الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الطيران المدني» تشترط تعديلات «بوينج» للسماح لـ«737» بالتحليق

«الطيران المدني» تشترط تعديلات «بوينج» للسماح لـ«737» بالتحليق
4 ابريل 2019 01:36

بسام عبد السميع (أبوظبي)

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت أمس، فعاليات معرض وقمة «إيكاو» في أبوظبي، تحت شعار «البلوك تشين: اقتناص الفرص الكامنة»، والتي تستمر حتى 4 أبريل الحالي بحضور أكثر من 90 دولة و800 مشارك.
وقال محمد سيف السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني: «إن رفع الحظر عن طراز بوينج 737 ماكس 8، للشركات الوطنية والأجنبية، والذي قررته الهيئة كإجراء احترازي، بعد حادثة الطائرة الأثيوبية في الـ10 من مارس الماضي، لن يتم إلا بعد إجراء الهيئة تقييماً للتعديلات التي تنفذها «بوينج» حالياً لهذا الطراز والموافقة عليها من جانب الإدارة المختصة»، لافتاً إلى استمرار التحدي المتمثل في وجود حمائية في بعض الدول في أوروبا وبعض الدول العربية في قطاع الطيران، والتي تحد من زيادة عدد الرحلات للشركات العاملة بالقطاع.
وأضاف السويدي: «ستقوم الهيئة بتقييم التعديلات التي ستجريها (بوينج)، من خلال لجنة فنية وإدارة متخصصة لدي الهيئة، للوقوف على الوضع النهائي بشأن السماح بعودة عمليات الطائرة في أجواء الدولة»، متوقعاً أن تقوم الشركة خلال الأيام المقبلة بدعوة كل مشغلي الطراز للاطلاع على التعديلات التي أجرتها لهذا الطراز.
وأشار إلى عدم تلقي الهيئة طلبات لإنشاء شركات طيران وطنية جديدة، وكذلك عدم تلقي طلبات لتسيير رحلات طيران إلى الدولة، لافتاً إلى أن إجمالي الرحلات اليومية للدولة تقارب 2000 رحلة.
وحظرت الإمارات في منتصف مارس الماضي، طائرات بوينج 737 ماكس ومنعتها من الدخول إلى مجالها الجوي، بعد حادث الطائرة الإثيوبية الذي راح ضحيته 157 شخصاً، ويذكر أن شركة الطيران الإماراتية الوحيدة التي تضم في أسطولها طائرات من هذا الطراز، هي فلاي دبي.
بالمقابل، أعلنت شركة بوينج في الـ24 من الشهر الماضي، الانتهاء من إصلاح نظام منع السقوط (ام سي ايه إس)، الذي يشتبه في أنه تسبب في الحادث الذي تعرضت له طائرة 737 ماكس 8 التابعة لشركة «ليون اير» في أكتوبر 2018، وأسفر عن مقتل 189 شخصاً.
وأفادت مصادر بأن الشركة في صدد تقديم التعديل للمسؤولين والطيارين في شركات طيران أميركية عدة في رينتون في ولاية واشنطن، حيث يتم تجميع الطائرة، ويحتاج الإصلاح، الذي نفذته بوينج إلى موافقة إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، إحدى السلطات التي قررت منع تحليق طائرات 737 ماكس 8، وكانت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية قد طلبت من بوينج تغيير هذا النظام في موعد أقصاه أبريل الجاري.

قمة البلوك تشين
وأوضح السويدي في كلمته، خلال افتتاح القمة، أن الإمارات تطرح أفكاراً جريئة في قطاع الطيران، فقد سبق لها أن طرحت تكنولوجيا الأمن الإلكتروني، والآن تطرح استخدام تطبيقات البلوك تشين.
وقال السويدي: «إن نطاق وحجم صناعة الطيران، وما لهذا القطاع من أهمية محورية للاقتصاد العالمي، يدفع جميع الشركاء لمواصلة العمل معاً لتوفير البيئة الداعمة لنمو هذا القطاع وتقدم هذه الصناعة، ولا شك في أن تقنية البلوك تشين ستكون لها فوائد عديدة تساهم في الدفع نحو هذا الاتجاه».
وتابع: «إن التقنيات المبتكرة والقدرة على استغلالها واقتناص الفرص والحلول التي توفرها عناصر مهمة لا تنفك عن قطاع الطيران الذي هو بدوره جزء من منظومة دولية كبرى يؤثر ويتأثر بها، كما أن مشاركة الخبراء والمتحدثين البارزين، والعديد من الشركاء في قطاع الطيران حول العالم تحت سقف واحد هو أمر يحتسب لهذه القمة».
وأضاف: «من هنا تبرز أهمية هذه القمة لتوفير أرضية مشتركة تجمع جميع هذه الجهات للعمل لصالح قطاع صناعة الطيران على المستويين المحلي والدولي، وان جهوزية قطاع الطيران لمواجهة التحديات التي يحملها لنا المستقبل هي مسؤولية مشتركة، تضم الحكومات وشركات الطيران والمطارات، والمصنعين».
وقال السويدي: «تهدف الهيئة باستضافتها قمة البلوك تشين، بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولية (ايكاو)، إلى تعزيز تطوير هذه التقنية، وتكريس الإمكانات كافة للمحافظة على نظام طيران مدني آمن وفعال»، مضيفاً: «نعمل باستمرار مع الشركاء في مختلف القطاعات لاستكشاف الطرق المثلى لاستخدام تقنيات البلوك تشين في تعزيز التجارب السياحية لتقديم رحلات أكثر سلاسة».

خطوات جريئة
وقال السويدي: «نسعى لاتخاذ خطوات جريئة لاستخدام البلوك تشين، وإنه من مصلحة جميع الدول دراسة استغلال هذه التقنية وتطبيقاتها».
وأضاف: «أصبحت كلمة بلوك تشين متداولة على نطاق عالمي، حيث إن طبيعة الاستخدامات الصارمة للتقنية تجعلها أكثر مناسبة للاستعانة بها أيضاً في قطاع الطيران، ففي تقرير صادر مؤخراً عن شركة أكسنشر للاستشارات الإدارية، ظهر أن 85% من الشركات العاملة في مجال الطيران تتوقع استخدام هذه التقنية في عملياتها مع حلول 2021، وتقوم العديد من الناقلات الجوية مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران بدراسة الفائدة المرجوة من تكريس هذه التكنولوجيا والعوائد التي ستحصدها عملياتها».
وأشار إلى أن القمة، أساساً، لجعل تطبيقات التكنولوجيا الحديثة واقعاً نعيشه ونجني ثماره، قائلاً: «الإمارات ملتزمة بدعم كل مبادرات تقدم صناعة الطيران بشكل آمن ومستدام».

مذكرة تفاهم
وخلال القمة، وقعت حوسبة أوراكل والهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات مذكرة تفاهم، ستشترك في استكشاف وتحديد المجالات التي يمكن من خلالها استخدام أحدث تقنيات أوراكل القائمة على «السحابة»، وتقديم خدمات محسنة، وتلبية متطلبات أعمال قطاع الطيران في دولة الإمارات.
كما يقام على هامش القمة معرض تستعرض من خلاله عدد من الجهات، بما في ذلك الجهات الحكومية والشركات العالمية والمصنعون ومقدمو الخدمات، مجموعة متنوعة من الحلول المتعلقة بتقنية البلوك تشين، لمواجهة التحديات في قطاع الطيران.

تعزيز القدرات
وتناولت الورش موضوعات متنوعة، مثل إمكانات تقنية البلوك تشين، وتعزيز قدرات الدول من ناحية تطوير البرنامج الرقابي، والاحتياجات، لتمكين وتشغيل تقنية البلوك تشين في مجال الطيران، والتحديات المترتبة على تبني هذه التقنية.
وأطلقت حكومة الإمارات في أبريل من العام الماضي استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية (بلوك تشين) 2021، وتهدف الاستراتيجية إلى تطويع التقنيات المتقدمة وتوظيفها لتحويل 50% من التعاملات الحكومية على المستوى الاتحادي إلى منصّة بلوك تشين بحلول عام 2021.

أليو: التقنية تعيد صياغة الرحلات
قال الدكتور أولومويا بينارد أليو، رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي «الايكاو»: «إن تقنية البلوك تشين بها إمكانات واعدة لإعادة صياغة الرحلات التي تشهد تزايداً كبيراً، كما ستعزز من قدرتنا على الوفاء بالاحتياجات المتنامية والجودة وضمان وسلامة العمليات التشغيلية في النقل الجوي وقواعد البيانات والأمن والسلامة وسهولة التتبع وتعزيز كفاءة المسؤولية وستوفر القدرة للتحقق من هوية المسافرين بطريقة شفافة في تعزيز التعاون الدولي في الأمن الإلكتروني الرامية لمواجهة التهديدات على صعيد قطاع الطيران المدني».
وأضاف: «مع نمو عدد حركة المرور بمعدل ضخم، تبدأ التحديات والمخاطر الجديدة في الظهور على رادار نظامنا بشكل أسرع بكثير مما حدث من قبل»، موضحاً أن أحد هذه التحديات في العدد المتزايد للأنشطة اللوجستية والإدارية والرقابية التي ستنجم عن النمو المروري المتوقع، وتقليل الضغط على الموارد البشرية الحالية، وفي الوقت نفسه الحفاظ على مستويات الطلب والجودة المتزايدة، يمكن أن تكون لتقنيات بلوك تشين فائدة هائلة. وأشار إلى أن «الايكاو» تسعى دوماً لتطبيق أحدث التقنيات التي من شأنها إحداث ثورة ونقلة نوعية في قطاع الطيران.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©