الدوريات الإلكترونية تتصدى لتزوير الحسابات على "إنستغرام"

تحرير الأمير وجمعة النعيمي (دبي، أبوظبي)

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تزوير الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الحسابات الوهمية التي تملأ الفضاء الإلكتروني باعتبارها لشخصيات مرموقة في المجتمع، حيث تنشط وراء هذه الظاهرة عصابات متخصصة وأفراد بدوافع مختلفة يتصدرها الابتزاز.
وفوجئ عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أصحاب الحسابات على «انستغرام» بتزوير حساباتهم بطرق احتيال غربية، قد يصعب اكتشافها في بعض الأحيان.
وقال اللواء خليل المنصوري، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي: «إن الدوريات الإلكترونية، التابعة لإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الإدارة العامة للتحريات، أغلقت مؤخراً مئات الحسابات المشبوهة، بالتعاون مع الجهات المختصة، ممثلة بهيئة تنظيم الاتصالات، والشركات المزودة لذلك الحساب».
وأضاف أن شرطة دبي أطلقت حملات تنويرية ورسائل تحذيرية على حساب الشرطة الرسمي من حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتشر بقوة لمشاهير أو لشخصيات مهمة من أجل اصطياد الضحايا، لأهداف مادية، كما خصصت منصة «ecrime» على الرابط www.ecrime.ae، منذ نحو عام لتلقي أي شكوى بهذا الخصوص، كما يمكن التواصل عبر مركز الاتصال الموحد 901، وسيتم مساعدة الشخص بسرية تامة، وفتح بلاغ في حال تلقى تهديداً، أو تعرض لعملية ابتزاز.
وكانت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، بالتعاون مع إدارة التوعية الأمنية وهيئة تنظيم الاتصالات، قد أطلقت ديسمبر الماضي حملة لتوعية أفراد المجتمع، تحت عنوان «احذر الحسابات الوهمية»، «تويتر»، و«فيسبوك»، و«انستغرام»، بهدف حماية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف المنصوري: «إن المحتالين ينتحلون صفة شخصيات مهمة في الدول ورموز وطنية، ويكون الحساب شبيهاً تماماً بالحساب الأصلي، ومدعماً بالصور والمعلومات، ثم تبدأ عملية النصب معهم عبر الرسائل، ويطلبون منهم تبرعات لمشروعات خيرية أو إنسانية ثم تتم عملية السطو على الأموال، ويغلق صاحبه الحساب فور الانتهاء من عملية النصب ليبدأ مجدداً»، مؤكداً أن شرطة دبي، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات، ومركز دبي للأمن الإلكتروني، تبذل جهوداً للحد من تلك الجرائم التي أثبتت التحريات أن معظم المتورطين فيها من خارج الدولة، وينتمون إلى فئات عمرية شبابية.
وأوضح أن هيئة تنظيم الاتصالات تستخدم نظام رصد ذكياً، يتعقب تلك الحسابات، ويتم الإغلاق خلال أقل من 24 ساعة، بالتنسيق مع مزودي الخدمات في شبكات التواصل، وأن معظم هؤلاء «الهاكرز» من خارج الدولة، لذا نقوم بإجراءات لحماية الضحايا عبر إغلاق الحسابات الوهمية فوراً، وضبط كل من يتورط في ذلك إذا كان داخل الدولة، والتنسيق مع الجهات ذات الصلة في الدول التي لديها اتفاقات تعاون مع الإمارات.

الحبس والغرامة
حدد القانون الاتحادي غرامة مالية بقيمة 250 ألف درهم لأصحاب الحسابات الوهمية، طبقاً للمادة 11 من قانون مكافحة تقنية المعلومات رقم 5 لسنة 2012، الذي نص على أنه «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة واحدة، والغرامة التي لا تقل عن 250 ألف درهم، ولا تتجاوز مليون درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استولى لنفسه أو لغيره بغير حق، على مال منقول أو منفعة، أو على سند أو توقيع هذا السند، وذلك بالاستعانة بأي طريقة احتيالية، أو باتخاذ اسم كاذب، أو انتحال صفة غير صحيحة عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو نظام معلومات إلكتروني، أو إحدى وسائل تقنية المعلومات».
وحجبت شرطة دبي أكثر من 500 حساب وهمي، بأسماء مشاهير، كما رصدت نحو 3000 حساب مشبوه، خلال العام الماضي، مقابل 1700 في 2017، و1899 حساباً مشبوهاً في عام 2016.

أخبار ذات صلة

الإمارات تعرب عن أسفها لفشل اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

الإمارات تعرب عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة .. وتدعو إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة التصعيد

حلول لمساعدة العملاء
أكدت هيئة تنظيم الاتصالات لـ«الاتحاد» أنها تتعامل مع الحسابات المزورة والوهمية عن طريق إبلاغ الجهات المعنية بهذه الحسابات، ويتم طلب الحذف من شبكات التواصل الاجتماعي.
وأضافت الهيئة أنها تعمل حول حلول فنية جديدة لحماية العملاء، وذلك من خلال عمل عدد من الحملات التوعوية لتجنب الوقوع في حالات النصب والاحتيال على حسابات الهيئة في مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام العملاء لأدوات الإبلاغ المتوفرة لدى تطبيقات التواصل الاجتماعي، واستخدام أدوات الحماية المتوافرة في تطبيقات التواصل الاجتماعي لتجنب سرقة الحسابات واستغلالها في عمليات النصب والاحتيال، مثل التحقق بخطوتين، وإعدادات الخصوصية، وربط الهاتف المتحرك بالحساب.
كما رصدت هيئة تنظيم الاتصالات ما يقرب من 1500 من الحسابات المزورة للعملاء من منذ بداية العام حتى الآن، وبلغ معدل الحسابات الوهمية المتوسطة خلال اليوم الواحد نحو 16 حساباً.

الحماية من الاختراق والسرقة
قدم متخصصون في تقنية المعلومات نصائح في هذا الصدد منها الحرص دائماً على استخدام كلمات سر آمنة في شبكات التواصل الاجتماعي، وتغييِّر كلمة السر دوريًا، واستخدم كلمات سر قوية، مع ضرورة استيعاب مهارات إعدادات الخصوصية المبدئية في موقع شبكات التواصل الاجتماعي وتعلم كيفية تغييرها، وكن حذراً عند استخدام شبكتك الاجتماعية في أماكن الإنترنت العامة، امسح كلمة سرك وتاريخ تصفحك.
واستخدم https:/‏‏‏‏‏‏/‏‏‏‏‏‏‎ للولوج إلى مواقع شبكات التواصل الاجتماعي لحماية اسم المستخدم وكلمة السر والمعلومات الأخرى التي ترسلها، فاستخدام https:/‏‏‏‏‏‏/‏‏‏‏‏‏‎ بدلًا من http:/‏‏‏‏‏‏/‏‏‏‏‏‏‎ يضيف طبقة ثانية من الحماية، واحذر من وضع معلومات أكثر من اللازم في حالتك الشخصية، واحذر أيضاً من توحيد حساباتك في شبكات التواصل الاجتماعي لأنه في حال تم اختراق حساب واحد سيتم سرقة جميع الحسابات، ولا تعتمد على شبكات التواصل الاجتماعي لتكون المستضيف الأساسي في تخزين ملفاتك أو معلوماتك.