الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولة ثانية في السنغال

29 فبراير 2012
يبدو أن الانتخابات السنغالية تتجه نحو جولة ثانية، مما قد يفتح فترة اضطراب في أكثر ديمقراطية استقراراً في غرب أفريقيا. فبعد فرز 10 في المئة من الأصوات، تشير النتائج الأولية إلى أن الرئيس عبد الله واد فاز بـ 24 في المئة فقط من الأصوات، بينما فاز أقرب منافسيه ضمن مجموعة تضم 13 مرشحاً بـ 21 في المئة. وحسب القانون السنغالي، فإنه يتعين على المرشح الرئاسي أن يفوز بأكثر من 50 في المئة من الأصوات حتى يتجنب جولة ثانية. غير أن هذه النتيجة تعد أبعد ما يكون عن الانتصار الساحق الذي توقعه الرئيـس "واد" وتعكـس الانقسامـات التـي أثارهـا قـراره الترشح لولايـة ثالثـة بعد أن كان وعد برئاسة البـلاد لولايتين اثنتين فقط. وفي حال مرت جولة انتخابات ثانية في ظروف جيدة، فإن ذلك يمكن أن يساعد على حل ذلك للنزاع. غير أن أي جولة ثانية ستُخضع الديمقراطية للاختبار في السنغال، البلد الوحيد في المنطقة الذي لم يسبق له أن شهد انقلاباً عسكرياً. وبشكل عام، بدا أن عملية التصويت التي جرت يوم الأحد الماضي كانت سليمة ومنظمة عبر البلاد، غير أنه عندما قام "واد" بالإدلاء بصوته في دكار، استُقبل باستهجان وتنديدات الحشود في مكتب الاقتراع، مثلما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية، حيث رُددت شعارات من قبيل: "ارحل أيها العجوز"، و"ارحل يا واد". الرئيس "واد" وصل إلى السلطة واعداً بالمساعدة على تحويل السنغال إلى سنغافورة غرب أفريقيا، وخلال فترة رئاسته، تمكنت البلاد من تحقيق معدلات نمو بلغت 4 في المئة، ومعدلات تعليم أعلى، وزيادة متوسط أمد الحياة. كما نجحت البلاد في جذب سيل من المستثمرين الأجانب والبنوك الفرنسيـة، علمـاً بأن السنغـال ليسـت اقتصاداً غنيـاً بالنفـط مثل نيجيريـا، أو غنيا بالموارد الطبيعية مثل الذهب، على غرار ساحل العـاج أو غانا. ومثلمـا كتب مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" درو هينشو، فإن عامل الجذب الرئيسي في السنغال هو استقرار البلاد وقوتها العاملة المتعلمة الكبيرة نسبياً. "واد" مازال يتمتع بشعبية في كثير من مناطق البلاد بفضل هذه الإنجازات، ولكن بالنسبـة لشباب المدن -الذين مازال 30 في المئة منهم يعانون البطالة رغم هذه الأوقات المزدهرة- فإن "واد" هو الرجل الذي يتحمل مسؤولية معاناتهم. وعقب قرار للمحكمة الدستورية يسمح لـ"واد" بالترشح لولاية ثالثة، اندلعت احتجاجات كبيرة في العاصمة داكار. وقامت الشرطة بتفريق الحشود بواسطة الغازات المسيلة للدموع والهراوات والرصاص المطاطي، وقُتل ستة أشخاص. ووعد النشطاء الشباب بجعل البلاد "غير قابلة للحكم" إذا فاز "واد" بالانتخابات، كما قال مرشحو المعارضة إن الاحتجاجات ستستمر إذا بدا أن خروقات للقانون قد حدثت بشأن طريقة عد الأصوات وفرزها. ونقلت وكالة "أوسشييتد برس" عن نجم موسيقى البوب الدولي يوسو ندور قوله: "أود أن أقول لواد إن الجميع يراقب السنغال، وعليه أن يحرص على أن تكون عملية التصويت شفافة للغاية". وكان "ندور" قد خطط للترشح ضد "واد"، ولكنه أقصي من قبل المحكمة الدستورية بسبب عدم استيفائه لكل الشروط القانونية. وأضاف قائلاً: "إننا لن نقبل أن يزور أحد الأصوات". رئيس نيجيريا السابق "أولوجان أوباسنجو"، الذي يقود بعثة مراقبي الاتحاد الأفريقي، دعا السنغاليين إلى "تجنب كل أشكال العنف خلال الانتخابات" و"تعزيز الإنجازات الديمقراطية للسنغال". ومن جانبه، أشاد جوني كارسون، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية الذي راقب الانتخابات السنغالية أيضاً يوم الأحد، بالنظام الذي ميز عملية التصويت. ولكن الحكومة الأميركية انتقدت قرار "واد"، قائلة إنه "يعرض أمن بلاده للخطر عبر الإصرار على السعي وراء ولاية ثالثة"، حسب تعبير السفير الأميركي دانييل لوكنز. الآن، تتجه كل الأنظار إلى خصم "واد" الرئيسي "ماكي سال"، الذي كان في الماضي من المشمولين بعطف وحماية "واد" نفسه. ونظراً للنتائج الأولية التي أظهرت سباقاً ضيقاً بين "واد" و"سال"، توقع هذا الأخير أن جولة انتخابات ثانية "أمر لا مفر منه" حيث قال في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، حسب وكالة الأنباء الفرنسية: "إن الأرقام التي بحوزتنا، والتي نشرت في وسائل الإعلام وأنساق التصويت التي لوحظت في مكاتب الاقتراع تُظهر أن جولة ثانية أمر لا مفر منه". سكوت بالدوف محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©