الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"بليتز" الأميركية: "الجزيرة" لسان الإرهاب

"بليتز" الأميركية: "الجزيرة" لسان الإرهاب
6 ابريل 2019 00:05

دينا محمود (لندن)

اتهم محللون سياسيون أميركيون قناة «الجزيرة»، المملوكة للنظام الحاكم في قطر، بتقديم مبرراتٍ لأعمال العنف والإرهاب وتمجيد الإقدام على تنفيذ هجماتٍ دمويةٍ ضد المدنيين في العالم من جهةٍ، وخدمة أهداف إسرائيل في ضوء التحالف السري القائم بين الدوحة وتل أبيب من جهةٍ أخرى.
وشدد المحللون - في دراسةٍ نشرتها مجلة «بليتز» الأسبوعية الأميركية واسعة الانتشار – على أن كل ما تقوم به «الجزيرة يمثل استهزاءً بقيم الصحافة والمهنية، التي يُفترض أن تلتزم بها مختلف المؤسسات الإعلامية، لا سيما أن هذه القناة التي تموّلها الحكومة القطرية لا تقوم سوى بنشر الدعاية لقطر تحت اسم العمل الإعلامي والصحفي».
وأبرزت الدراسة التحليلية - التي أعدها الخبير الأميركي المخضرم دافيد روبنسون - خلو شاشة القناة القطرية بالكامل من أي برامج تنتقد السياسات، التي ينتهجها «نظام الحمدين» والتحالفات التي يقيمها؛ سواءٌ مع التنظيمات الإرهابية بداخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها، أو مع أنظمة حكمٍ مارقةٍ على غرار «نظام الملالي» المُهيمن على مقاليد السلطة في إيران، والذي أصبح أحد الحلفاء الرئيسيين لنظام تميم منذ فُرِضَت ضده إجراءاتٌ صارمةٌ قبل نحو 21 شهراً من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين).
كما تتجاهل «الجزيرة» عمداً – كما يقول روبنسون في دراسته – أي ذكرٍ للتمييز الصارخ، الذي يشهده المجتمع القطري، أو انتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق، التي تجري بحق العمالة الأجنبية الموجودة هناك، خاصةً تلك المشاركة في تشييد المشروعات اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم المقررة عام 2022.
وسخرت الدراسة من الصورة الوردية، التي تقدمها القناة القطرية للأوضاع في الدويلة المعزولة، قائلةً إنها تُصوّر الحياة هناك على أنها جنةٌ رغداء «يتألق قوس قزح في أجوائها» بالرغم من كون «الجزيرة» – على حد تعبير روبنسون – متورطةً بعمق في «الحياة السياسية في المنطقة العربية»، وأنها «تتلاعب بالحقائق لتتلاءم مع أجندتها»، دون اكتراثٍ بالتعامل بموضوعيةٍ مع الأحداث التي تتولى تغطيتها.
ولذلك يقول معد الدراسة: عندما يسألني أحدٌ عما إذا كانت «الجزيرة» شبكةً إرهابيةً فإنني أرد عليه بالإيجاب، مُشدداً على وجود «أدلةٍ دامغةٍ تؤكد ذلك.. (من قبيل) أنه يروق لهذه الشبكة أن تبث في أغلب الأحيان، لقطاتٍ قدمها إليها إرهابيون، تجعلهم يبدون في صورةٍ محببة لمشاهدي القناة».
وفي إشارةٍ إلى العواقب الوخيمة المترتبة على ذلك، أكد روبنسون أن ما تبثه «الجزيرة» في هذا الصدد «يغري البعض بالتفكير في أن الإرهاب هو أمرٌ جيد، لا جريمة نكراء يتعين إنزال أشد العقاب بجميع المتورطين فيها والمحرضين عليها والممولين لكل الأنشطة المرتبطة بها».
وشدد الباحث المخضرم على أن الدراسة التي أعدها عن هذه القناة القطرية المشبوهة تؤكد كذلك أنها «تُسهم في واقع الأمر بتأجيج المشاعر المناوئة للدول الغربية بشكلٍ عامٍ، والولايات المتحدة على نحوٍ خاصٍ، في ربوع العالمين العربي والإسلامي، برغم أن البعض يُنحي باللائمة في ذلك على السياسة الخارجية الأميركية».
كما أشار إلى أن التغطيات الإخبارية والبرامج، التي تبثها «الجزيرة» تطرح رؤيةً مغايرةً تماماً للخطاب العربي والغربي المناوئ للإرهاب والتطرف والتشدد، وهو ما يشير إلى أن هذه الشبكة التليفزيونية توفر ذرائع ومبرراتٍ للهجمات الدموية والاعتداءات الوحشية، التي تستهدف مدنيين وتتم بشكلٍ عشوائي.
وأبرزت الدراسة الازدواجية التي تتصف بها مواقف النظام الحاكم في قطر، في ضوء كونه يقدم نفسه على أنه «حليفٌ وثيقٌ للولايات المتحدة، بينما يوفر في الوقت ذاته – على أقل التقديرات – شكلاً من أشكال المساعدة (للتنظيمات الإرهابية) سواء كان ذلك في صورة إيواء قياداتها وعناصرها، أو تمويلها، أو إمدادها بالأسلحة».
وأشار إلى أن الدعم القطري يصل إلى «متمردين وتنظيماتٍ وميليشياتٍ في ليبيا وسوريا، وكذلك يشمل حلفاء لتنظيم الإخوان الإرهابي في شتى أنحاء منطقة الشرق الأوسط»، معتبراً أن حرص الدوحة و«الجزيرة» بالتبعية على مؤازرة كل من يمت بصلة لتلك الجماعة الدموية، بدا واضحاً في التردي الذي طرأ على العلاقات المصرية القطرية بعد الإطاحة بنظام الحكم الإخواني في منتصف عام 2013 بعد مظاهراتٍ حاشدةٍ عمت أرجاء مصر.
وتفسر الروابط الوثيقة القائمة بين «نظام الحمدين» والإخوان، ما دأبت عليه «الجزيرة» من استضافة شخصياتٍ متشددةٍ ومرتبطةٍ بهذه الجماعة الإرهابية على شاشتها، مثل الإخواني الهارب من مصر يوسف القرضاوي، وغيره من دعاة التطرف والكراهية، الذين ينظمون في بعض الأحيان حملاتٍ للتبرع لأغراضٍ مشبوهةٍ من خلال برامج القناة القطرية.
ولفتت الدراسة التحليلية الانتباه إلى أن هذه الشبكة لم تُعرف بالنسبة للمشاهد الغربي سوى من خلال استغلالها للحرب في أفغانستان عام 2001، وكذلك عبر استضافتها أواخر القرن الماضي لمؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، وهو ما جلب عليها «انتقاداتٍ واسعة النطاق في الولايات المتحدة.. والدول العربية، وحتى من جانب السلطة الفلسطينية»، رغم محاولات القائمين على القناة استغلال مأساة الشعب الفلسطيني لكسب الشعبية بين العرب والمسلمين.
وشدد روبنسون على أن كل هذه الممارسات شكلت السبب في أن يُنظر إلى الجزيرة على أنها «ناطق بلسان الإرهابيين»، دون أن يمنع ذلك من اعتبارها في الوقت ذاته «خادماً خانعاً لإسرائيل»، بفعل العلاقات المشبوهة القائمة بين النظام القطري والحكومة الإسرائيلية في الخفاء.
من ناحيةٍ أخرى، ألمح دافيد روبنسون إلى أن «الجزيرة» ربما تكون قد خرجت عن سيطرة النظام القطري من الأساس، مُشيراً في هذا الشأن إلى أن من بين أسباب الأزمة الخليجية المندلعة منذ منتصف عام 2017، فشل هذا النظام في الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي لعام 2014، بالنظر إلى أن هذين الاتفاقين كانا يُلزمان الدوحة ضمنياً بلجم أنشطة قناتها المشبوهة حتى يتسنى لها الوفاء بتعهداتها المتعلقة بـ«عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأيٍ من دول المجلس (مجلس التعاون الخليجي) بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر.. وعدم دعم «الإخوان» أو أيٍ من المنظمات والتنظيمات أو الأفراد الذين يهددون أمن واستقرار دول المجلس، عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©