الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

367 مليون درهم من «أبوظبي للاستثمار» لقطاع الزراعة

367 مليون درهم من «أبوظبي للاستثمار» لقطاع الزراعة
10 ابريل 2020 01:26

يوسف البستنجي (أبوظبي)

أعلن مكتب أبوظبي للاستثمار عن استثمار 367 مليون درهم (100 مليون دولار)، في أربع شركات لتأسيس مراكز ومرافق في أبوظبي، تُعنى بإيجاد أفضل الحلول المبتكرة لمعالجة التحديات الزراعية العالمية.
وتعتزم هذه الشركات الرائدة في مجال تطوير التقنيات الزراعية، تأسيس عدد من المرافق والمراكز الجديدة في أبوظبي، بهدف تطوير الجيل التالي من الحلول المبتكرة للزراعة في المناطق والبيئات القاحلة والصحراوية.
وفي هذا الصدد، دخل مكتب أبوظبي للاستثمار في شراكات فردية، مع عدد من الشركات المتخصصة بتطوير التقنيات الزراعية (آيروفارمز، ومزارع مدار، وآر إن زد، وآر دي آي)، بهدف تأسيس مرافق إنتاج ومراكز للأبحاث والتطوير في إمارة أبوظبي، وإنشاء أراضٍ ومزارع وافرة، والمساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه القطاع الزراعي على مستوى العالم، إلى جانب تطوير إمكانيات الإنتاج الزراعي المحلي.
وكان مكتب أبوظبي للاستثمار أطلق برنامج تحفيز خاص عام 2019، بهدف تسريع وتيرة نمو منظومة التقنيات الزراعية في الإمارة، وتشجيع الابتكار في سبيل المساهمة، في تطوير الإنتاج الزراعي، الذي يلبي الاحتياجات المحلية، ويدعم التصدير إلى الأسواق العالمية.

طفرة تكنولوجية
وتفصيلاً، تركز شركة «آيروفارمز» على الجيل التالي من التنميط الوراثي والأبحاث الخاصة بالسمات المذاقية، وتعالج في الوقت ذاته تحديات الزراعة الصحراوية، انطلاقاً من مركز الأبحاث والتطوير الخاص بها، الذي سيمتد على مساحة 8.200 متر مربع في أبوظبي، والذي يضم أكبر مزرعة للزراعة العمودية في العالم، ويوظف 60 من العلماء والمهندسين ومتخصصي الزراعة من ذوي المهارات العالية.
من جهتها، تقوم «مزارع مدار» الشركة المحلية المتخصصة في تطوير التقنيات الزراعية، بإنشاء أكبر مزرعة داخلية تجارية في العالم لزراعة الطماطم، باستخدام تقنية الإضاءة الموفرة «إل إي دي» فقط في مدينة خليفة الصناعية، كما تعتزم الشركة تطوير تقنيات زراعة المايكروجرين، ونشرها تجارياً للمساعدة في توفير إمدادات غذائية محلية منتظمة، تستخدم الموارد الطبيعية بأسلوب مسؤول ومستدام.
وتعمل شركة آر دي آي، على تطوير نظام ري مبتكر لتطوير استخدام المياه للزراعة في الإمارات العربية المتحدة، وإجراء التجارب والأبحاث لزيادة غلال المحاصيل في البيئات الصحراوية والأراضي غير الصالحة للزراعة، في حين ستجري شركة آر إن زد الأبحاث العلمية، لصياغة أفضل حلول ومستلزمات الإنتاج الزراعي، وتحويلها إلى أفكار تجارية واعدة، تساعد في زيادة المحاصيل باستخدام أقل الموارد.
وتتضمن حزم الدعم التنافسية النقدية وغير النقدية، التي قدمها مكتب أبوظبي للاستثمار، فرص استرداد نسب من تكاليف الأبحاث والتطوير، بنسبة تصل إلى 75%، في حال النجاح في تطوير الحلول الجديدة، وتحويلها إلى أفكار تجارية هادفة في أبوظبي.
وتمثل حزم الدعم هذه جزءاً من برنامج مكتب أبوظبي للاستثمار الخاص بالتقنيات الزراعية، الذي تبلغ قيمته مليار درهم (272 مليون دولار)، والذي تأسس السنة الماضية، في إطار برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، الذي يهدف لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والمعرفية والاجتماعية في أنحاء الإمارة.

مبادرات رئيسة
وقال معالي محمد علي محمد الشرفاء الحمادي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي: «استغلال الأراضي، وتعزيز الإنتاج الزراعي أمر في غاية الأهمية، إن هدفنا البعيد يتمثل في دعم وتطوير اقتصاد أبوظبي، القائم على المعرفة، وترسيخ مفاهيم الابتكار التي تسهم في إيجاد الحلول لأبرز التحديات على مستوى المنطقة والعالم، وبعد عام فقط على إطلاق برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، نشهد تقدماً ملحوظاً، وأصبحت المبادرات الرئيسة، مثل برنامج دعم تطوير التقنيات الزراعية التابع لمكتب أبوظبي للاستثمار، تسهم في ترسيخ ثقافة الابتكار في الإمارة، لإيجاد الحلول للتحديات الإقليمية، وخلق الوظائف التي تتطلب مهارات عالية».
وخصص مكتب أبوظبي للاستثمار لغاية الآن 40% من التمويل المتاح، عبر برنامج دعم التقنيات الزراعية خلال السنة الأولى من السنوات الثلاث للبرنامج، الذي يوفر الدعم للشركات المحلية والدولية، التي ترغب بتأسيس أعمالها وتطويرها في إمارة أبوظبي.

الحلول التقنية
ورداً سؤال لـ «الاتحاد»، حول أبرز ملامح الاستثمارات الجديدة، التي أعلن عنها مكتب أبوظبي للاستثمار الآن، قال الدكتور طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار: إن مكتب أبوظبي للاستثمار دخل في شراكات مع أربع شركات رائدة عالمياً في مجال تطوير التقنيات الزراعية، وذلك بهدف تأسيس مرافق جديدة في إمارة أبوظبي، تشكل مرتكزاً لبناء جيل جديد من الحلول التقنية الداعمة لنمو الإنتاج الزراعي في المناطق الصحراوية والجافة، ويمثل هذا الاستثمار جزءاً من برنامجنا الخاص بالتقنيات الزراعية، الذي تبلغ قيمته مليار درهم، والذي تأسس السنة الماضية في إطار برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21».
وأضاف: تسهم هذه الاستثمارات في توفير المئات من فرص العمل المثمرة للكوادر ذات المهارات العالية على مدار السنوات الثلاث المقبلة، وتأتي هذه الشراكات في إطار رؤية مكتب أبوظبي للاستثمار الرامية، لدعم مساعي الشركات المبتكرة، لتطوير أفضل الحلول التقنية، التي تسهم في حل القضايا والتحديات الإقليمية والعالمية الملحة.
وفيما يتعلق بسبب اختيار هذه الشركات لتأسيس أعمالها في أبوظبي، قال: تعتبر أبوظبي المكان الأمثل لتطوير التقنيات الزراعية، إذ تضم أكثر من 24 ألف مزرعة منتجة، كما تتمتع بقربها من أكبر المنتجين الزراعيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، إلى جانب وفرة الأراضي، التي تنعم بالدفء وضوء الشمس على مدار العام.

تسخير الاستثمارات
وحول سبب الإعلان عن هذه الشراكات في هذا الوقت تحديداً، قال الدكتور ابن هندي: لطالما أولت أبوظبي أولوية كبرى للتقنيات الزراعية، من خلال تسخير الاستثمارات لتعزيز الابتكار وأنشطة البحث والتطوير، وتسهم الأبحاث والتقنيات التي يتم تطويرها في أبوظبي في تطوير منظومة التقنيات الزراعية، كما تعمل على تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة للابتكار في تطوير التقنيات الزراعية، وتطبيقها في البيئات الصحراوية.
وفيما يتعلق بأهمية هذا الإعلان بالنسبة لإمارة أبوظبي، قال ابن هندي: يحرص مكتب أبوظبي للاستثمار على توجيه استثماراته، لتسهم في إيجاد حلول فعّالة لمختلف التحديات، ودعم القطاعات الاقتصادية الحيوية، بما في ذلك تطوير منظومة التقنيات الزراعية. وتلعب هذه الشراكات دوراً جوهرياً، في تعزيز الإنتاج الغذائي المستدام في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتزامن مع تعزيز دور استثمارات مكتب أبوظبي للاستثمار، في منظومة التقنيات الزراعية في أبوظبي، في خلق المئات من الوظائف، التي تتطلب مهارات عالية خلال السنوات المقبلة. وحول المهام والنشاطات الجديدة، المرتبطة ببرنامج دعم وتحفيز التقنيات الزراعية، التابع لمكتب أبوظبي للاستثمار، أوضح أن فريق رعاية المستثمرين يعمل بشكل وثيق مع كل من «آيروفارمز» و«مزارع مدار»، و«آر إن زد»، و«آر دي آي»، لدعم بدء تنفيذ خططهم الطموحة للأعمال خلال الأشهر القليلة القادمة.
وقال: نعمل بشكل متواصل مع الشركات المحلية والدولية الراغبة، بتأسيس وتطوير أعمالها في إمارة أبوظبي، وسنواصل تسريع وتيرة نمو منظومة التقنيات الزراعية في الإمارة، وتشجيع الابتكار في سبيل المساهمة في تطوير الإنتاج الزراعي، الذي يلبي الاحتياجات المحلية، ويدعم التصدير إلى الأسواق العالمية.

مزايا وأسعار تفضيلية
توفر أبوظبي للشركات المتخصصة بتطوير التقنيات الزراعية، العديد من المزايا، تتضمن التخصيص الأفضل للأراضي الزراعية، بأسعار تفضيلية، والرسوم التفضيلية للاستيراد، وانخفاض تكاليف العمليات التشغيلية، بفضل تنوع المصادر الاقتصادية للطاقة في الإمارة، بالإضافة إلى الدعم المشترك من قبل مختلف الأطراف المعنية، وفي مقدمتها هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، لتحديد موضوعات البحث، وتسهيل الحصول على الموافقات الخاصة، باستصدار التراخيص لاختبار ابتكارات عمليات الأبحاث والتطوير الجديدة.
وتتاح لهذه الشركات فرصة الاستفادة من خدمات لوجستية متقدمة، وعقد شراكات مع أبرز الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، لتسهيل التعاون في مجال أبحاث التقنيات الزراعية، مثل جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا.

24 ألف مزرعة منتجة
تمثل التقنيات الزراعية، التي توليها حكومة أبوظبي أهمية قصوى، أفضل الحلول للتحديات والمشكلات التي تواجهها صناعة الزراعة على مستوى العالم، وذلك من خلال ترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع والاستثمار في الأبحاث العلمية والتطوير، في ظل وجود المناخ الصحراوي والشمس ووفرة الأراضي، ما يجعل من أبوظبي الموقع الأمثل لتطوير أفضل التقنيات الزراعية المخصصة للبيئات الصحراوية.
ويوجد حالياً ما يصل إلى 24 ألف مزرعة منتجة تعمل في أبوظبي، وتستخدم العديد منها تقنيات الري الحديثة والزراعة المائية، لتعزيز غلال المحاصيل بأقل استهلاك للمياه.

الشركات المبتكرة
قال الدكتور طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار: «تسهم أربع من الشركات المبتكرة في مجال التقنيات الزراعية، في دعم جهودنا ومهامنا الرامية إلى تحويل الصحراء إلى أرض زراعية خضراء، وقد حرص مكتب أبوظبي للاستثمار على العمل مع عدد من الشركات المبتكرة والخلاقة، للمساعدة لتطوير الإنتاج الزراعي، وتحقيق النجاح المستدام، بما يتناغم مع رؤية أبوظبي طويلة الأمد لتطوير القطاع الزراعي في الإمارة، وستساهم كل شركة من هذه الشركات في تعزيز منظومة الإنتاج الزراعي الراسخة لدينا، بالاستفادة من وفرة الأراضي، والحرارة الطبيعية، والأسعار التنافسية للطاقة، وإمكانية الوصول إلى المعاهد والجامعات البحثية والكفاءات المميزة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©