الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

3 أطباء إماراتيين يواجهون «كورونا» في أميركا وكندا

3 أطباء إماراتيين يواجهون «كورونا» في أميركا وكندا
9 ابريل 2020 01:38

هناء الحمادي (أبوظبي)

آثر أطباء إماراتيون البقاء في مستشفيات متروبوليتان كلية الطب بجامعة نيويورك وهيوستن في الولايات المتحدة، ومونتريال الكندية، لتقديم العون والمساعدة لزملائهم ضمن الصف الأول بالجيش الأبيض في مواجهته ضد «كوفيد- 19» غير عابئين بالمخاطر المحيطة بهم، وألزموا أنفسهم بتلبية نداء الواجب، في محاولة جماعية مع أطباء العالم، كل في تخصصه، للتصدي لهذا الفيروس، ومنعه من حصد المزيد من الأرواح، وحقق أبناء الإمارات بذلك أصداء كبيرةً لهذه المشاركة الإنسانية التي أثمرت عن الكثير من التقدير والاحترام.

أحمد المازمي.. 18 ساعة عمل متواصلة
فضل البقاء وعدم ترك الأماكن فارغة، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من أركان المنظومة الصحية في هيوستن بولاية تكساس الأميركية.. إنه الدكتور أحمد حسن المازمي طبيب الأطفال المتخصص في العناية المركزة لحديثي الولادة والخدج في مستشفى كلية طب بايلور- هيوستن، والمبتعث من مكتب البعثات الدراسية في وزارة شؤون الرئاسة..
وعن مشاركته يقول: «من منطلق التعاليم الإسلامية وثقافة وأبناء الإمارات وأخلاقهم، أنا موجود هنا لترك بصمة وسيرة عطرة عن عطاء بلادي».
ورغم عمله الذي يتطلب العمل في مناوبات تستمر لمدة 18 ساعة متواصلة، إلا أنه في الصف الأول لخدمة الأطفال المرضى والكشف عليهم، مؤكداً أن من واجب الطبيب ومن حسن الأخلاق الطبية والأصول المهنية بذل كل الجهد لمعالجة المرضى، وهذا جزء من رد الجميل في هذه الظروف الصعبة كوننا سفراء الطب لدولة الإمارات في هيوستن.


وأضاف: «وقوفنا إلى جانب أصدقائنا الأطباء يعكس قوة التلاحم الإنساني في هذا الظرف الخاص، وسط دهشة المرضى والكوادر الطبية من وجودنا معهم في هذه الأيام العصيبة، وعدم رجوعنا إلى الوطن، وفي هذه الظروف تبرز الإنسانية والمسؤولية التي يتمتع بها الطبيب الإماراتي».
وبيّن المازمي أن الدور الذي يقوم به يتمثل أنه يتعامل مع فئة عمرية لديها القدرة على التعافي بشكل سريع والتدهور في الوقت نفسه بشكل أسرع، ما يستدعي التركيز في الأوقات كلها، بالإضافة إلى وجودي في حالات الولادة الحرجة، حيث أشعر بالفرح عند سماع بكاء المولود لأول مرة وهو يخرج إلى الدنيا.
ويضيف: «وفقاً لآخر الدراسات التي أجريت لأمهات مصابات بـ(كورونا)، فقد تبين أن نسبة انتقال الفيروس عن طريق مشيمة الأم ضئيلة جداً، لكن يكمن الخطر الأساسي في الخوف من التقاط الفيروس من خارج المستشفى، أو من أهالي المرضى». وعن سبب عدم عودته إلى الوطن، يؤكد المازمي «حبي لمهنتي الإنسانية وثقتي الكبيرة بأن أفراد أسرتي وأهلي في الإمارات بخير ويلقون كل الرعاية، أمر زرع الراحة والاطمئنان في قلبي لمواصلة مسيرة العلم والعمل».

خالد المهيدب: قرار حاسم في وقت حرج
خالد أحمد المهيدب، الطبيب في قسم الطب الباطني في مستشفى متروبوليتان - كلية طب جامعة نيويورك مبتعث من مكتب البعثات الدراسية في وزارة شؤون الرئاسة، ويعمل في قسم «الأشعة التداخلية» ويرتبط عمله بالجراحات البسيطة للحصول على نتائج أفضل، ومضاعفات أقل.
رغم قضاء ساعات عمل طويلة، يؤكد المهيدب أنه لا يكل، ولا يتأخر في أداء الواجب، الذي دفعه إلى اتخاذ قرار ليس سهلاً في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العالم، ولم يشعر بالحيرة بين اختيار البقاء أو العودة إلى الوطن، لأنه يؤمن بأن مهنته الإنسانية تتطلب منه التضحية، لمساعدة زملائه الأطباء في عملهم المشرف، ويقول: «ما أقوم به ليس تطوعاً، بل التزام إنساني وأخلاقي زرعته فينا القيادة الرشيدة، وهي تمد يد العون لجميع أنحاء العالم وقت الشدة».

وعن الإجراءات المتبعة لحماية الأطباء، أوضح أنه قبل الدخول إلى عمله يستخدم واقياً للجسد والوجه والعينين، للحماية من الإصابة بالمرض أو نقل العدوى، مشيراً إلى أن السفارة ومكتب البعثات في وزارة شؤون الرئاسة على تواصل يومي للاطمئنان على صحته.

معاذ الزرعوني: المرضى منحوني أسرارهم ولن أتخلى عنهم
معاذ عبدالرحمن الزرعوني اختصاصي الطب النفسي في مستشفى مونتريال للأطفال، ويعمل في وحدة الطب النفسي للأطفال والمراهقين، ومبتعث من مكتب البعثات الدراسية في وزارة شؤون الرئاسة.
يقول الزرعوني عن اختياره هذا التخصص: «بعد تخرجي وممارستي الطب النفسي لمدة خمس سنوات، قررت التخصص في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، لكون الأمراض التي قد تصيب الإنسان في هذه المرحلة العمرية لها تأثير على بقية حياته».
ورغم المناوبات الطويلة والمتعبة، فإن الزرعوني يتابع المرضى باستمرار، خاصةً الذين يعانون أمراضاً مزمنة، مثل اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه وصعوبات التعلم، والتأكد من خلوهم من أعراض تتصل باضطراب القلق أو الاكتئاب، وهذه الأعراض قد تزيد حدتها في مثل هذه الظروف غير الاعتيادية التي نمر بها حالياً، كالبقاء في المنزل، وتجنب الاختلاط مع الآخرين.

أعراض
لا يقتصر عمل الزرعوني على ذلك، بل يقوم بإرشاد الوالدين إلى أهمية متابعة أبنائهم، والحرص على وجود برنامج يومي يحتوي على نشاطات حركية داخل محيط المنزل، وتوعيتهم بممارسة نشاطات بين أفراد الأسرة، فالأشخاص الذين يقضون فترات طويلة جداً في العزل الصحي عرضة أكثر عن غيرهم للإصابة بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
وعن عدم العودة إلى الوطن في هذه الظروف، يقول الزرعوني: «جهة الابتعاث أعطتنا الخيار بالبقاء أو الرجوع، وبعد الاستشارة مع مرشدي الأكاديمي في الدولة ومع الأطباء الأكثر خبرة مني في جامعة ماجيل في كندا، قررت البقاء ومواصلة عملي ومتابعة مرضاي وحمايتهم من الإصابة بكورونا».


ويضيف: «لديّ عدد كبير من المرضى الذين أتابعهم من حوالي منذ 9 أشهر، ومن أهم قواعد الطب النفسي خلق علاقة مبنية على الثقة بين الطبيب والمريض، لذا لم أرغب في الاختفاء فجأة، والتخلي عن مرضاي، فهم منحوني أسرار حياتهم، وواجبي أن أكون بجانبهم في هذه الظروف».

جنود الإمارات
وأضاف: «أقسمت بأن أصون حياة الإنسان في كل الظروف والأحوال، باذلاً رعايتي الطبية للقريب والبعيد، والجملة التي دائماً تردد في ذهني كلما استشعرت أي صعوبات هي تأكيد القيادة الرشيدة أن (علينا أن نحقق أرقاماً غير مسبوقة في المجالات كافة)، فإذا لمسني أي شعور بالهزيمة أو الشعور بالغربة والوحدة في مثل هذه الظروف دائماً أتذكر بأنني جندي من جنود الإمارات».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©