الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شريف عرفة يكتب: امتلك زمام عقلك

شريف عرفة يكتب: امتلك زمام عقلك
10 ابريل 2020 00:10

لا تتوقف عقولنا عن العمل.. وتتداعى أفكارنا كشلال هادر دائم التدفق بذكريات وتوقعات وخيالات وافتراضات لا نهاية لها.. ومعها تتقلب مشاعرنا وحالتنا المزاجية..
فمشاعرنا ليست مجرد استجابة لما نواجهه في العالم الخارجي فقط، بل إن ما يدور في عالمنا الداخلي يتلاعب بأحاسيسها بشكل يفوق تأثير الواقع الذي نعيشه ذاته.. أتريد أن تجرب بنفسك؟
تخيل معي موقفاً كابوسياً يتحقق فيه شيء لا تحب حدوثه.. تخيل تفاصيل هذا الموقف لبرهة.. هل فعلت؟ بالتأكيد أثار ذلك في نفسك شعوراً سيئاً... وهذا عجيب لو أردت رأيي، لأنك تجلس الآن -كما ترى- في مكان آمن تقرأ هذا المقال ولا يوجد سبب ملموس لهذا الشعور، ورغم ذلك استطاعت فكرة خيالية أن تحرك مشاعرك أكثر من الواقع الذي تعيشه!

لذلك، لا تترك طوفان الأفكار التلقائية يجري دون أن تقيم عليه السدود والقنوات وتقوم بتوجيهه لصالحك أنت.. فالمشاعر هي المفتاح الحقيقي للسعادة ورفع كفاءة أدائك في الحياة.. فبسببها تكون متحمسا شغوفا بما تفعله، أو يائسا مكتئبا غير مثابر… فهل هذا أمر يمكن تركه للمصادفة؟ من المنطقي أن يقوم الواحد منا بتوجيه حالته المزاجية والانفعالية، لا تتركها رهينة لأفكار عشوائية..

إذا وجدت أنك تشعر بشعور سيئ بسبب فكرة طرأت في ذهنك، اسأل نفسك: هل هذا ما أريد الشعور به حقا؟ إذا كانت الإجابة هي لا، فقرر ألا تستمر في هذا النمط من التفكير.. قم بكسر تسلسل الأفكار السلبية التي ستجرفك معها لمنطقة لا تريدها.. شتت نفسك، جادل الفكرة السلبية، ركز في شيء آخر، مارس تدريبا للاسترخاء، أو ركز في مدخلات أخرى تثير فيك الشعور المطلوب. فكر في جانب مشرق أو شيء إيجابي أو ذكرى سعيدة..

حالتك الشعورية تتحكم في طريقة رؤيتك للعالم من حولك.. ففي التجارب النفسية وجدوا أن الشخص المكتئب والقلق، يكون متحفزاً وشاعراً بالخطر، لدرجة أنه لو رأى مؤثراً مبهماً (يمكن تفسيره بأكثر من طريقة) فإن عقله سيفسره فوراً بأنه سلبي.. في حين أن الشخص السعيد المتفائل، لو تعرض لنفس المؤثر سيفسره بشكل إيجابي.. كلاهما واجه نفس الموقف، لكن حالتهما الشعورية جعلتهما يعيشانه بطريقتين مختلفتين تماما..

لو قررت أن تكون متفائلاً، ستجد انتباهك مركزا على هذا النوع من المؤثرات التي تعزز هذا الشعور.. أو كما قال ابن سينا: المستعد للشيء تكفيه أبسط أسبابه!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©