الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

السفر.. و«كورونا»

السفر.. و«كورونا»
7 ابريل 2020 02:45

ما زلنا نتابع بأمل يشوبه الحذر ما يجري في العالم من تداعيات هذا الفيروس الذي أحال العالم إلى قرية خائفة، يحيطها وحش «الكورونا» من كل جانب، وما زال الجميع - تقريباً - يضرب أخماساً في أسداس محاولاً معرفة كيف سينظم جدوله في الصيف القادم، فمن اعتاد الانطلاق والسفر يواجه صعوبة في اتخاذ القرار في ظل تخوفه من هذا الأمر، فما زال العالم يرضخ تحت ضربات المعلومات التي تؤكد أن الخطر موجود، والحذر مطلوب، وأن السفر للسياحة والهواية ليس الخيار الأمثل في هذا الوقت.
شركات الطيران عانت كثيراً هذا التغيير الذي ضرب عصب الاقتصاد في كل مكان، فالتأجيلات غير مسبوقة والطائرات تقلع خالية من ركابها، وعدد الرحلات وصل إلى أرقام مخيفة والخسائر تتوالى، وبعض الإجراءات المتخذة من الشركات كتأجيل التذاكر دون رسوم أو ردها، أثّر بشكل سلبي على عدد الرحلات، وأصبحنا نسمع أخباراً مزعجة لمحبي السفر، مثل: إلغاء الفعاليات في أغلب المدن، إغلاق للمتاحف وأماكن الزيارات السياحية، التفتيش المزعج في المطارات، المسح الطبي للتأكد من الخلو من أعراض المرض، التأخر في تسلم الحقائب، وتأخير في الرحلات.
ما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه محبو السفر وعشاقه (وأنا منهم)، هل نسافر ونضرب بعرض الحائط كل التحذيرات، هل نرتب جدولنا على وقت مستقبلي بعد ثلاثة أشهر أو أكثر، هل نلغي مخططات هذا العام؟ بالنسبة لي وما أراه الأسلم هو أن نراقب، وأن نتخذ القرارات بشكل منطقي خالٍ من العواطف، فإلغاء التذاكر هو الحل الأمثل الآن في حال تم حجزها مسبقاً، أما التأجيل فهو أمر غير محمود العواقب، فلا ندري متى تنجلي هذه الغمة عن الأمة، وإن كانت ثقتنا بالله بأنها ستنجلي.
وأنصح أيضاً بانتظار التعليمات الرسمية من الجهات الحكومية الموثوقة، فما أكثر الإشاعات، وما أكثر الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي التي تثير الرعب ولا تقدم معلومة مفيدة أو موثوقة، لا نريد أن نبالغ في الخوف، ولكن أيضاً لا نريد أن نتهاون، فالدولة هي الأدرى بمعطيات الأمور وبما يحيط بنا.
ما رأيكم أن نقوم ببناء سيناريو لرحلتك القادمة في ظل هذه الأزمة، ففي هذا المطار مر الآلاف من المسافرين، من كان يحمل الفيروس، من خالط أحد المصابين، وعند وضع حقيبتك على حزام التفتيش كم حقيبة مرت من هنا، كم جهاز محمول وكم معدات رياضية خالطت أحد المصابين؟ وها نحن ندخل الطائرة، كما رأينا فإن التعقيم في كل مكان، ولكن من كان يجلس في هذا الكرسي؟ الشاشة التي أمامي، ألم يعطس عليها من كان يجلس قبلي، هي كلها تخيلات افتراضية وقد تكون مبالغاً فيها، ولكن احتمالية وقوعها واردة، فلماذا أضع نفسي في هذا الكابوس المزعج، وفي المقابل، كل ما هو مطلوب مني أن ألغي مخططاتي الآن وأن أؤجل رحلتي؟ وأن أرتب لها لاحقاً، عندما تنجلي هذه الأزمة، لترتيب رحلة خالية من الوساوس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©