة، يتخذ سياسات معاكسة على طول الخط، للنهج الذي تبنته تركيا منذ تأسيس النظام الجمهوري فيها قبل نحو قرن من الزمان، موضحين أن السياسات التركية الحالية، تدفع المسؤولين سواء في واشنطن أو في بروكسل -حيث مقر حلف (الناتو)- إلى التساؤل «حول المدى الذي سيقطعه أردوغان على صعيد الابتعاد -على نحو استراتيجي- عن الفلك الغربي».
وحذر المحللون من أن تركيا بقيادة أردوغان توشك على أن تصبح «دولة مارقة»، لا سيما بعد أن تحولت إلى «حصان طروادة» بداخل الحلف العسكري الغربي، الذي انضمت إليه عام 1952، قائلين إن خصوم (الناتو) على الساحة السياسية الدولية، صاروا يستخدمون أنقرة، لتفكيك هذا التكتل من الداخل.
واتهم المحللون -الذين تحدثوا للصحيفة الأميركية- نظام أردوغان بـ«السعي لأخذ خطط حلف الناتو الرامية لتعزيز دفاعات دول البلطيق وبولندا في مواجهة روسيا رهينةً» لمصالحه الذاتية، في إشارة لتلويح الرئيس التركي خلال قمة الحلف الأخيرة التي عُقِدَت في بريطانيا، باستخدام حق النقض ضد هذه الخطط، ما لم يوافق قادة التكتل الغربي العسكري، على تصنيف وحدات حماية الشعب الكردية «منظمةً إرهابية»، وهو التهديد الذي اضطرت أنقرة لسحبه، بعدما تجاهله قادة دول حلف الأطلسي.
وبحسب «بوليتيكو»، تعكف الولايات المتحدة حالياً على اتخاذ إجراءات من شأنها حمايتها، من أي خطوات متهورة قد يتخذها أردوغان حيال (الناتو)، من قبيل الانسحاب من قيادته العسكرية، وطرد قوات الدول الأعضاء فيه من أراضي بلاده، بما يشمل حرمان الجيش الأميركي من استخدام قاعدة «أنجرليك».
ومن بين هذه الإجراءات، تعزيز العلاقات العسكرية بين أميركا واليونان، عبر اتفاقية وقعها الجانبان في أكتوبر الماضي، وتسمح لواشنطن باستخدام ثلاث قواعد جوية استراتيجية يونانية، وتطوير مرافق عسكرية بحرية في جزيرة كريت، وهو ما سيعوض الجيش الأميركي بشكل كبير عن «أنجرليك»، إذا بات غير قادر على استخدامها.
وأبرزت الصحيفة الأميركية في هذا السياق مخاوف تساور عدداً من الدبلوماسيين والمحللين العسكريين الغربيين، من أن يسعى أردوغان للتذرع بأي «حادث مسلح مع اليونان.. يقع ربما في منطقة بحرية أو جوية متنازع عليها» بين البلدين، لكسب تأييد ذوي النزعات القومية في الداخل التركي، بعد عام شهد هزائم انتخابية مدوية لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
ويزيد من مأزق الرئيس التركي -وفقا لتقرير «بوليتيكو»- تزامن هذه الانتكاسات مع «انشقاق أسماء كبيرة عن الحزب الحاكم، والنهاية المتخبطة للطفرة الاقتصادية التي استمرت طويلاً في تركيا، ما أجبر الرئيس المستبد على اللجوء -بشكل متزايد- لاستعراض عضلاته العسكرية والخطابية» للتغطية على تلك الإخفاقات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©